خبر استطلاع للرأي: 56% من المستطلعين في غزة يأوون أناسا نازحين من منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي

الساعة 09:07 ص|22 يناير 2009

فلسطين اليوم-غزة

أظهرت دراسة تقييمية أولية أجرتها مؤسستي كير وألفا العالمية، أن نحو 56% من المستطلعة أراؤهم في قطاع غزة يأوون إناسا نازحين من منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.

 

وبينت الدراسة أن نتائج صادمة حول الوضع الإنساني في غزة تبينت من خلال استطلاع للرأي نفذ مؤخرا، مفادها أن 89% من المستطلعين لم يتلقوا أية مساعدات إنسانية منذ اندلاع الصراع في 27 كانون أول.

 

واعتبرت مؤسسة كير أن هذا دليل واضح على الحاجة الماسة لتوفير مساعدات إنسانية إضافية وعمال لتوزيعها، كما يشير إلى ضرورة فتح المعابر بالكامل للسماح بدخول المعونات الإنسانية ومواد البناء والسلع التجارية.

 

وأجرت مؤسسة كير، بالشراكة مع شركة ألفا العالمية للأبحاث والمعلوماتية واستطلاعات الرأي، مسحا بالهاتف على مدار ثلاث أيام مستطلعة من خلاله العائلات في غزة بغرض جمع المعلومات حول الاحتياجات الإنسانية، ووضع خدمات الكهرباء والمياه والمجاري، وحول الأثر الذي يخلفه النقص في الأموال والغذاء والأدوية وكذلك الأثر النفسي على الأطفال؛ كما بحث المسح في ظروف معيشة المنزحين من منازلهم ممن تأويهم أسر أو جيران.

 

وذكرت مؤسسة كير أنها عكفت على توزيع المساعدة الطارئة على السكان في القطاع منذ تفجر الصراع وقد شملت المساعدات على أغذية وأغطية ومواد للملاجئ وعدة إسعافات أولية ولوازم طبية. مضيفة أنه مع ذلك اتضح جليا من المسح أن جهود كير وغيرها من المؤسسات الإنسانية الشريكة لم تقدم سوى اليسير اليسير، حسبما وردنا من مارثا مايرز، المديرة القطرية لمؤسسة كير الدولية في الضفة الغربية وغزة.

 

وأضافت مايرز أنه 'لتلبية الحاجات الملحة للأهالي، ينبغي أن نتمكن من إدخال وإخراج كافة العاملين على المساعدة مع كافة المواد اللازمة، مشيرة إلى أن العدد الصغير من الأطباء الذين سمح لهم بالدخول خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لا يكفي لإعادة بناء غزة'.

 

وبينت الدراسة أن العدوان أثر على الأطفال، حيث أفادت كافة الأسر تقريبا (95%) بتصاعد مستويات الخوف بين الأطفال حيث بات أكثر من نصفهم يعانون من التبول اللا إرادي (62%)، بينما يشعر (64%) منهم بهزال عام، ويظهر على (73%) أعراض العصبية وتزداد العدائية لدى (61%)، بينما يعاني (87%) منهم من الأرق والكوابيس تصيب (79%)، ويتعرض (57%) منهم لصداع في الرأس أو آلام في المعدة.

 

ومن حيث المنزحين من منازلهم، فقد تبين أن 56% من المستطلعين بأنهم يأوون أناسا نزحوا من منازلهم. وقد أفادت 76% من  تلك الأسر المضيفة أنهم يستضيفون ما بين شخص إلى عشرين شخص – هم في جلهم من الأقارب أو الأًصدقاء أو الجيران. وقد نجم النزوح أساسا (لدى 42%) بفعل أضرار لحقت بالمنازل أو تدمير كامل لها.

 

ومن حيث الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، أفاد 56% من المستطلعين أنهم يواجهون مشاكل في الحصول على الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة وعلاجات السكري وأمراض القلب والتوتر الشديد.

 

وقد أشار 59% من هؤلاء المستطلعين بأنهم باتوا يعانون تعقيدات صحية وتراجع في وضعهم الصحي نتيجة لعدم تمكنهم من الحصول على الأدوية الأساسية.

 

وقد أبلغنا نصف المستطلعين (50%) بعدم قدرتهم على الصول إلى مرافق الخدمات الصحية الأساسية عندما احتاجوا إليها. (ملاحظة: تم الاتصال مع ثلث المستطلعين في المسح قبل تنفيذ وقف إطلاق النار).

 

من ناحية المياه والصرف الصحي، أفاد نحو ثلث الأسر (32%) المستطلعة بأن المياه كانت تشكل أكثر حاجة ملحة حيث أشار 71% إلى وجود مشاكل تعيق حصولهم على المياه النظيفة (إما بسبب سعرها العالي أو تدمير الشبكات أو عدم توفر حاويات المياه). وبين لنا 47% من المستطلعين نقصا في جمع النفايات في أحيائهم بينما قال معظم المستطلعين (67%) بأنهم يلقون النفايات في الشوارع مما يزيد من خطورة الوضع الصحي.

 

أما الكهرباء فقد تبين أنه رغم استعادة التيار الكهرباء في بعض مناطق قطاع غزة خلال هذا الأسبوع، فقد أفاد 86% من المستطلعين بأن التيار ينقطع معظم الوقت.

 

أما من ناحية الأمن الغذائي، قد أشار 86% من المستطلعين إلى افتقارهم للمال بينما أفاد نصفهم (50%) إلى أن الطعام شكل حاجة ماسة بالنسبة لهم. هذا وقد أبلغنا 84% من المستطلعين بمواجهتهم لمشاكل في الحصول على الطعام. وللتكيف مع هذا الوضع، قلل الناس من استهلاكهم للغذاء أو تحولوا إلى أطعمة ذات فائدة غذائية أقل. وقد شملت الأطعمة الأكثر طلبا على الدقيق والخبز والسكر والأرز واللحوم وغذاء الأطفال.

 وأشارت مؤسسة كير أن عينة المسح شملت على 525 شخصا في كافة أنحاء قطاع غزة ممن تصل أعمارهم إلى 18 سنة أو أكثر. وقد تم جمع البيانات في الفترة بين 17 و19 كانون ثاني 2009. وتم اختيار العينة من خلال عملية انتقاء عشوائية مكتملة من خلال دليل الهاتف الفلسطيني، وذلك بالانتقاء من عينة هيكلية ضمت 150 ألف رقم هاتف، معظمها خطوط أرضية. وتنحصر نتائج المسح على المستطلعين الذين كانت خطوط الهاتف لديهم ما زالت تعمل. وقد بلغ هامش الخطأ في المسح 4.3%.