تحشيد الجيش على حدود غزة افلاس وحرب نفسية

خبير أمني: الساعات القادمة حُبلى بالتطورات الميدانية والحرب غير متوقعة

الساعة 06:57 م|27 مارس 2019

فلسطين اليوم

رغم تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي بشن عملية عسكرية ضد قطاع غزة؛ إلا أن الفلسطينيين يُصرون على تسيير المسيرة المليونية السبت القادم كدليل واضح على أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من كل التهديدات والرصاص.

وأكد مختصون سياسيون، بأن تهديدات الاحتلال دليل على افلاس نتنياهو وقادة جيشه من توجيه ضربة محسومة ضد المقاومة في قطاع غزة.

الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي أكد، أن الساعات الـ24 القادمة حُبلى بالتطورات الدرامية ما بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خاصة فيما يتعلق بالمسيرة المليونية المقرر تنظيمها السبت القادم.

ويتوقع د. العجرمي خلال تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" مساء الأربعاء، أن تستمر حالة الهدوء بين المقاومة والاحتلال دون الاتفاق على هدنة أو تهدئة خلال الأيام القادمة لأسباب متعددة أهمها مصلحة نتنياهو في اجراء الانتخابات الإسرائيلية في أجواء هادئة في 9 ابريل القادم، ومصلحة المقاومة في تنظيم المسيرة المليونية.

ويرى، أن عدم توجه نتنياهو لشن عملية عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة ناتج عن قناعته المطلقة بأن المقاومة لم تعد كالسابق فهي لا تملك خيارات عديدة وخيارها الوحيد هو الدفاع عن نفسها وعن المواطنين في غزة، كما أنه يدرك تماماً بأن المقاومة أصبحت قوة يُحسب لها ألف حساب فهي تمتلك صواريخ متطورة دقيقة ذات رؤوس متفجرة كبيرة وتصل إلى كل شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووصف د. العجرمي ما نمر فيه بمرحلة "عض الأصابع" قائلاً: "نحن أمام وقف نار هش ويحاول العدو قد المستطاع أن يبقي أجواء التوتر قائمة حتى يستثمر ذلك على المستوى الانتخابي في 9/4 القادم ويريد أيضا أن يربك المقاومة ليؤثر على التحشيد لمليونية العودة القادمة يوم السبت المقبل".

وأشار إلى أن تهديدات نتنياهو وغيره من قادة الجيش الإسرائيلي واستدعاء قوات من الاحتياط ووحدات المدفعية والمشاة وغيرها من القناصة والطائرات المختلفة هي حرب نفسية ضد المقاومة ودليل افلاس، يهدف من خلالها دفع قادة المقاومة للتخلي عن الأعمال الخشنة التي تمارس في مسيرات العودة وكسر الحصار مثل إطلاق البالونات تجاه مستوطنات "غلاف غزة" وقص السلك ووحدات الارباك الليلي التي تضعه في مأزق أمام الناخب الإسرائيلي.

وشدد على أن نتنياهو يسعى من خلال ارسال الوفد المصري إلى قطاع غزة وقف تلك الأعمال الخشنة إضافة إلى عدم تسير مليونية العودة المزمع تسييرها يوم السبت القادم في ذكرى يوم الأرض والذكرى الأولى لانطلاق مسيرة العودة الكبرى، مؤكداً بأن هذه المطالب لن تقبلها الهيئة العليا لمسيرات العودة التي أكدت على استمرار المسيرة في طابعها السلمي والشعبي.

وقال د. العجرمي: "نتنياهو يدرك ويعلم علم اليقين أن هامش مناورته وكل ما يفعله ويحشده على حدود غزة متواضع، لأسباب وقضايا متعددة ومتشابكة منها انتفاضة السجون وما يجري في القدس وعمليات الضفة المحتلة وما تشهده الحدود الشمالية لفلسطين إضافة إلى التحضير لمسيرات العودة من أراضي الـ48 والأوضاع الاقتصادية الأخرى، كل تلك القضايا تدفع نتنياهو للتفكير ألف مرة قبل شن عدوان جديد ضد المقاومة في قطاع غزة.

ويعتقد الخبير الأمني والاستراتيجي، بأن هامش المناورة لدى المقاومة في هذه المرحلة أوسع من المناورة لدى الاحتلال مما سيفرض على الاحتلال الالتزام بتنفيذ التفاهمات السابقة وخاصة إعادة فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد وادخال الأموال وتخفيف الحصار، وإلا التوجه للخيار الوحيد لدى المقاومة بإشعال المنطقة لأنها لا يمكن أن تقبل بتجويع شعبها، مشدداً أن المقاومة لن تستجيب لمطالب نتنياهو وستظل مسيرات العودة قائمة.

وأشار د. العجرمي، إلى أن نتنياهو لن يتمكن من تغيير قواعد الاشتباك أو التلكؤ في تنفيذ التفاهمات وإذا خاض الحرب ضد القطاع فإن المقاومة قادرة على مواجهة جيش الاحتلال بكل قوة، ومعادلة قصف البنايات أصبحت خلف المقاومة فلديها القدرة اليوم على تدمير بنايات داخل "إسرائيل" كما حصل في صاروخ "تل أبيب".

وفيما يتعلق بتوقعاته حول عودة سياسة الاغتيالات قال: "الاغتيالات لن تكون فعالة فالقادة يخرجون القادة لكن أي عملية اغتيال لأي مقاوم أو قائد ستحرق إسرائيل بلا شك".

وعن الاجتياح البري قال: "منذ عام 2006 إسرائيل لم تنفذ عملية عسكرية برية داخل قطاع غزة أو لبنان وكل ما جرى من اجتياحات برية كانت على الحدود ولم تدخل العمق، وأي عمل عسكري من الجو لا قيمة له ولن يقضي على المقاومة".

ولفت إلى أن خوف قادة الاحتلال اليوم من المقاومة في غزة تكمن في القوة الصاروخية الدقيقة والتدميرية التي تمتلكها المقاومة.

وفي ذات السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الشقاقي، أن مسيرات العودة وكسر الحصار شكلت لوحة مشرفة للقضية الفلسطينية برمتها ويجب الحفاظ عليها واستمرارها حتى تحقيق أهدافها.

وقال د. الشقاقي في تصريحات صحفية الأربعاء: "الحشد الجماهيري الكبير الذي فاجئ كل المراقبين العام الماضي سيتكرر يوم السبت القادم فالجماهير على قناعة تامة وايمان مطلق بقدرتها على تحقيق مطالبها بالعودة وكسر الحصار".

وأشار إلى أن السبت القادم سيشهد مشاركة مشرفة في غزة والضفة والداخل المحتل والشتات احياءً لذكرى يوم الأرض والذكرى الأولى لمسيرة العودة، مؤكداً بأن مسيرة العودة واجهت صفقة القرن وكل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا وما دفعه شعبنا من فاتورة لهو فخر لنا في مواجهة الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي المطلق.

من جهته أصدرت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الأربعاء، عدة تعليمات هامة للمشاركين في مسيرة العودة المقررة يوم السبت المقبل.

وأكّدت الهيئة، في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، على ضرورة الحفاظ على الطابع الشعبي والسلمي لكافة الفعاليات والمسيرات؛ لقطع الطريق على مخططات العدو الذي يريد إراقة دماء المتظاهرين لإدخال هذا الدم الطاهر في بازار انتخابات "الكنيست" المقبلة.

ودعت أبناء شعبنا للتركيز في فعالياتهم وأنشطتهم على إحياء التراث الوطني والإبداعات المختلفة، ليعلم العالم كله إصرار شعبنا على ممارسة حقه في الحياة رغم الحصار والعدوان.

كما طالبت الهيئة أبناء شعبنا وخاصة الشباب لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من قناصة العدو المجرمين.

ووجهت الشبان بعدم الابتعاد عن نقاط التجمع المخصصة والمحددة من قبل الهيئة ولجانها في مخيمات العودة، والتعاون الكامل مع لجان النظام المنتشرة في أرجاء المخيمات الخمسة.

ودعت الهيئة العليا إلى الإضراب الشامل يوم السبت القادم (30 مارس) لإحياء ذكرى يوم الأرض والمشاركة في المسيرة المليونية بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.

وفي المقابل قالت صحيفة هآرتس العبرية: "إن المسيرة المليونية المزمع عقدها يوم السبت يمكن أن تشعل مواجهة عسكرية وأن "إسرائيل" سترد بقوة على أي أعمال عنف".

وأشارت إلى أن "إسرائيل" من الممكن أن تبدأ بتحرك عسكري بالفعل قبل يوم السبت وهو ما سيؤدي إلى تعطيل وتحييد تلك المسيرة بينما يستعد الجيش الإسرائيلي للقيام بذلك ولكن قرار البدء في أيدي الطبقة السياسية.

كلمات دلالية