بالصور "أم خالد" تتجهز للعودة إلى بئر السبع فماذا تحمل في هذه "الصرَّة"!

الساعة 04:57 م|30 مارس 2019

فلسطين اليوم

كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر صباحاً، حين اقتحمت "أم خالد" الصفوف وتوقفت للحظة قرب خيمة بدوية في مخيم ملكة شرق مدينة غزة لتلتقط أنفاسها، ترتدي أم خالد ثوباً تراثياً ورثته عن أمها، وتحمل فوق رأسها (صرَّة)، مربوطة بمفتاح العودة، وترفع في يدها اليسرى علم فلسطين، فيما تتكأ على عكازها في اليد الأخر ليساندها في إيصال رسالتها.

مريم أبو موسى " أم خالد" (58 عاماً) من معسكر خانيونس تركت أبنائها وأحفادها، وارتدت الثوب البدوي الذي ورثته عن أمها ما يدلل على تمسك أبناء شعبنا بتراث الآباء والاجداد، وجهزت الصرَّة التي تحتوي على الزاد والزوادة وملابسها ومفتاح البيت إضافة إلى الكفن.

انطلقت "أم خالد" منذ ساعات الفجر الأولى من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة للمشاركة في مليونية الأرض والعودة تاركة مخيمات العودة شرقي خانيونس والبريج لتستقر قدميها في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، وعن سبب قدومها إلى ملكة قالت: "اليهود دوخوني وسرقوا ارضي وخيرات ربي وانا بدي ادوخ اليهود وأظهر لهم في مخيمات العودة على طول حدود القطاع".

أصيبت "أم خالد" مرات عدة خلال مشاركتها في مسيرة العودة وكسر الحصار منذ انطلاقتها في الثلاثين من شهر آذار العام الماضي، وأشارت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" إلى تصميمها في مواصلة واستكمال مسيرتها التي بدأت العام الماضي حتى تحقيق أهداف المسيرة وأهمها العودة إلى الأراضي المحتلة.

وتعود أصول "أم خالد" إلى قرية عمارة التي تبعد 27 كيلومتر شمال غرب مدينة بئر السبع، وورثت عن والدها ما يقرب الـ60 دنم، وفي عام 2008 سألت الحاجة أم خالد عن أراضي والدها فوجدت أن المحتل الإسرائيلي لم يستخدمها بعد، لتقول: "كانت أراضينا مزروعة بأشجار العنب والتين والمشمش والبرتقال حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي واحتلها بقوة السلاح وطرد أهلي منها وسنعود قريباً باذا الله".

ولفتت إلى أن عدم استخدام الأرض من المحتل جعل أملها في العودة كبير جداً في العودة إلى الأرض واستردادها من المحتل فها هي اليوم تجهر نفسها وتحمل فوق رأسها الصرة استعداداً للعودة إلى أرضي المحتلة".

وترفض أم خالد أن يطلق عليها مصطلح لاجئة، قائلة بغضب شديد "مسحوقة كلمة لاجئ مسحوق ترامب مسحوقة الأمم المتحدة التي تدعي تقديم الإغاثة وتشغيل اللاجئين لمن احتل اليهود أراضيهم"، مؤكدة أنها قادرة بالصبر على الجوع مقابل العودة إلى أراضيها.

وعن مشاركتها كامرأة فلسطينية في مسيرات العودة قالت: "مخطئ من ظن أن المرأة الفلسطينية تتنازل عن حقوقها الشرعية وثوابتها الوطنية، فالمرأة لا تساوم ولا تطبع ولا تبيع فهي متمسكة بجذورها المتعمقة في السماء والأرض ولنا الحق في العودة".

ويُحيي الفلسطينيون اليوم السبت الـ30 من آذار الذكرى الـ43 ليوم الأرض والذكرى الأولى لمسيرة العودة وكسر الحصار في مسيرة مليونية تحت عنوان "مليونية الأرض والعودة"، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية، إضراباً شاملاً، فيما توافدت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة إلى مخيمات العودة شرقي القطاع للمشاركة في المسيرة الحاشدة.

٢٠١٩٠٣٣٠_١٣٠١٠٣
٢٠١٩٠٣٣٠_١٣٠١٠٨
3WCDr

٢٠١٩٠٣٣٠_١٣٠١١٢

كلمات دلالية