خبر الليبرمانية تتغلغل .. هآرتس

الساعة 04:19 م|23 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

المحكمة العليا قبلت هذا الاسبوع التماس الكتلتين العربيتين – التجمع الديمقراطي والقائمة العربية الموحدة والغت قرار استبعادهما عن المشاركة في الانتخابات من لجنة الانتخابات المركزية، دون تجاهل عناصر اشكالية في برنامجي الحزبين. وأنقذ القرار الساحة السياسية من العار الذي الحقته بنفسها وبجمهور الناخبين بقرار استبعاد القائمتين.

ومثلما هو الحال دوما فان المبادرين للاستبعاد هم رجال اليمين المتطرف، وهم ايضا اولئك الذين انتقدوا انتقادا منفلت العقال قرار المحكمة. ابرزهم هو رئيس اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان الذي توجه هاتفا للنائب احمد الطيبي بان "يجب معالجة بعض النواب العرب مثلما تعالج حماس".

ليبرمان، الذي يسعى دون هوادة الى نزع الشرعية عن السياسيين العرب، وعمليا عن الجمهور العربي باسره ليس الاكثر تطرفا. باروخ مارزيل، ايتمار بن غبير وايفي ايتام اكثر انفلاتا للعقال منه في كل ما يتعلق بحقوق العرب في اسرائيل. ولكن ليبرمان بالذات، الذي تبدو صورته وبرنامجه عقلانيين ومبررين، هو خطر اشد على الديمقراطية. التصويت الجارف في لجنة الانتخابات المركزية في صالح استبعاد القائمتين العربيتين – والذي شارك فيه كديما وحزب العمل على حد سواء - هو دليل مرير على ذلك.

طاقم ردود الفعل لدى حزب العمل وان كان زعم بحزم بان تصويت النائب ايتان كابل، الذي ايد الاستبعاد، يتعارض ومبادىء الحزب ولم يكن بناء على رأي الاغلبية – الا انه حتى اليوم لم يطلق رئيس الحزب ايهود باراك رأيه في هذا الشأن. قادة كديما، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية تسيبي لفني، التي تختار حركتها وصف نفسها حزب وسط، لم يترددوا في التصويت الى جانب الاستبعاد.

المذهب الخطير والمناهض للديمقراطية لدى ليبرمان نجح إذن في التغلغل الى التيار المركزي في السياسة الاسرائيلية، وهو يلقى صداه في تصريحات السياسيين الذين يعتبرون معتدلين نسبيا. الفكرة الشوهاء التي تطالب باثبات الولاء من المواطنين العرب كشرط للحصول على الحقوق الاساس للمواطنة تتدحرج كخيار مشروع في اروقة الكنيست. وهكذا ايضا الامنية في نقل بلدات المثلث، بسكانها، الى اراضي فلسطين المستقبلية في اطار "اعادة تقسيم" الدولة.

افكار، قبل 10 او 20 سنة لم يتجرأ احد على طرحها على اطراف شفتيه دون أن يعتبر فاشيا تاما، حظيت في الاشهر الاخيرة بحقنة تشجيع في ضوء الحرب في الجنوب. يبدو أن العرب في اسرائيل يدفعون مرة اخرى ثمن الصراع الدموي بين اسرائيل وجيرانها، ومرة اخرى السياسيون المداهنون للشعب، ممن يسعون الى التزلف للرأي العام المتحمس يستخدمونهم ككيس ضربات، مثابة اضربوا العرب وانقذوا الحزب في الاستطلاعات.

الان، بعد ان غيرت المحكمة قرار الاستبعاد، فان المرشحين المتصدرين ملزمون بان يتنكروا علنا لليبرمانية المتغلغلة ومن مزاياها العنصرية. كل رد فعل آخر معناه استبعاد، غير ديمقراطي وغير اخلاقي، للعرب مواطني اسرائيل.