الإعلان عن تشكيل الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن

ساسة ومحللون:الوحدة الوطنية وقرارات عملية من السلطة كفيلة لمواجهة صفقة القرن

الساعة 12:58 م|23 ابريل 2019

فلسطين اليوم

خلصت ندوة حوارية حول آلية مجابهة صفقة القرن إلى أن تحقيق الوحدة الوطنية، وخروج السلطة بخطوات عملية لرفض الصفقة، هو أبرز ما يمكن فعله لمواجهة الصفقة، فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن نيتها تشكيل الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن.

واجتمع المتحدثون خلال الندوة نظمتها وزارة الإعلام في قطاع غزة، على ضرورة أن تخرج السلطة بقرارات عملية لمواجهة الصفقة بعيداً عن سياسة التلويح، والبدء بتطبيق قرارات عملية أبرزها سحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني ورفع الإجراءات عن قطاع غزة.

وتوافق الساسة على أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة خطيرة ونفق مظلم، وواقع مهد الطريق أمام صفقة القرن، مطالبين بتفعيل المقاومة في كافة نقاط التماس، وإطلاق يدها خاصةً في الضفة المحتلة.

الجهاد الإسلامي

من ناحيته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، على ضرورة وجود  نقاشات فلسطينية جدية حول هذه القضية الخطيرة، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن الوجه الحقيقي للإدارات الأمريكية السابقة.

وبين المدلل، أن صفقة القرن لم تستهدف الفلسطيني فقط، بل تستهدف الأمة العربية والإسلامية، شجعها وجود أرضية خصبة أبرزها اتفاقية أوسلوا التي أعطت شرعية للاحتلال، فضلاً عن تنازلات عربية مريحة أمام ترامب، والانقسام الفلسطيني الذي مهد الطريق ليتحدث عن صفقة القرن، والانقسام السياسي الحاد الذي أثر على الكينونة الفلسطينية، بالإضافة لإضعاف المناعة العربية ضد أي مؤامرة تحاك ضد القضية الفلسطينية.

وشدد على أن الطريق ممهد أمام الصفقة، من خلال اعتراف ترامب بالقدس، وقف دعم الاونروا، انتهاء حق اللاجئين، ضم الجولان، والحديث عن ضم الضفة الغربية، كذلك حصار قطاع غزة.

وأكد على أن غزة ستبقى شوكة في حلق ترامب وصفقة القرن،  وأن قوة المقاومة وتطوراتها تجعل ترامب تسرع في صفقة القرن، لن تستقر إسرائيل طالما هناك مقاومة حية وقطعة سلاح في غزة، مسيرات العودة اعادت القوة والحضور للقضية الفلسطينية.

ولمجابهة صفقة القرن، طالب المدلل بضرورة وجود حضور نخبة عربية قوية للوقوف في وجه الاحتلال، وتكوين تكتلات شعبية، بالإضافة لاستعادة وحدة المشروع الوطني.

كما دعا، لتفعيل حالة الاشتباك المستمر في الضفة المحتلة، ونقاط التماس وإطلاق يد المقاومة.

أما السلطة فطالبها بضرورة أن تعلن رفضها للصفقة بشكل جدي بكل محاورها، من خلال سحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، ووقف التنسيق الأمني ورفع الإجراءات عن قطاع غزة.

حركة حماس

أما صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، فأعلن عن قرار حركته تشكيل الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن، بمشاركة جميع القوى والفصائل وكافة أماكن تواجد الفلسطينيين، وبمشاركة قوى عربية وإسلامية، أساسها مواجهة الصفقة وليس فقط إعلان رفضها.

وأضح، أن الهيئة تهدف لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية القائمة على احترام الجميع، وليس الاستفراد بالقضية الفلسطينية، واستشعار أن هناك متغيرات سياسية.

كما دعا، لمقاومة التطبيع محلياً وعربياً ودولياً، وتعزيز المقاومة الشعبية، بحيث تمتد لكل نقاط التماس في الضفة المحتلة، فضلاً عن عزل الاحتلال وتعريته، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ورفع العقوبات واختراقات في دعم الشعب الفلسطيني.

كما أكد على ضرورة دعم المقاومة المسلحة في الضفة المحتلة، من خلال الأسود المنفردة، فالاحتلال لا يفهم الا لغة القوة، فيما لم يخله حديث بالدعوة إلى إلغاء اتفاق أوسلو.

تحليل للصفقة

وفي قراءة تحليلية للصفقة، أوضح توفيق أبو شومر المحلل السياسي، أن صفقة القرن لم تتضح بعد، فالصحف الإسرائيلية لا تكشف الكثير حول الصفقة، كما يكتب عنها في الصحف العربية والدولية، وهو غموض مقصود في هذه الصفقة وجزء من الاستراتيجية للصفقة، فـ"إسرائيل" وضعت أسسها ونقلوها للأمريكان.

وبين شومر، أن الإدارة الأمريكية مختلفة عن الإدارات السابقة، فمعظم السياسيين جدد سياسياً وجلهم رجال تجارة، وذلك لتغيير جوهر العالم لصفقة تجارية، أبرزها تغيير القضية الفلسطينية.

كما ركز على الشخصيات المسيحانية الصهيونية التي يحملها هؤلاء المبعوثون الجدد للشرق الأوسط لينطلقوا بصفقة جديدة ترتكز بالأساس على عودة المسيحية وإقامة الدولة اليهودية، وانشاء المستوطنات، وقد بدأت بنقل السفارة والاعتراف بالجولان، والخطوة التالية الاعتراف بالمستوطنات.

وبشأن معالم الصفقة، لفت شومر إلى أن المعالم رشحت من خلال اعتبار القدس خارج إطار الصفقة أي أنها حدود ومشاريع تجارية، يمكن من خلالها اغتصاب ماتبقى من القدس وهو مايجري عبر جمعية العاد الاستيطانية.

وأشار إلى اتفاقية الغاز مع الدول العربية، وهو يمكن تغيير جغرافية السياسة، بتحويل القضية الفلسطينية لقضية تجارية.

وأكد شومر، أن صفقة القرن يقصد بها انهاء القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية تهم الفلسطينيين والعالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن أن عدم الإعلان عنها ضمن الاستراتيجية المعدة للخطة الجديدة، داعياً لتحقيق الوحدة الوطنية سبيل وحيد لمواجهتها.

الجبهة الشعبية

بدوره، شدد إياد عوض الله عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ، على أن الوحدة الوطنية هي الأساس لمواجهة صفقة القرن، باعتبار شطب القضية هي جوهر المشروع الصهيوني، وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية.

وأوضح عوض الله، أن القضية الفلسطينية، دخلت في نفق مظلم وفتحت أبواب أمام كل مشاريع التصفية منذ توقيع اتفاق أوسلو.

أما المواجهة الآن- وفقاً لعوض الله- فيتجلى ذلك في خطوات الرئيس محمود عباس، بدعوة لاجتماع فلسطيني عاجل، على مستوى عالي، لمغادرة مربع الانقسام بالإضافة لأجندة واضحة لتطبيق الاتفاقات بعيداً عن المنطق السيادي.

كما طالب بموقف واضح من السلطة، كسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإعادة الاعتبار لوحدة الشعب الفلسطيني والبيت الفلسطيني.

ندوة حوارية  (2).JPG
 

ندوة حوارية  (8).JPG
ندوة حوارية  (7).JPG
ندوة حوارية  (6).JPG
ندوة حوارية  (5).JPG
ندوة حوارية  (3).JPG
ندوة حوارية  (4).JPG
ندوة حوارية  (1).JPG
ندوة حوارية  (2).JPG
 

 

 

 

كلمات دلالية