رسالة لأمه مبكية

وفاة الشاب "أبو شملة".."مأساة" جديدة تصدم أهالي غزة ورسالته لأمه مبكية

الساعة 11:46 ص|13 ابريل 2019

فلسطين اليوم

"الله سينقذك في اللحظة المناسبة، لا تقلق" هي الكلمات التي كان يعزي بها نفسه الشاب محمد أبو شملة، الذي حاول جاهداً أن يخرج من نفق ضنك الحياة في قطاع غزة، فحاول الهرب لتركيا عله يجد ضالته ويستطيع التحليق عالياً لأفق أوسع، لكن الله أنقذه كما أراد.

الشاب "أبو شملة" في العشرينات من العمر من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، سافر لتركيا لينطلق منها لإحدى الدول الأوروبية ليجرب حظه في الحياة التي لم يجدها في موطنه، ولكن الشرطة التركية طاردته في أحد الفنادق، وأثناء هربه من السلطات التركيا سقط من الطابق الرابع، ومكث ١٠ أيام في العناية المكثفة قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.

وفاته كانت صدمة لأهالي قطاع غزة، ولكافة الشباب الذين يفكرون بطريقته للبحث عن واقع أفضل، خاصةً وأن القطاع شهد سفر المئات من الشبان باحثين عن لقمة عيشهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة واستمرار الحصار الخانق، والانقسام الذي يؤثر على كافة مناحي الحياة.

وفتح الحادث باب المطالبات بحلول جذرية لأهالي قطاع غزة، ولشبابه الذين يضحون بأرواحهم من أجل لقمة العيش، خاصةً في ظل وجود حالات غرق حدثت مع شبان حاولوا الهجرة للخارج لحل أزماتهم الاقتصادية.

محمد قبل أن يسافر كان يشعر بأمه وبجراحها وكيف ستكتوي بحرقة القلب حزناً عليه، فكتب لها رسالة كشفتها قال فيها:" "يما أنا مش هاين علي أتركك وأخلي بالك مشغول علي ليل مع نهار ، يما أنا مخلص جامعة ومليش فرصة هان الفرص مش إلنا إحنا الغلابة، يما الحقيقة مستقبلي معدوم ولا حتى في ضو بعد الظلمة إحنا في غزة بمكان معتوم ونهايته موت بطيئ ،يما أنا مش طالع أتفسح وأطش نفسي مسدودة على كل شي أنا بس بدي أعملي مستقبل وما أشحت من أبوي مصروفي، يما أنا بدي أشرد من قلة حيلتي وصنعتي ودوري ،يما عرضو علي أشتغل بمخبز عشرة ساعات وأوخد يومية عشرة شيكل ليه يما هو أنا لهدرجة محتاج!! يما أنا سمعت أنشودة وفيها مقطع إني ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي يما في أكتر من هيك إهانة يما إكتافي وصلو الأرض وإذا ضليت هان بيندعس علي مشان مبتكلمش.

يما هان ثقافة الناس بالحضيض مستعد يقتلني إن حكيت إلو بدي أعيش. يما أنا عارف إنها زبطت مع جاري اللي أصغر مني وصار يشتغل بس يما هاد ظروفو وظروفي بيختلفو، أبوي وأبوه بيختلفوه هاد إبن ماركة وأنا عشوائي، يما كمان صحابي وقرايبي وجيراني سافرو وزبطت معهم يما خليني أجرب مش حخسر إلا شوفتك الصبح ومصاري قرض أبوي ومصاري خالي إللي حلفتلوه مليون يمين حرجعله إياهن لما تزبط معي. يما أنا مش جعان وأنتو مش بخلانين علي بشي بس ما بينفع أضل في بلد حلم الشب فيه بطالة أو عقد بيشمل حد أدنى للأجور ،يما شفتي الغابة اللي حكتيلي عنها وأنا صغير ضاع فيها أرنب وصارو يتصيدو فيه كل وحوش الغابة .يما أنا جاي أضحك عليك بنفس الشي وأقنعك إحنا هان بغابة بنظام المتاهة وأكيد حضيع فيها بس مفش وحوش فيه فقر وبطالة وأزمات بتخوفني أكتر.

إدعيلي يما ..أنتي خطي الأحمر يما".




 

 

 

كلمات دلالية