قائمة الموقع

بالصور الغزيون يعانون مشقة الحصول على المياه الصالحة للشرب

2019-04-07T22:57:00+03:00
فلسطين اليوم

يعاني المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة من مشقة الحصول على المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي، في ظل الحديث عن تلوث نسبة كبيرة من كمية المياه في القطاع.

و قد رصدت مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" معاناة الأطفال و النساء و هم يقطعون مسافات طويلة، يحملون عدد من الزجاجات و الأوعية لتعبئة المياه من محطات التحلية التي تنتشر في بعض شوارع القطاع المحاصر منذ أكثر من 13 عاماً.

بالقرب من أحد المساجد في مخيم المغازي، يقف الطفل أحمد و بحوزته مجموعة من الزجاجات التي جاء بها من مسافة طويلة من بيته، لكي يقوم بتعبئتها بالماء اللازم للشرب من محطة التحلية التي وضعتها أحد الشركات الخاصة لصالح المواطنين.

و يقول أحمد: "كل يوم آتي الى هنا لكي اقوم بتعبئة المياه للمنزل من هذه المحطة، حيث لا يوجد غيرها في المنطقة".

و اشتكى أحمد من ثقل الزجاجات التي يحملها و من المسافة التي يقطعها من بيته للحصول على الماء الصالح للطهي و الشرب.

حال أحمد لم يختلف عن حال بلال الذي يسكن بالقرب من محطة التحلية، و لكن معاناته هي ذاتها لأنه يضطر بالصعود الى الطابق الرابع في منزله، لتوصيل الماء من محطة التحلية الى المنزل.

و يقول بلال: "بالإضافة الى الازدحام عن محطة التحلية، نعاني من مشقة حمل المياه و السير بها لمسافات طويلة، اذا لم نفعل ذلك لن نحصل على الماء لنشرب أو نعد الطعام".

و بالإضافة الى محطات التحلية المنتشرة مجاناً في بعض شوارع القطاع، يقوم عديد من الأشخاص بتعبئة المياه في خزانات خاصة، و يقومون ببيعها على منازل المواطنين من خلال شاحنات أو عربات متجولة، إلا أن الكثير من المواطنين في بعض الأحيان يضطرون للذهاب بعيداً للحصول على الماء من المحطات المجانية، لعدم وجود المال اللازم لشراء الماء من الباعة المتجولين.

الأربعينية "أم عمر" قالت لمراسلتنا إنها كانت تحصل على الماء من الشاحنات المتجولة في الشوارع، و لكن مع سوء الوضع الاقتصادي في القطاع، أصبحت تذهب لتعبئة ما يلزمها من الماء من المحطات المجانية القريبة من منطقة سكنها.

و بدوره أشار "أبو مهند"، الذي يسكن في الطابق السابع الى أنه يواجه صعوبة في توصيل الماء الى منزله سواء من محطات التحلية، او من خلال الشاحنات المتجولة.

و طالب بضرورة ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، لا سيما أن الماء أهم ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية، و أن صعوبة توصيله الى المنازل يُمثل مشكلة كبيرة تُضاف الى المشكلات اليومية التي يواجهها المواطنون في قطاع غزة.

و أظهرت نتائج دراسة أعدتها سلطة المياه مؤخراً، أن 99% من مصادر المياه المستخرجة من المياه الجوفية في قطاع غزة من خلال آبار المياه التابعة للبلديات المختلفة ووكالة الغوث "أونروا" لا تتوافق نوعيتها مع معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب.

وأشارت الدراسة ذاتها الى أن مياه الشرب التي تضخ من قبل بلديات قطاع غزة للمواطن والبالغة عددها 25 بلدية موزعة على محافظات القطاع الى أن هذه المياه تستخدم فقط للأغراض المنزلية، بينما يحصل المواطن على مياه الشرب من خلال محطات تحلية المياه الجوفية الخاصة لافتة الى اعتماد الدراسة على احصاءات لعام 2017 حول كمية ونوعية هذه المياه.

وبينت أن مصادر مياه الشرب تشمل المياه التي تضخ من خلال آبار المياه التابعة للبلديات المختلفة بكمية إجمالية تقدر بنحو 79 مليون متر مكعب سنوياً بالإضافة إلى آبار مياه وكالة الغوث التي توفر كمية إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين متر مكعب سنوياً، بالإضافة إلى المياه التي تورد إلى قطاع غزة من خلال شركة ميكروت الإسرائيلية بكمية إجمالية 11 مليون متر مكعب سنوياً.

ولفتت سلطة المياه الى أن الاحصاءات المتوفرة في هذه الدراسة تشير إلى أن إجمالي ما يصل المواطن من هذه المياه يقدر بحوالي 57 مليون متر مكعب سنوياً ما يعني أن متوسط كفاءة الشبكات تقدر بحوالي 67% وأن متوسط نصيب الفرد يقدر بحوالي 90 لترا للشخص يومياً، وهذا أقل بكثير مما أوصت به منظمة الصحة العالمية (100-150 لترا للشخص يومياً).

وأوصت الدراسة بضرورة تحسين كفاءة الشبكات وتقليل الفاقد من خلال تطوير الشبكات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتعدين عليها والإسراع في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية وفق الخطة التي وضعها السلطة لإدارة موارد المياه والتي تشمل مشاريع تحلية مياه البحر، وكذلك مشاريع معالجة المياه العادمة بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، بهدف زيادة نصيب الفرد اليومي من المياه وتحسين نوعية مياه الشرب التي تصل المواطن وفق المعايير الدولية الخاصة بذلك.












 

 

 

 

اخبار ذات صلة