قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء (26 آذار 2019)، في مؤتمر صحفي بمبنى وزارة الخارجية الأميركية، ان بلاده ترفض مبدأ الاحتفاظ بأراض يُسيطر عليها من خلال الاحتلال العسكري، ولكن وضع إسرائيل في الجولان "يختلف"، مما يجعل هذا الاحتلال "شرعيا".
وقال بومبيو في معرض رده على سؤال بشأن رفض الدول العربية والعالم اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل بشكل رسمي يوم الاثنين (25/3/2019) وما إذا كانت هذه الدول (العربية) قد خيبت أمله "إنني حزين لذلك، ان كل ما فعلناه نحن هو الإقرار بالأمر الواقع".
وأضاف بومبيو في إطار رده على سؤال بشأن معارضة الأمم المتحدة وتركيا وكندا ودول الخليج لقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان "هذا الأمر يحزنني لكنه لا يدهشني، وأتذكر بهذا الصدد نقل سفارتنا لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وفي كلا الحالتين اتخذت الولايات المتحدة خطوة صحيحة، وقامت بمجرد الاعتراف بالواقع على الأرض، ونأمل في أن تنضم تلك الدول إلينا فيما يخص فهمنا لأهمية هذه الخطوة وصحتها". وأضاف بومبيو "ذكرت عدة دول، ولدينا محادثات مستمرة مع كل منها حول هذه المسألة، حول قرارنا وأسباب اعتقادنا بأن الحديث يدور عن قرار صحيح أصلا".
وقال بشأن ما إذا كان القرار الاميركي يشكل سابقة تمنح الدول القوية حق احتلال أراضي دول أضعف بالقوة العسكرية، وحق هذه الدول (القوية) في الاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها "على الإطلاق. كلا، ولكننا هنا نتحدث عن إسرائيل التي كانت تقاتل في معركة للدفاع عن نفسها لإنقاذ شعبها، ولا يجب أن تتحول قرارات الأمم المتحدة إلى معاهدة انتحار، وهذا الأمر واقعٌ اعترف به الرئيس ترامب في المرسوم الذي أصدره أمس"، معتبرا أن المجتمع الدولي يتعامل في هذه الحالة مع "وضع فريد من نوعه تماما".
يشار إلى أن بومبيو خاطب مؤتمر منظمة اللوبي الإسرائيلي القوية "إيباك" يوم الاثنين (25/3) قائلا بأنه "كان شرف عظيم لي أن أكون على أرض إسرائيل، وكذلك الاحتفال برئيس الوزراء نتنياهو، في نفس اللحظة التي أقر فيها الرئيس ترامب بجرأة بأن مرتفعات الجولان كما هي: جزء من إسرائيل".
وأضاف "كذلك كان معظمكم قد رأى الآن، منذ وقت قصير، أن الرئيس ترامب - إلى جانب رئيس الوزراء نتنياهو - وقع مرسومًا، مرسومًا يؤكد سيادة إسرائيل على الجولان. يا له من يوم عظيم حقاً لشعبين عظيمين".
وقال "يرتبط هذا الاعتراف بصلاتي الشخصية مع إسرائيل، والأهم من ذلك، بعلاقة أميركا بإسرائيل".
وكان الرئيس الأميركي قد وقع ظهر الاثنين (25 آذار 2019) في البيت الأبيض خلال لقائه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على مرسومه باعتراف الولايات المتحدة الاميركية بالسيادة الإسرائيلية على هذه اراضي الجولان العربية السورية المحتلة.
وحضر توقيع القرار، اضافة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وصهر الرئيس جاريد كوشنر وسفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر وعدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض.
ودافع ترامب عن توقيعه على مرسومه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مبررا ذلك بالخطر القادم من إيران.
وعلى وقع الرفض الدولي الواسع لاعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، خرج ، الرئيس ترامب، ليدافع عن موقفه عبر التلويح بورقة إيران.
واشار ترامب، الذي وقع على مرسوم وثيقة الجولان خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض إلى "مساعي طهران وجماعات مرتبطة بها لاستخدام الجولان كمنصة لإطلاق الصواريخ".
من جهته قال نتنياهو أمام "إيباك" بأن إيران "تحاول وضع منصات في سوريا تهدف إلى استخدامها لضرب إسرائيل".
ورفضت جهات دبلوماسية عربية تبريرات ترامب لتسويق قراره الذي يسبق الانتخابات الإسرائيلية بأسبوعين، خاصة وأن تقارير غربية ترجّح أن يكون اعتراف الإدارة الأميركية بسيادة إسرائيل على الجولان بمثابة شكل من أشكال الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية القادمة.