خبر إعرف أوباما من مستشاريه!

الساعة 07:28 م|22 يناير 2009

يورام أتينغر ـ إسرائيل اليوم 21/1/2009

(خبير في الشؤون الأميركية، قنصل سابق في سفارة إسرائيل بواشنطن)

قل لي ما هي وجهة نظر مستشاريك ـ أقل لك من أنت. المستشارون الرسميون وغير الرسميين لباراك أوباما هم من خريجي إدارات الرؤوساء جيمي كارتر، بيل كلينتون وجورج بوش الأب. فإرث كارتر يتضمن خيانة شاه إيران، وكلينتون أظهر ضعفاً في محاربة الارهاب الإسلامي، أما بوش الأب فكان من أسوأ الرؤوساء تجاه إسرائيل.

يتمسك مستشارو أوباما بـ"سياسة متوازنة" تجاه إسرائيل والعرب، وهذه السياسة ستفضي إلى حصول تآكل في العلاقة الخاصة مع إسرائيل. ويعتقد هؤلاء المستشارين أن حل النزاع العربي/ الفلسطيني ـ الإسرائيلي يُلزم حصول انسحاب الى خطوط 1967 (مع تعديلات طفيفة) ويشمل تقسيم القدس واقتلاع المستوطنات والبحث في موضوع لاجئي 1948.

يرى أوباما ومستشاروه أن هذا النزاع هو أصل وجذر الاهتزازات في الشرق الأوسط والارهاب الإسلامي، ولذلك يتطلعون الى حل سريع يستوجب ممارسة الضغط على إسرائيل. فمستشار الأمن القومي لأوباما، الجنرال جونس، والمستشار الخاص كريغ، والسفيرة المرشحة لشغل منصب مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة رايس، وغيرهم من المستشارين يؤمنون بالتنسيق الأوثق مع أوروبا الغربية ومع الأمم المتحدة، كما يؤمنون بالحوار العميق مع العالم الإسلامي على حساب سياسة اميركية احادية الجانب. والمشكلة تكمن في أن أوروبا الغربية والأمم المتحدة والعالم الإسلامي لا يمثلون " باحة منزلية" بالنسبة لإسرائيل.

صحيح أن إسرائيل تُعتبر حليفاً ديمقراطياً ومن دعاة السلام، لكنها لا تُعتبر ذخراً استراتيجياً مميزاً. فقسم من المستشارين يرون في إسرائيل عبئاً استراتيجياً وليس حليفاً قيمياً خاصاً على الحلبة العالمية. فالزعيم الروحي للجنرال جونس هو سكاوكروفت، الذي كان مستشار بوش الأب، والذي يُعتبر من رواد موجهي الاتهامات إلى إسرائيل.

سيكون أوباما منشغلاً بالحضيض الاقتصادي في الولايات المتحدة وبحرب العراق وأفغانسان، وبالتهديدات من قبل إيران وكوريا الشمالية، وبالتوتر مع روسيا والصين، بتهدئة الخلاف بين الهند وباكستان، وبحال الغليان السائدة في أميركا الجنوبية.

حتى لو تحقق السيناريو السلبي جداً، ينبغي أن نذكر بأن الولايات المتحدة ليست نظاماً ملكياً. فمجلسا الكونغرس يشكلان حصنا لتأييد إسرائيل ـ حصن يوازي بقوته الرئيس ـ وهو مخلص لناخبيه ولفصل السلطات أكثر من الرئيس. هذا هو السبب الذي جعل رؤوساء الحكومات الإسرائيلية الذين نجحوا في كسب تعاطف الجمهور والكونغرس للوقوف في وجه الضغط الأميركي، يعرفون كيف يحولون التوتر القصير الأمد إلى ارتقاء استراتيجي طويل المدى.