تقرير لمى خاطر ... عندما تغيب الأم وراء القضبان بتهمة " الصحافة"

الساعة 11:31 ص|22 ابريل 2019

فلسطين اليوم

أنهت "بيسان" دراسة الثانوية العامة بمعدل 96% واستطاعت أن تحجز لها مقعدا في جامعة بيرزيت، ولكن فرحتها لم تكتمل واضطرت إلى تأجيل انتظامها على مقاعد الدراسة لعام كامل، فوالدتها غائبة وكان لا بد أن تؤخذ دورها في البيت مع أشقائها الأصغر وخاصة "يحيى" الذي لم يكمل بعد عامه الثالث.

"بيسان" 18 عاما، هي أبنه الصحافية "لمى خاطر" من مدينة الخليل والتي تعتقلها قوات الاحتلال منذ تموز الفائت، وتحاكمها بتهمة "التحريض" عبر كتاباتها على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع التي تعمل معها على كتابة التحليل السياسي.

وتقوم "بيسان"، منذ قرابة العام على العناية بأبيها وأشقائها "أسامة "20 عاما، يمان (14 عاما)، عز الدين (10 سنوات)، ويحيى (ثلاثة سنوات)، ولعب دور الأم بمساعدة وإرشاد من جدتيها، وخاصة فيما يتعلق بالعناية بشقيقها الأصغر.

يتحدث الوالد حازم الفاخوري عن هذا الغياب وأثره على العائلة، يقول إنه في البداية كان الأمر صعبا للغاية وخاصة على "بيسان" التي لم تكن تعلم شيئا عن تدبير أمور البيت وأشقائها، ولكن شيئا فشيئا استطعنا أن نتدبر أمورنا بالحد الأدنى.

وقال الفاخوري أن والدة زوجته، وهي من مدينة رام الله، كانت تقيم عندهم لأيام في بداية الأمر حتى تتأكد أن أمور المنزل والأطفال بخير، وإن "بيسان" بدأت تتقن العمل في المنزل والعناية بأشقائها.

ويتابع:" مهما كنا قادرين على تدبر أمور حياتنا لا شيء يعوض وجود الأم في البيت، وخاصة العناية بالأطفال ومتابعة أمورهم الحياتية".

أما بالنسبة ل"يحيى" لم يكن حين اعتقالها يدرك ما يجري حوله لصغر سنه فلم يكن قد تجاوز العامين بعد، ولكن الأن، كما يقول الوالد، أصبح يسأل عنها ويستشعر غيابها في البيت.

وقد يكون الأمر أكثر تعقيدا في فترة الزيارة، فطول المدة التي تسلكها العائلة في المواصلات حتى تصل إلى سجن هشارون للزيارة، يكون الصغير قد أرهق من التعب ونام، وهو ما يحرم "لمى" حتى من التفاعل معه أو رؤيتها في بعض الأوقات، الأمر الذي يحزنها كثيرا" فطفلها الصغير الذي تعلقت به كثيرا، يكبر دونها ويشعر بالغربة معها في دقائق الزيارة المعدودة.

والصحافية "لمى خاطر" 43 عاما، تعمل ككاتبه أدبية ثم انتقلت لكتابة التحليل السياسي والمقالات صحافية في مدونات الجزيرة، وصحيفة فلسطين إلى جانب نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول الزوج  أنها تعرضت قبل اعتقالها لملاحقة من الاحتلال عبر طلبها للمقابلة أو تهديد زوجها باعتقالها في حال عدم توقفها عن الكتابة الصحافية.

وحسب الزوج فقد حاولت قوات الاحتلال اعتقالها في (22 أب 2016) لاعتقالها ولكن تفاجئت بإن لديها طفل جديد يبلغ من العمر شهرين، ولما كان القانون الإسرائيلي يسمح لها بمرافقة طفلها، جمد قرار الاعتقال، وطلبوا منها مراجعة مقر المخابرات الإسرائيلية للمقابلات هي وزوجها.

لم تتوجه " لمى" للمقابلة وذهب عوضا عنها زوجها أكثر من مرة، وفي كل مرة كان الضابط يطلب من الزوج قطع خط الأنترنت عن البيت لمنعها من الكتابة وتجنب الاعتقال، أو ان تغير طبيعة كتاباتها يقول الزوج :"كان يطلب مني بشكل صريح قطع خط الأنترنت عن البيت، أو أن تحول كتاباتها إلى  الطبخ والأطفال بدلا من السياسية".

وقبل اعتقالها بيومين (22 تموز) تلقى الزوج طلبا جديدا للمقابلة في مقر المخابرات، قال له الضابط "نصحتك في السابق بقطع الانترنت، وانت لم تسمع كلامي وما تقوم به زوجتك يعتبر تحريضا". المقابلة الأخيرة للزوج جعل العائلة تتوقع الاعتقال وخاصة أن "يحيى" الصغير كان قد أتم العامين، ولا مانع قانوني لاعتقالها دونه.

وعن يوم الاعتقال يقول الزوج:" قام 20 جنديا إسرائيليا باقتحام المنزل، وقيدوني خارج المنزل واقتادوها وصادروا هاتفها المتنقل وجهاز الحاسوب الخاص بها".

بعد الاعتقال بقيت "لمى" 32 يوما بالتحقيق منها أسبوعين من التحقيق العسكري، حيث كانت تقضي خلالها 22 ساعة مقيدة " مكلبشة" بالكرسي التحقيق رغم تعبها وتعرضها للإغماء أكثر من مرة.

 

والأن تنتظر العائلة بفارغ الصبر موعد جلسة المحكمة الجديدة لها في 29 من الشهر نيسان الحالي، على أمل أن يكون الحكم عليها كما تتمنى ب" 12" شهرا، تنتهي في تموز المقبل، وخاصة "بيسان" التي ستستطيع في حينه الالتحاق بجامعتها وتعويض ما فاتها.

 

كلمات دلالية