خبر القرضاوي: « عباد الكراسي » تمنوا انتصار إسرائيل

الساعة 08:58 م|23 يناير 2009

محمد صبرة

- وجه فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، انتقادات لحكام عرب قال إنهم تمنوا انتصار إسرائيل في الحرب التي خاضتها ضد القطاع، واصفا إياهم بـ"عباد الكراسي".

 

وقال القرضاوي في خطبة الجمعة بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: إن "بعض الحكام العرب كانوا يتمنون انتصار إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، لكنه شدد على أن الحق انتصر، وأن العبرة من النهاية.

 

وتابع في الخطبة التي خصص معظمها للتعليق على نتائج حرب غزة: إن "ما يهم بعض الحكام العرب هو الكرسي الذي يعبدونه من دون الله، ومن أجل ذلك يؤيدون الصهاينة ويمدون أيديهم بالتأييد لإسرائيل، ولا يؤيدون إخوانهم في غزة".

 

وأضاف أن: "هؤلاء الحكام الذين لم يصلوا للحكم عبر الانتخابات في واد وشعوبهم في واد آخر"، داعيا إياهم أن يتقوا الله في شعوبهم.

 

وقال: إن "الحكام الذين أرادوا أن تفشل حماس باءوا بخزيهم وماتوا بغيظهم، كما قال الله عز وجل: {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} آل عمران : 119".

 

"فرار من المعركة"

 

وأشاد د. القرضاوي بقمة غزة الطارئة التي عقدت بالدوحة في وقت سابق من الشهر الجاري، منتقدا مواقف الرؤساء والملوك والأمراء الذين لم يحضروا القمة، واصفا موقفهم بأنه فرار من المعركة التى فرضها الله على المسلمين إذا انتهكت حرماتهم واحتلت أرضهم.

 

وعقدت هذه القمة بالدوحة 16 يناير الجاري بعد تعذر انعقاد قمة عربية طارئة لعدم استكمال النصاب اللازم لانعقاد القمة؛ لرفض دول عربية على رأسها مصر والسعودية حضور القمة.

 

ودعا البيان الختامي للقمة إلى تعليق المبادرة العربية للسلام، ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، فضلا عن تبرع قطر بـ250 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع.

 

وعن القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت قال د. القرضاوي إنها لم تؤت أكلها، ولم يكد القادة يجتمعون على كلمة سواء في اليوم الأول حتى اختلف وزراء الخارجية في اليوم الأخير.

 

وتابع: إن عدم اتفاق الدول على مواقف محددة في قمة الكويت العربية الاقتصادية يرجع إلى رغبتهم في عدم انتصار حماس.

 

وأوضح أن موقف المشاركين في قمة الكويت كان منحازا لطرف فلسطيني على حساب آخر، وهو موقف غير عادل ولا يصلح أصحابه لأن يكونوا وسطاء، لأن الوسيط لا بد أن يكون محايدا وعادلا، مشيرا إلى قوله تعالي: { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } الحجرات : 9.

 

وعقدت قمة الكويت في 19 و20 يناير الجاري وساد في بدايتها أجواء من المصالحة العربية، غير أن الخلافات العربية عادت لتسود أجواء اليوم الثاني والأخير من القمة.

 

وأعلنت القمة عن تبرعات بلغت 1.5 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، لكن البيان الختامي للقمة خلا من تضمن آليات واضحة لتوزيع وإنفاق مساعدات إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، ولا تحديد الجهة الفلسطينية التي ستتسلمها في ضوء النزاع القائم بين حركتي فتح وحماس على إدارة القطاع.

 

منع السلاح خيانة

 

ومن جهة أخرى، أكد الشيخ القرضاوي على ضرورة استمرار المقاومة "لأنها عنوان شرف الأمة وكرامتها"، داعيا لمد المقاومة بالمال والسلاح، معتبرا قتال الإسرائيليين فرض عين على أهل فلسطين.

 

واستنكر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منع إدخال السلاح إلى غزة، قائلا: إنه "منكر وكبيرة وخيانة وجريمة دينية وقومية وإنسانية"، مبديا دهشته من الازدواجية الدولية التي تسمح لإسرائيل بالتسلح بكل أنواع الأسلحة وتمنع الفلسطينيين من صناعة صواريخ بدائية تحت الأرض.

 

وأبرمت إسرائيل اتفاقا مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لتنسيق جهودهما لمنع تهريب السلاح إلى غزة، وذلك بمشاركة حلف شمال الأطلسي ودعم ما وصفوه بـ"النشاط المصري" في هذا الأمر.

 

ننتظر أوباما

 

وعن الرئيس الأمريكي الجديد "باراك أوباما" أعرب د. القرضاوي عن أمله أن يكون خيرا ممن سبقه، مستبشرا بقوله إنه سيتعامل مع العالم الإسلامي بفكر ومنهج جديد يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

 

وقال: "إن العالم ينتظر ماذا سيفعل أوباما، هل سينتصر لجذوره الإفريقية والإسلامية ولحقوق الإنسان ونصرة المستضعفين في الأرض أم يظل على نهج أسلافه؟"، وتمنى أن تكون أمريكا في عهدها الجديد خيرا من العهد القديم.

 

كما تمنى أن يشهد عهد أوباما صفحة جديدة مع العرب والمسلمين، مؤكدا أن المسلمين لا يسعون لعداوة الناس، ويسالمون من يسالمهم ويحاربون من يحاربهم وقال: "من مد يده إلينا بخير مددنا له يدين، ومن مد يده إلينا بالشر حاولنا أن نقطع يده".

 

وكان د. القرضاوي من ضمن 36 شخصية إسلامية وقعت مؤخرا على رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد دعوه فيها إلى "التعاون المتكافئ" مع العالم الإسلامي، وحذروه من أن "شعوب العالم التي عانت كثيرا من السياسات الأمريكية تضع مصداقيتكم على المحك من خلال انتظارها لما ستفعله في هذا المجال، هل ستكون رجل الأخلاق والمبادئ والأحلام كما وعدت شعبك والعالم أم ستكون منفذا لرغبات رجال المال وخاضعا لضغوطات اللوبيات الصهيونية والمنظمات السرية؟"، بحسب الرسالة التي وصلت "إسلام أون لاين" نسخة منها.