خبر محكمة هولندية تأمر بملاحقة صاحب « فتنة »

الساعة 09:26 ص|22 يناير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أمرت محكمة هولندية بملاحقة البرلماني اليميني جيرت فيلدرز قضائياً، بتهمة "التحريض على الكراهية"، على خلفية تصريحاته المعادية للمسلمين، وفيلم "فتنة"، الذي بثه على شبكة الانترنت العام الماضي.

 

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن المدعي العام لمقاطعة أمستردام :" الإدعاء العام بدأ بإعداد مذكرة اتهام بحق فيلدرز، البالغ من العمر 43 عاماً، العضو في البرلمان عن حزب الحرية اليميني، والذي أثار فيلمه غضباً واسعاً بين المسلمين بمختلف أنحاء العالم".

 

وكانت النيابة العامة الهولندية، قد أجرت تحقيقات مع فيلدرز في وقت سابق من العام الماضي، امتدت لقرابة ستة شهور، خلصت في نهايتها إلى عدم ملاحقته قضائياً، كما أمرت بحفظ الدعاوى التي أُقيمت ضده، معتبرة أن تصريحاته تأتي في إطار "حرية التعبير"، وقالت إنها "لا تتضمن شيئاً مخالفاً للقانون."

 

وأضافت النيابة :"تصريحات فيلدرز والتي وصف فيها "القرآن" بأنه "كتاب فاشي"، يشبه كتاب "كفاحي" للزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، حيث أنه يمثل مساهمة منه في النقاش العام الدائر في المجتمع، وبالتالي فإنها تصريحات لا يعاقب عليها القانون" .

 

الا أن المدعي أوتو فان دير بيجل قال :" اعتقدنا - آنذاك - أن محاكمته قد تكون غير ممكنة"، إلا أن تسعة أشخاص تقدموا بطلبات إلى محكمة الاستئناف، التي وجدت أنه "ربما تكون هناك مبررات مقبولة بأن السيد فيلدرز مذنب بتلك الاتهامات، وعلى سلطات الإدعاء المضي قدماً نحو تقديمه للمحاكمة" .

 

وأضاف :" محكمة أمستردام لم تقتنع بتلك الحجج السابقة، كما اعتبرت تصريحات فيلدرز نوعاً من الحض على الكراهية، سواء في مضمونها أو في طريقة عرضها، وقالت "إنه أهان المسلمين أنفسهم، من خلال تعرضه للرموز الإسلامية بالإساءة، وبوسائل أخرى" .

 

وفي أول رد فعل له على قرار المحكمة بحقه، عبر فيلدرز عن دهشته من القرار، واصفاً ما حدث بأنه "يوم أسود لحرية التعبير"، في الوقت الذي شددت فيه المحكمة على أنها لم تجد تعارضاً بين قرارها بملاحقة النائب البرلماني، وبين ما تتضمنه المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، فيما يتعلق بحق حرية التعبير.

 

وبث البرلماني الهولندي فيلدرز فيلماً بعنوان "فتنة" على شبكة الانترنت في مارس/ آذار الماضي، مدته 15 دقيقة، يتضمن صوراً "مسيئة" للنبي محمد وللإسلام، رغم تحذيرات حكومة في أمستردام بأن عرض الفيلم قد يؤدي إلى الإضرار بالمصالح الهولندية في الخارج.

 

وفور بث الفيلم، تتالت البيانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة، الذين أدانوا العمل باعتباره "مثيراً للكراهية"، وشكلاً من أشكال "التمييز ضد المسلمين"، كما اندلعت المظاهرات في العديد من المدن الإسلامية.