خبر الديمقراطيون واسرائيل:الى اين يسير اوباما/إسرائيل اليوم

الساعة 12:01 م|22 يناير 2009

بقلم: دانييل بايبس

مدير منتدى الشرق الاوسط في الولايات المتحدة

الان، حين يكون الديمقراطيون يمسكون بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، فان تغييرات يمكن أن نتوقعها في سياسة الولايات المتحدة بالنسبة لمواجهة عربية – اسرائيلية؟

 

التعيينات الشخصية حتى الان تتوافق مع نمط تفكير الوسط – اليسار. ففي الجانب الايجابي، كما اشار الباحث ستيفن روزين، معنى الامر ان ليس في الفريق من "يتمسكون باجندة يسارية من الاوهام الخطيرة. وبالعكس، الكثير منهم مثقفون وذوو عقل سليم. منيعون ان لم يكونوا حصينين امام الاعمال الخرقاء التي تغشي عيون معظم الاكاديميين". هذا صحيح، ولا سيما اذا تذكرنا علاقات اوباما الماضية (علي ابو نعمة، رشيد الخالدي، ادوارد سعيد) و "طواقم الاحلام" البديلة المحتملة. يوجد في هذا ما يريح. اما في الجانب السلبي، كما يشير روزين، فان الموظفين والمستشارين المرشحين "معتدلون ومتوسطون اكثر مما ينبغي – ليس هناك من يحذر من المخاطر الاستثنائية التي نقف امامها، ليس هناك من يقترح ردا غير عادي".

 

في نظرة عليا، تتجاوز مسألة الاشخاص الذين يحتلون المناصب، الصورة مشابهة. جدير بنا أن نتذكر القرار المؤيد لاسرائيل من الكونغرس في بداية الشهر، القرار الذي "يعترف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها امام الهجمات من غزة، والذي يؤكد التأييد المتين الذي تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل والمسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. هذا القرار اتخذ في مجلس الشيوخ بالاجماع، وفي مجلس النواب باغلبية 390 مقابل 5.

 

هذا القرار يشير الى أمرين: التأييد الامريكي المتين من الحزبين لاسرائيل لم يتضرر عقب المواجهة في غزة؛ واولئك الذين يبدون موقفا باردا او معاديا لاسرائيل يوجدون، تقريبا دون استثناء، في الحزب الديمقراطي.

 

استطلاعات اجريت في العقد الاخير تثبت ان الامريكيين يؤيدون اسرائيل بشكل واضح، ولكن الديمقراطيين اقل من الجمهوريين. منذ العام 2000 اشرت الى أن "قدرا اكبر من اعضاء الحزب الجمهوري يتعاطفون مع اسرائيل مما لدى الديمقراطيين، والامر وجد تعبير في قيادة الحزبين".

 

في السنوات الاخيرة يؤكد الاستطلاع تلو الاستطلاع هذا الميل، حتى في ذروة الحروب ضد حزب الله وحماس. نذكر هنا بعضها: في اسرائيل غالوب في اذار 2008، يتعاطى 84 في المائة من اوساط الجمهوريين و 64 في المائة من اوساط الديمقراطيينن مع اسرائيل بايجابية؛ وحسب موقع "راس موسان" على الانترنت ففي كانون الاول 2008 كان 75 في المائة من الجمهوريين و 55 في المائة من الديمقراطيين يعتقدون بان اسرائيل حليف للولايات المتحدة.

 

تأييد الجمهوريين لاسرائيل اكثر صلابة على نحو ثابت، بمعدل يتراوح بين 20 – 38 في المائة اكثر من الديمقراطيين، وبالمتوسط 26 في المائة اكثر. وجه الامور لم يكن هكذا دوما. وبالعكس، يشكل هذا الوضع تغييرات دراماتيكيا في مواقف الديمقراطيين والجمهوريين بالنسبة لاسرائيل على مدى الستين سنة الاخيرة. عمليا، يمكن الاشارة الى ثلاث فترات مختلفة.

 

في الفترة الاولى 1948 – 1970، فان الديمقراطيين مثل هاري ترومن وجون كندي ابدوا موقفا عاطفا تجاه الدولة اليهودية، بينما جمهوريون مثل دويت آيزنهاور كانوا باردين. في الفترة الثانية، 1970 – 1991 جمهوريين مثل ريتشارد نكسون ورونالد ريغن عرفوا كيف يقدرون اسرائيل كحليف حقيقي؛ وكما استنتجت في العام 1985 معنى الامور كان ان "الليبراليين والمحافظين يؤيدون اسرائيل مقابل العرب بنسبة مشابهة". ولكن مع نهاية الحرب الباردة في 1991 بدأت فترة ثالثة، اخذ فيها الديمقراطيون يركزون على القضية الفلسطينية واصبح موقفهم من اسرائيل فاترا، وفي نفس الوقت زاد الجمهورين تأييدهم لاسرائيل.

 

وكما يشهد عن حق مات بروكس، مدير التحالف اليهودي الجمهوري، فان "الديمقراطيين يديرون ظهر المجن لاسرائيل أكثر فأكثر". هذا الميل يبشر بحلول توتر من شأنه أن يظهر في السنوات الاربع القادمة: هل يتخذ نهج "اوروبي" اكثر تجاه اسرائيل؟ التوترات قائمة منذ اليوم. من جهة، رجال اوباما لم ينددوا بحرب اسرائيل ضد حماس، واضافوا بان ليس في نيتهم عقد اتصالات مع حماس، وان اسرائيل هي الحليف الاساس للولايات المتحدة في الشرق الاوسط وان سياسة الولايات المتحدة ستبقى تراعي الاحتياجات الامنية لاسرائيل. ومن جهة اخرى، فريق اوباما يظهر اهتماما بحماس. اضافة الى ذلك، يوجد لرجاله ميل لاظهار نهج "متوازن" اكثر، وممارسة الضغوط لفرض مفاوضات وتقسيم القدس. باختصار، سياسة الادارة تجاه الدولة اليهودية سيعاد اختبارها.