خبر صحيفة: سرقة غاز غزة أحد دوافع العدوان الإسرائيلي

الساعة 06:12 ص|22 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

كشف صحفي ألماني عن دافع جديد وراء العدوان والحرب الأخيرة على قطاع غزة, مؤكداً أن دولة الاحتلال أرادت من وراء ذلك سرقة الغاز الطبيعي أمام سواحل غزة.

 

وتحت عنوان "(إسرائيل) تسرق الغاز الفلسطيني" كتب راينر روب بصحيفة "يونغا فيلت" الألمانية يقول:" إن (إسرائيل) شنت حملتها العسكرية الدموية الأخيرة على غزة بدافع رئيسي هو وضع يدها والسيطرة الكلية على احتياطات الغاز الهائلة الموجودة أمام ساحل غزة".

 

واستشهد الصحفي الألماني بما أكده عالم الاقتصاد الكندي "ميشيل خوسودوفوفسكيو" والصحفي الإسرائيلي "ماتييف كريغير" الذي كشف الأحد الماضي، أن الحملة الإسرائيلية على غزة استهدفت توجيه ضربة قوية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ترغمها على القبول بشروط لوقف النار تتضمن تخليها عن المطالبة بأي حق في الغاز الموجود أمام ساحل غزة.

 

وذكر الصحفي الألماني أن اكتشاف الغاز بكميات هائلة أمام ساحل غزة بدأ عام 2000 بعد منح حركة "فتح" حقوق التنقيب عن النفط والغاز بتلك المنطقة 25 عاماً لشركة الغاز البريطانية (بي جي) وشريكتها مجموعة (سي سي سي) اليونانية المملوكة لعائلتي صباغ وخوري اللبنانيتين. وأشار إلى موافقة فتح في اتفاقية التنقيب عند توقيعها عام 1999 على حصول صندوق الاستثمار الفلسطيني على 10% فقط من عوائد بيع الغاز مقابل حصول الشركة البريطانية على 60% والمجموعة اليونانية 30% من هذه العوائد.

 

وأضاف روب: "إن حصول الفلسطينيين على هذه النسبة الضئيلة من العوائد يعود بشكل رئيس إلى فساد فتح والسلطة الفلسطينية".

 

ولفت إلى سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "أريئيل شارون" فور توليه رئاسة الحكومة عام 2001، إلى الاستحواذ الكامل على الغاز الفلسطيني ورفعه دعوى أمام المحكمة العليا لإلغاء حق السلطة الفلسطينية في غاز غزة.

 

وأشار الصحفي الألماني إلى أن (إسرائيل) استغلت الجدل الدولي الذي أثير حول فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، لإحكام سيطرتها على الغاز بحقل أوفشور بحجة منع الحركة من الاستفادة من عوائده.

 

وكشف روب أن الشركة البريطانية رضخت تلك الفترة لطلب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتراجعت في اللحظة الأخيرة عن تنفيذ اتفاقية لنقل الغاز من ساحل غزة إلى مصر.

 

كما أشار إلى أن (بي جي) خالفت بعد ذلك كل القوانين الدولية والأعراف الأخلاقية، ووقعت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "أيهود أولمرت" عقداً ابتدائياً بقيمة أربعة مليارات دولار لنقل الغاز من أوفشور إلي (إسرائيل).

 

وأضاف: "(إسرائيل) كانت تعتزم تضمين العقد بنداً يتيح لها نقل كل احتياطيات الغاز من غزة إلى ميناء أشكول لتحكم بذلك سيطرتها الكاملة على الغاز الفلسطيني".

 

وتابع "معارضة حماس الشديدة لهذا الإجراء جعل الشركة البريطانية تتراجع عن مواصلة تعاملها مع (إسرائيل) وإغلاق مكاتبها هناك".

 

ونسب روب إلى الصحفي الإسرائيلي "ماتييف كريغير" قوله :"إن تخطيط تل أبيب لحربها الأخيرة على غزة بدأ في يونيو/ حزيران 2008 بموازاة محاولاتها إعادة الاتصال مع (بي جي)".

 

ورأى كريغير أن موافقة حماس على تخليها عن حقها بعائدات غاز غزة الوارد كشرط باتفاقية وقف النار ستمكن (إسرائيل) من التفاوض مجدداً مع الشركة البريطانية للحصول على الغاز الوارد من حقل أوفشور أمام ساحل غزة.