خبر التحقيق الان / هآرتس

الساعة 11:52 ص|22 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

مع انتهاء الحرب تطرح الاسئلة. الان، بعد أن غادر آخر جندي من الجيش الاسرائيلي قطاع غزة وتبددت سحب الدخان والغبار عن الدمار، تبدأ صورة الحرب في الاتضاح.

 

أوائل الصحفيين من العالم تمكنوا من الدخول الى غزة عبر رفح، رغم الاغلاق الفضائحي الذي فرضته اسرائيل على التغطية الاعلامية، وهؤلاء باتوا يبلغون عن ما تراه عيونهم لاهم وسائل الاعلام العالمية. وكذا المنظمات الدولية بدأت تحقق بما حصل في شوارع غزة.

 

الاسئلة عديدة ومقلقة: قتل الكثير من المدنيين، بمن فيهم نحو 300 طفل و 100 امرأة؛ المس بالطواقم الطبية؛ استخدام السلاح المحظور ضد السكان المدنيين بما فيها قذائف الفسفور الابيض؛ منع اخلاء الجرحى؛ قصف جوي وبري على المدارس، المستشفيات، قوافل المؤن ومقر الامم المتحدة. هذه الاسئلة لا يمكن لها أن تبقى دون جواب؛ الاشتباه الذي سبق أن لصق باسرائيل كمن نفذت جرائم حرب في غزة من شأنه أن يلحق بها ضررا جسيما.

 

هذا هو بالضبط الوقت الذي يتعين فيه على اسرائيل أن تستبق الامور وان تحقق فيها بنفسها. لا يمكن تجاهل ما سبق أن نشر، ومحظور ترك عملية التحقيق في يد محافل اجنبية، بعضها معاد. على اسرائيل أيضا أن تسأل نفسها، ماذا جرى باسمها في غزة. فهل حقا وقعت امور لا ينبغي أن تقع، ولا حتى في زمن الحرب؟ هل حقا تجاوز الجيش الاسرائيلي المسموح به في القانون الدولي؟ هل حقا لم تكن هناك طريقة اخرى غير القتل والتدمير الواسعين بهذا القدر؟

 

الان حان الوقت للجنة فينوغراد لهذه الحرب: جهة قانونية غير مرتبطة، تفحص كل الادعاءات. بالضبط مثلما تفحص اسرائيل كل حادثة طائرة وكل اهمال طبي في المستشفى فان عليها ان تفحص ايضا افعالها في غزة.

 

فحص غير مرتبط كهذا من اسرائيل سيقلص بقدر ما ضرر الاستنتاجات الاولية والحكم الذي اتخذ منذ الان في محافل واسعة في الرأي العام العالمي. كما أنه سيسمح للاسرائيليين بان يعرفوا بالضبط ماذا فعلنا في غزة، ماذا كان مسموحا وماذا كان زائدا بل محظورا، من مصدر مخول يثق به الاسرائيليون. محظور الانتظار الى أن يقول العالم قولته بل وربما يتخذ اجراءات قضائية.

اسرائيل لا تحتاج الى هذا الفحص فقط من أجل اعتبارات الصورة: فصورتها الاخلاقية في نظر نفسها اهم بلا قياس.