لأول مرة.. مستشفى المقاصد ينجح بإجراء عملية معقدة

الساعة 08:13 م|14 ابريل 2019

فلسطين اليوم

نجح طاقمٌ من قسم جراحة الصدر في مشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في استئصال ورم في الجزء العلوي من الرئة اليسرى لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات عن طريق المنظار الجراحي، وربط الجزء السفليّ من الرئة بالقصبة الهوائية لتفادي استئصالها.

وأوضحت المشفى أن العملية استغرقت 6 ساعات، وهي الأولى من نوعها التي تجري في مشفى المقاصد الخيرية الإسلامية على مستوى فلسطين والثانية من نوعها على مستوى العالم.

وبيّن المشفى أن الطفلة رينا أبو زعرور من نابلس كانت تعاني مؤخراً من التهابات رئوية، ليتبين بعد عملية تنظير للمجاري التنفسية أجرتها الدكتورة نسرين رمّان وجود ورم من نوع carcinoid في المدخل الرئيسي للرئة اليسرى مما أدى لانسدادها بالكامل.

وتابع أنّه وبعد عدة مشاورات مع عكر اختصاصي جراحة المناظير الصدرية والرئوية الطبيب فراس أبو واختصاصي أمراض الرئة الطبيب نادر عبد الرحمن الذي أجرى لها عملية تنظير أخرى لأخذ خزعة وتأكيد نوع الورم، تقرّر أن الحل الوحيد هو إزالة الورم جراحياً.

وأوضحت والدة الطفلة أبو زعرور أن ابنتها كانت "تعاني من حرارة عالية، ومن تعب دائم وضعف في التنفس، وعندما تم تحويلها إلى المقاصد وبعد إجراء التنظير التنفسي أخبرنا الأطباء بوجود ورمٍ وانسداد في مدخل رئتها اليسرى وبأنها حالة نادرة لا تحدث غالباً لدى الأطفال".

ويقول الدكتور أبو عكر -الذي أجرى العملية- إن هذا النوع من الأورام لا يعتبر خبيثاً، لكنّه قد ينتشر في الجسم ليتصرف مثل الأورام الخبيثة؛ وهو ما استدعى إزالته جراحياً.

وأضاف "صادفنا عدة مرات خلال حياتنا المهنية هذا النوع من الأورام لدى الكبار، لكنها كانت المرة الأولى التي نرى فيها ورماً كهذا لدى طفلة صغيرة، حيث أن حدوثه لدى الأطفال هو أمر نادر جداً".

وحملت العملية النوعية التي أجراها الدكتور أبو عكر مع طاقم كامل من مشفى المقاصد تحديات كثيرة، من بينها موقع الورم إذ أن استئصاله في معظم مراكز جراحة الصدر يتطلب إزالة الرئة بأكملها، وهو ما يزيد من نسبة حدوث مضاعفات جانبية للمريض في المستقبل، لا سيما وأن الطفلة لا تزال في طور النمو.

ويضيف أبو عكر: "قررنا إجراء عملية أكثر تعقيداً للحفاظ على الجزء السفلي من رئتها ومنع استئصاله، وذلك بربطه بالقصبة الهوائية".

وذكر المشفى أن هذه العملية تجرى لأول مرة لطفلة في هذا العمر بالمنظار وفي الرئة اليسرى، حيت تم تسجيل إجرائها من قبل مرة وحدة على يد الجراح العالمي دييغو غنزالس قبل ثلاث سنوات في الرئة اليمنى لطفل يبلغ من العمر ١١ عاماً.

وأشار إلى أنّ العملية "خطوة تمثل تقدّماً جديداً وتسجل إنجازا طبياً لمشفى المقاصد ولفلسطين".

 وعدا عن موقع الورم، شكّل عمر الطفلة تحدياً آخر للأطباء في إجراء العملية بالمنظار نظراً لصغر حجم التجويف الصدري، وعدم توفر معداتٍ مناسبةٍ لعمر المريضة.

وذكر المشفى أنّه تم إجراء العملية بشكل كامل من خلال المنظار المعدّ لجراحة الصدر للكبار ومن خلال جرح صغير لا يتعدى 3 سنتيمرات، علمًا أن مراكز قليلة في العالم تجري مثل هذه العمليات حتى بالطريقة التقليدية التي تتضمن شق صدر المريض.

 وضمّ الفريق الذي أجرى العملية كلاً من الدكتور فراس أبو عكر، والدكتورة بيسان شقورة كمساعد أول، والدكتور وسيم سلمان كمساعد ثانٍ، ومن طاقم التخدير د.علي عبد الحق، و د.أنس شومان، و د.براء الشايب و د.ثائر أبو عامر، بالإضافة إلى طاقم التمريض المكون من محمد بزار، ثائر عمرو، إبراهيم الأطرش وخليل الدرابيع.

وعن صعوبة العملية، يقول الدكتور أبو عكر "واجهنا خطورة احتمالية إصابة الشريان الرئوي وهو أمر قد ينهي حياة المريض في حال حدوثه، والأمر الآخر كان استطاعتنا القيام بعملية التوصيل وإيجاد المسافة الكافية لذلك، وقد وفقنا وأنهينا العملية بنجاح رغم كل الصعوبات والمخاطر".

ويختم الدكتور المسؤول عن العملية حديثه"نحن فخورون بأن هذه الإنجازات تحدث في مستشفى المقاصد بأيدٍ فلسطينية 100%، وهذا ما يدعوني لأشجع المواطنين بأن يثقوا بالأطباء الفلسطينيين الذين يملكون كفاءات مميزة وهم قادرون على مواكبة أحدث التطورات في كل المجالات الطبية ورغم كل التحديات والظروف الصعب".

وأعربت والدة الطفلة أبو زعرور ع تقديرها الشديد لاهتمام الأطباء الفائق وكفاءتهم العالية بحالة ابنتها، مقدّمة شكرها الخالص للأطباء الذين نفّذوا العملية بنجاح.

كلمات دلالية