خبر شفيق الحوت: نحن على أبواب مرحلة ستفرز فريقين الأول مقاوم والآخر مستسلم

الساعة 02:45 م|22 يناير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور شفيق الحوت، أن مرحلة  ما بعد الغزو على غزة، ستضع العرب أمام "مرحلة جديدة ستفرز وضعا لدى العرب بمن فيهم بعض الفلسطينيين، يساهم في تشكيل معسكرين الأول مستسلم والآخر مقاوم. ولا شك أن ذلك سيكون له مضاعفات على المنطقة".

 

وذكر الحوت في حوار أجرته معه صحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها اليوم الخميس (22/1) أن الغزو الإسرائيلي على غزة كشف العديد من الثغرات، وأن إفرازاتها ستطال المنطقة، التي توجد على أبواب مرحلة جديدة تفرز من خلالها فريقين؛ الأول مقاوم والثاني مستسلم. ودعا الحوث الرئيس الجزائري بوتفليقة إلى ضرورة استعادة الجزائر لمكانتها السابقة، بالنظر لحيادتها، والدعوة إلى لقاء يجمع الفصائل الفلسطينية قصد تحقيق الوحدة أو إرسال مبعوثين لذات الغاية.

 

واعتبر الحوت "أن إسرائيل دولة لا تريد سلاما ولا تقدم أي مشروع مقبول للشعب الفلسطيني. وكما تؤكد الأحداث على أن إسرائيل ليست دولة عادية، بل هي كيان إرهابي عنصري، يتصرف وكأنه إمبراطورية يحكم العالم"، على حد تعبيره. وأوضح المتحدث أن الذي يمكن استخلاصه من العدوان الأخير على غزة والصمود الذي أبدته المقاومة والشعب الفلسطيني، "فيتمثل في أن الشعب العربي الفلسطيني ومن ورائه الجماهير العربية مصمم على نهج المقاومة واتباع النضال المشروع من خلال الكفاح المسلح، لتحرير أراضيه واسترجاع حقوقه المسلوبة"، معتبر أن "أن هذه الأنظمة العربية الممثلة لما يعرف بمعسكر الاعتدال، أثبتت بأنها لا تملك ما تقدمه للأمة العربية؛ حيث إنها لا تريد الحرب ولكنها تعجز أيضا عن تحقيق مشروعها للسلام".

 

وقال الحوت إن الوضع هنا سيكون له انعكاس على الداخل الفلسطيني أيضا، مشيرا إلى أن "قيادة السلطة اتخذت موقفا تموقعت من خلاله مع معسكر الاعتدال أي الاستسلام. هذا المعسكر الذي تقوده السلطة منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا، لم يقدم أي إنجاز، على العكس من ذلك؛ فإنه منذ 1993 إلى يومنا هذا، تسير القضية الفلسطينية من سيئ إلى أسوأ. ومن المتوقع أن تعرف الساحة تغييرات على أساس أن بعض الفصائل رأت بأن الموقف المقاوم هو السليم. وبذلك، فإن ذلك سينعكس بصورة أقوى على الساحة الفلسطينية".

 

وحول سؤال عن مدى تحقيق إسرائيل لأهدافها من العدوتن رد الحوت "لقد تعلمنا من التاريخ ومن تجربة من سبقنا من الثوار، خاصة من الثوار الجزائريين، أن الحديث عن السلاح وموازين القوى، مجرد ترّهات؛ فالمستضعف لا يملك السلاح، لكنه بالمقابل يمتلك الإرادة المطلوبة لتحقيق النصر"، مضيفا "أما بالنسبة لإسرائيل، فإنها لم تحدد أهدافها. ولم أفهم بالتدقيق ماذا كانت تتوخى إسرائيل من مثل هذه الهجمة. لقد خرجت حركة حماس أقوى مما كانت. صحيح أنه كان هناك دمار كبير وخسائر، ولكن قدرات المقاومة العسكرية لم تصَب إلا بجزء يسير. هناك دمار ودماء.. ونقول بشأن ذلك حسبنا الله ونعم الوكيل. هناك تضحيات، ونعلم أن الشعب الفلسطيني يعاني من الحرمان والبطالة منذ طرد من بلاده. وكما تحمّل سابقا، سيتحمّل أيضا.. فهذه الهمجية على قطاع غزة أدت إلى عكس ما تمناه العدو، إذ شعرنا بأن الجماهير العربية لا تزال على موقفها الثابت في كل العواصم. وقد كشفت عن تأييد غير مسبوق للشعب الفلسطيني"، على حد تقديره.