خبر اصبح رئيسا وسيؤثر في الشرق الاوسط / اسرائيل اليوم

الساعة 08:12 م|21 يناير 2009

بقلم: يوسي بيلين

 

        (المضمون: سيلتزم اوباما امن اسرائيل ويبين لنا انه من اجل ان يسحب قواته من العراق فمن المهم ان تحرز اسرائيل سلاما مع جاراتها - المصدر).

 

        لا شك في ان العملية في غزة رفعت النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مرة اخرى الى جدول العمل العالمي. فالصفحات الاولى تفصل، وكتاب الاعمدة يحللون، والمتظاهرون في الشوارع مقلقلون، وعداء السامية يرفع رأسه، ومؤسسات الامم المتحدة تجتمع، والبرلمانات في العالم تتخذ قرارات. تدفع الازمة الاقتصادية مرة اخرى الى صفحات الاقتصاد الى ان ينقضي الغضب.

        اذا كان اهم شخص في العالم، منذ امس يعتقد انه يمكن ترك النزاع الاسرائيلي – العربي في يد شخص اخر في الادارة، فقد وضح الان ان عليه ان يمسك بنفسه حبة البطاطا الملتهبة هذه. يصرف القادة مثل رجال الاطفاء اكثر وقتهم الى اطفاء الحرائق ويوجد ها هنا حريق يجب عليه ان يخمده من الفور.

        وهو يفهم ايضا العلاقة بين تحقيق هدفه الرئيس في المجال السياسي – الامني – اخراج الجيش الامريكي من العراق في غضون ثمانية عشر شهرا – وبين تأمين الحدود بين سورية والعراق بالتطبيع بين الولايات المتحدة وسورية؛ تطبيع يشتمل على سلام اسرائيلي – سوري وفي اثره من الفور سلام اسرائيلي – لبناني. وهو يعلم جيدا ان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيمكنه من اقامة ائتلاف عربي لا احتمال من غيره لتنفيذ خروج سهل من العراق. وهو يعلم الان ان عليه ان يعمل سريعا، قبل ان تأكل النار التي خرجت من غزة الشرق الاوسط كله في امواج كراهية لاسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة، لا يمكن السيطرة عليها. سريعا قبل ان تصبح المحاولة الاخرى للرئيس الرابع والاربعين هذه المرة غيرة ممكنة.

        ليست نقطة بدئه سيئة. فالمبادرة العربية اداة ذات قوة، الى انها اجازتها كل الدول الاسلامية، في ظاهر الامر على الاقل؛ وجاز محمود عباس الرئيس العملي عقبة 9 كانون الثاني بلا اي مشكلة، وبرغم ان مدة ولايته الرسمية قد انتهت، فان العالم يمنحه شرعية الاستمرار؛ وضعفت حماس في غزة وبرهنت على عجزها، والتسويات الدائمة بين اسرائيل وجاراتها معلومة للجميع ومشهورة سواء اكانت التسوية التي توصل اليها ايهود باراك وفاروق الشرع في شبرتستاون (كانون الثاني 2000)، ام وثيقة معايير كلينتون في كانون الاول من السنة نفسها الذي اعد على اساسها مبادرة جنيف بعد ذلك بثلاث سنين. اصبح كل شيء موجودا.

        بعد الانتخابات في اسرائيل سيصل البيت الابيض من ينتخب او تنتخب لرئاسة الحكومة. ستكون محادثة جيدة. بل جيدة جدا. سيلتزم اوباما امن اسرائيل وامورا حساسة اخرى ويقول: امن اسرائيل كما ارى مشمول في سلام اقليمي. لي هدف هو اخراج قواتي من العراق. لكي افعل ذلك من المهم لي جدا ان تتوصلوا الى سلام. وذلك اهم بالنسبة اليكم لان الحديث عن انفسكم. وبعد هذه الامور سيدخل الشرق الاوسط مسارا جديدا.