تقرير والدة الشهيد عمر أبو ليلى تمنت له الشهادة

الساعة 04:40 م|20 مارس 2019

فلسطين اليوم

"عندما علمت أنه عمر ابني من قام بالعملية دعوت الله أن يختار له الأفضل، وألا يظل مطاردًا لا نعلم عنه شيئا، فاختار له الله الشهادة التي تليق به". هكذا بدأت غدير أبو ليلى، والدة الشهيد عمر الحديث عنه.

استشهد عمر أمس الثلاثاء بعد حصار المنزل الذي تحصن به لأكثر من أربع ساعات في قرية عبوين الواقعة إلى الشمال من رام الله، بعد مطاردة لثلاثة أيام بعد تنفيذه عملية بطولية بالقرب من مستوطنة "أرائيل" المقامة على أراضي المواطنين في سلفيت، قتل خلالها جندي صهيوني وسرق سلاحه الذي قتل به مستوطن آخر وأصاب اثنين أخرين.

الوالدة بدت متماسكة رغم ترديدها باستمرار "لقد فاجئني عمر"، فالشهيد كان هادئًا الطبع كتوم، وبقضي معظم أوقاته في البيت منعزلًا، ولا أحد يعلم ما يدور في رأسه، ولكنه لم ينشغل يومًا في السياسية أو ينتمي لحزب، ولم يتابع يومًا نشرة أخبار، كما قالت الوالدة.

وتضيف: "كل مرة أشاهد العملية التي قام بها عمر أصاب بالدهشة، كيف استطاع أن يخطف السلاح ويقوم بهذه العملية، ثم يتمكن من الهرب والمشي كل هذه المسافة حتى وصل للبيت الذي تحصن فيه". وعن سر هذا التحول في شخصيته وقراره بتنفيذ هذه العملية ردت: "الله أعلم هذا سر لا يعمله إلا هو وقد مات معه".

عمر أبو ليلى من مواليد 13 أيار عام 2000، وهو الابن البكر لعائلة متوسطة الحال تعيش في قرية الزاوية الواقعة إلى الغرب من سلفيت، أنهى دراسته الثانوية العام الفائت ويدرس في جامعة القدس المفتوحة، إلى جانب عمله في مجال الألمونيوم في قريته، ويساعد والده في عمله في بناء القرميد.

تقول والدته عن يوم تنفيذ العملية أنها لم تشك في تصرفاته، فكما كل يوم تناول افطاره وخرج من المنزل، ولكن دون أن تراه فقد كانت منشغلة بأعمال المنزل، وكأنه كما قالت تجنبها وخرج دون أن يراها.

تابعت الوالدة أنباء العملية عبر التلفاز دون أن تدري أنه ابنها، وبعد ساعات من تأخره بدأت بالاتصال على هاتفه المتنقل إلا أنه لم يرد عليها، حتى داهمت قوة احتلالية البيت بحثا عنه

وتابعت: "لم أستوعب أنهم يتحدثون عن عمر، طلب مني ضابط بالقوة رقمه قلت له أنني لا أعرفه، وسألني أن كنت أعرف أنه من قام بالعملية، وعرض لي فيديو العملية".

الضابط هدد والدة الشهيد أنه سيعيده لها برصاصة اذا لم يسلم نفسه، وهددهم بهدم المنزل أيضًا، ومنذ ذلك الحين وعلى مدار ثلاثة أيام بقيت والدته تصلي وتدعي له أن يكون بحال أفضل وأن يختار له الله الشهادة، وتمنتها له فهو الطريق الذي اختاره.

ثلاثة أيام والعائلة تعيش في قلق على مصير عمر، إلا أن الساعات الأصعب عليها كانت ساعات الحصار الأربعة الأخيرة، وتضارب الأنباء حول استشهاده، كما قالت، إلا أنها لا تعلم شيئًا عن مصير جثمان ابنها حتى الآن، أو موعدًا لتسليمه.

وتحدثت عن عمر الشاب الحنون الذي يختلف بالطباع عن أخوته وأقرانه، فقد كان يتعامل مع محيطة بجدية كبيرة، وبالمقابل كان حساسًا لقضايا محيطه الاجتماعي، ولم يكن يحتمل سماع قصص  الفقر أو المرض أو الحاجة لأي أحد، ونقطة ضعفه كانت الأطفال الذين عشقهم دائمًا.

وبدا على السيدة غدير الصبر والاحتساب، وتحدثت عن ابنها بفخر كبير، وقالت إنها بكت طوال ثلاثة أيام فائتة، وأنها الآن أطمأنت عليه شهيدًا، وتابعت: "لم أعتاد أن أحزنه، وأنا أعرف أنه سيحزن لبكائي، الله يرضى عليه عمر رفع رأسي ورأس كل أمة المسلمين، وأتنمى أن يرسل الله ألف شاب مثل عمر لتحرير كامل فلسطين".

 

بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
بيت عزاء الشهيد عمر أبو ليلى
 

كلمات دلالية