خبر عائلة السموني .. أطفالها يعدون الاحتلال بالانتقام وإن طال الزمن!!

الساعة 05:05 ص|24 يناير 2009

فلسطين اليوم -وكالات

من على ركام منزلها تلفظت ابتسام السموني وهول الصدمة مازال يلزمها بأقوال تقشعر لها الأبدان وهي تصف لحظات من المذبحة التي تعرضت لها العائلة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وراح خلالها "29" من أفراد تلك العائلة الريفية.

 

وتصف ابتسام"32" عاماً ليلة الأحد الرابع من كانون ثاني الجاري "بليلة الموت" التي حملت بين طياتها أكفان تسعة وعشرين فردا من عائلتها جلهم من الأطفال والنساء، وتروى في حديث لـ"فلسطين" مأساة عائلة باتت تتصدر شاشات التلفزة العالمية دون ان يفكر احد ممن يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان في مجرد التحقيق بملابسات تلك المذبحة قائلة :" منذ بداية العملية البرية يوم الأحد في الرابع من شهر يناير الجاري حاصر الجيش الإسرائيلي منزلنا ولم نتمكن من الخروج والانتقال إلى أماكن آمنة، وبقينا حتى صباح الاثنين فاقتحم عدد من الجنود منازل عائلتنا المجاورة لبعضها البعض في حي السموني بالزيتون واقتادونا جميعاً، إلى منزل مجاور وعددنا يتجاوز 100 فرد ".

 

وتضيف وهي تصارع دموعها: " تركونا حتى الساعة السادسة في منزل قاموا بتدميره من الداخل وأصبح يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ولم يكتفوا بذلك بل حاصروه وفجأة ودون سابق إنذار سقطت قذيفة دبابة عليه وأصيب عدد منا، وبعد لحظات سقطت قذيفة ثانية فاستشهد عدد من أفراد العائلة وفي ذات اللحظة سقطت قذيفة ثالثة واستشهد وأصيب عدد آخر".

 

وأوضحت أنها كانت تهرب من غرفة إلى أخرى هي وعدد من أفراد أسرتها خوفاً من أن تصيبها القذائف، مشيرة إلى استشهاد ابنها فارس السموني (12 عاماً) وابنتها الطفلة رزقة السموني (14 عاماً).

 

وأشارت ابتسام إلى أن من بقي حياً من العائلة حاولوا الخروج من المنزل تحت القصف وحملوا عدداً من المصابين معهم، ليجدوا قذيفة أخرى في استقبالهم فاستشهد عدد آخر وأصيب أكثر من عشرة ونجا البقية.

 

يومان والدم ينزف

 

وتابعت بعد أن هزمتها دموعها قائلة: " نجوت بأعجوبة من القذيفة الأخيرة ولكن زوجي وائل (40 عاماً) أصيب بساقه وبطنه فحملته بصعوبة بالغة وأزلت المنديل أنا وبقية من نجا من النساء ورفعناها وأخذنا نلوح فيها ليرانا اليهود ويتوقفوا عن إطلاق النار ولكنهم لم يتوقفوا وأطلقوا النار علينا ولكن لم يصب أحد ".

 

وتابعت حديثها  وآهات الألم تزيد من حرارة الكلمات: " بعد لحظات سمحوا لنا بالعبور ونجونا بأعجوبة فبينما كنا نمشي كان الجنود يطلقون النار على الأرض من حولنا ويضحكون علينا "، مؤكدة أن الذين خرجوا من المنزل لم يتجاوزوا الـ"22" شخصاً" من أصل مائة حيث استشهد منهم  29 واصيب " 30 " ونجا الباقون.

 

وأوضحت أن جنود جيش الاحتلال لم يسمحوا بنقل المصابين مع من خرج وكانوا يقولون لنا " اتركوا المصابين حتى يموتوا في المنزل"، مشيرة إلى أن الصليب الأحمر تمكن من الوصول اليهم بعد يومين، حيث أحضر من بقي حياً من الجرحى، وبعد ذلك قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف المنزل بالكامل وتدميره على من فيه من الشهداء بعد رفضه لنقلهم إلى خارج المنزل.

 

أبي شهيد

 

الطفل عرفة السموني (12 عاماً) كان من بين الناجين تحدث إلينا عن لحظات هي الأهم في ذاكرته ولن يمحوها الزمن مهما طال، وقال: " عندما بدأ القصف على المنزل لم أتمكن من الهرب فأخذت أركض في أرجاء المنزل وحملت أخي الصغير الذي أصيب بشظايا القذائف ونظرت إلى والدي محاولاً البحث عنه ولكنني لم أجده وبينما كنت أركض رأيت أبي على الأرض مستشهداً فجلست إلى جواره أبكي حتى جاء ابن عمي وأخذني إلى خارج المنزل ".

 

وتابع الطفل عرفة وهو يئن من شدة الألم " لقد استشهد والدي ووالدتي وأخي الصغير وأختي وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وجدنا أخي الأكبر مستشهداً تحت أنقاض المنزل ".

 

الطفل عرفة بينما يروي قصة مجزرة العائلة المنكوبة لم يتوقف عن البكاء وأكد أنه وبقية أقاربه ينامون تحت خيمة صنعوها من "ألواح الزينكو" وبعض الأقمشة التي استطاعوا أن يخرجوها من بين الركام.

 

من رحم الموت ولدت

 

الطفلة ألمازة السموني (10 أعوام) قائلة :" أتعلم ما الذي دفع  جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافنا وقتل 29 من أفراد عائلتي لأن أخي الصغير الذي لا يتجاوز الثلاثة أعوام كان يحمل صاروخاً ويريد أن يلقيه عليهم و كنت أحمل عبوة وأريد تفجيرها بجنوده ولأن أمي التي كانت تحتضننا كانت ترصد حركة الطائرات وتريد إسقاطها ".

 

توقفت ألمازة عن الحديث برهة وتابعت: " أيعقل أن تكون هذه أسباب قتل إخوتي الأطفال جميعاً وأمي التي كانت تحتضننا، وأبي الذي حاول حمايتنا أيعقل؟ أخبروني أرجوكم أيعقل هذا؟ لماذا لا نعيش كبقية أطفال العالم ... لقد مللنا الحروب لقد يتمنا وهدم منزلنا وأحرقت كتبنا وقصفت مدارسنا ماذا بقي لنا من هذه الدنيا ؟ بالفعل الموت أفضل لنا ".

 

وتضيف الطفلة الوليدة من رحم الموت: " بعد هذه التجربة السوداوية سأبدأ أنا وأخي الصغير حياة جديدة وكم أتمنى أن أكبر وأصبح طبيبة لأعالج من يصاب من المقاومين خلال معاركهم مع الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس و"تل أبيب" عفواً تل الربيع" وسننتقم لعائلتنا وإن طال الزمن.

 

وتبقى  عائلة السموني شاهداً حياً على المذبحة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين لاسيما الأطفال والنساء منهم ..وقريباً سيأتي اليوم الذي ينتقم فيه أطفال فلسطين " شباب الغد" لكل فلسطيني ذاق ويلات الألم والعذاب على يد الجلاد الإسرائيلي".