خبر الشرق الاوسط – قسم مغلق / هآرتس

الساعة 08:14 م|21 يناير 2009

بقلم: عكيفا الدار

المراسل السياسي للصحيفة

       

(المضمون: الاستطلاع الاخير الذي اجراه رجال مبادرة جنيف، في ذروة الحرب، وان كان يظهر أن 68 في المائة من مواطني اسرائيل يريدون من الرئيس اوباما أن يكون اكثر ضلوعا في المسيرة السلمية، فانه ليس واضحا على الاطلاق اذا كان هذا ما يريده هو - المصدر).

       

في أثناء كل حملة "رصاص مصهور" حافظوا في القدس باصرار على عدم الاتصال مع فريق الرئيس المنتخب. وليس بسبب الحرص على كبرياء الرئيس المنصرف جورج بوش. فالقيادة السياسية في القدس لم ترغب في المخاطرة بان يطلب اوباما اخراج الجيش الاسرائيلي من غزة ويوقف القصف على القطاع.

        وحتى بعد خطاب التنصيب بقي قسم الشرق الاوسط في ادارة اوباما قسما مغلقا. تعيين جورج ميتشل مبعوثا خاصا الى الشرق الاوسط لا يساهم هو الاخر في ازالة الغموض عن نوايا اوباما بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – العربي. ميتشل ابن 75 معروفا في اسرائيل كسناتور حذر يفضل دوما مكانا طيبا في الوسط. في التقرير الذي رفعه الى الرئيس بوش عن المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية اقترح، من جهة، التجميد التام للبناء في المستوطنات، ومن جهة اخرى ان على السلطة الفلسطينية اولا ان تكبح جماح الارهاب.

        في نظرة من الشرق الاوسط، فان الكلمة الاهم في خطاب الرئيس براك اوباما، كانت تلك التي ذكرت بالكاد: العراق. كان يمكن ان نتوقع لخطاب برنامجي، محاضرة مثقفة بدت كترتيب عمل اكثر مما هي كرؤيا، أن يبرز التعهد الذي احتل مكانا مركزيا جدا في حملته الانتخابية – التعهد باخراج الجيش الامريكي من العراق.

        من هنا نبعت آمال رجال اليسار ومخاوف معسكر اليمين من الرئيس الجديد. الخروج من العراق، دون شق الطريق لدخول ايران، سيشجع الادارة الجديدة على بلورة التحالف العربي المؤيد لامريكا.

        في مستويات العمل في واشنطن يسود الراي بان صور الاصدقاء الاسرائيليين يقصفون غزة لا تساعد في نجاح هذه البلورة. بالمقابل، اذا كان اوباما يحتاج الى معروف الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يجلس على حدود العراق، فثمة احتمال/خطر، كل شيء حسب الناظر الاسرائيلي، في أن يقشط الرئيس الجديد الصدأ عن القناة الاسرائيلية – السورية – الامريكية.

        رغم أن الصور القاسية من غزة وصافرات الانذار في بئر السبع كادت تسرق له العرض، اكتفى اوباما بتلميح رقيق بانعدام ارتياحه من قتل المدنيين والمس بالضعفاء. وخلافا للرئيس المنصرف، فقد ابرز الجزرة – الحوار مع العالم الاسلامي، وطمس العصا – مكافحة الارهاب.

        مهما يكن من أمر، فان خطاب التتويج لم يكن بيان رجل يساري. رجال مبادرة جنيف، الذين يستمدون التشجيع من تعيين رام عمانويل، الذي تبنى مبادرتهم، رئيسا لطاقم البيت الابيض، سيتعين عليهم أن يؤجلوا احتفالهم. فالاستطلاع الاخير الذي اجروه، في ذروة الحرب، وان كان يظهر أن 68 في المائة من مواطني اسرائيل يريدون من الرئيس الجديد أن يكون اكثر ضلوعا في المسيرة السلمية فانه ليس واضحا على الاطلاق اذا كان هذا ما يريده الرئيس الجديد.