خبر أبو مرزوق :أعدمنا العملاء وسنحاسب الذين تورطوا في الإرشاد عن مقر قيادة الشهيد سعيد صيام

الساعة 07:18 ص|21 يناير 2009

أبو مرزوق :أعدمنا العملاء وسنحاسب الذين تورطوا في الإرشاد عن مقر قيادة الشهيد سعيد صيام

رجال السلطة السابقون بعثوا بقبلاتهم للطائرات وأرشدوها للأهداف ووزعوا الحلوى احتفاء بالعدوان

تعاملنا مع المبادرة المصرية بحيث نقبل كل شيء يفيدنا في التقدم للأمام ولا نقبل شيئا يضرنا

فياض سيكون أول ضحايا التفاهم الوطني.. معيب أن يطالب الأغلبية الحمساوية بالانخراط في حكومته

حاوره في دمشق: شاكر الجوهري :

بذات الهدوء والتواضع اللذين نعرفهما فيه قبل الحرب والانتصار، تحدث الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" مؤكدا موقف حركته المبدئي من أن ولاية محمود عباس قد انتهت قانونا، كرئيس للسلطة الفلسطينية، منوها إلى أن "حماس" توقفت عن تناول هذا الأمر أثناء الحرب.

ويكشف أبو مرزوق تفاصيل يصعب تخيلها يؤكد آخرون حدوثها في قطاع غزة أثناء العدوان.. رجال السلطة السابقين بعثوا بقبلاتهم للطائرات الإسرائيلية وأرشدوها إلى مقرات المقاومة، والمقاومين، ووزعوا الحلوى احتفاء بالعدوان..!

ويكشف أيضا.. أعدمنا عددا من العملاء وسنحاسب الذين تورطوا في الإرشاد إلى مقر قيادة الشهيد سعيد صيام.

وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية، يقول لقد تعاملنا معها بحيث نقبل كل شيء يفيدنا في التقدم للأمام ولم نقبل شيئا يضرنا. ويلفت إلى أن المصريين رفضوا اتفاقية ليفني ـ رايس لأنهم ليسوا طرفا فيها، لكنهم يتمسكون باتفاقية معبر رفح مع أنهم أيضا ليسوا طرفا فيها..!

ويلفت إلى أن الحرب على غزة، غيرت مواقف بعض الأطراف..فالأوربيون يطالبون الآن برفع الحصار، والأميركيون ساكتون على المطالبة بكسره.

ويبدي أبو مرزوق أن سلام فياض، رئيس حكومة تسيير الأعمال في رام الله، سيكون أول ضحايا التفاهم الوطني المقبل. ويقول معيب أن يطالب فياض، رئيس كتلة النائب الواحد في المجلس التشريعي "حماس" صاحبة كتلة الأغلبية الكاسحة الانخراط في حكومته، بعد أن كان يرجو قبوله وزيرا في حكومة الوحدة الوطنية برئاستها.

ونختم هذا الحوار الهام بسؤال عن علاقات "حماس" مع الأردن، بعد طول هدوء لجبهة الاتصالات بينهما، بما في ذلك خلال أيام الحرب، ليؤكد أبو مرزوق أنه لم تحدث اتصالات بين الجانبين خلال الحرب، لكنه يضيف واصفا الموقف الأردني بأنه يشهد تغيرا واضحا في اتجاه جيد، يرجو أن يستفيد آخرون منه.

 

هنا نص الحوار:

* لم أنت الذي أوكلت له مهمة إعلان وقف إطلاق النار..؟

ـ (ضحك وقال) والله لا أعرف لم وقع الاختيار علي..

* هل لأنك من غزة، ولأن الحرب كانت على غزة..؟

ـ لا أعرف. فسر كما تريد..

بالمناسبة إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الصهيوني هو الذي أعلن وقف إطلاق النار. هذه حرب سيكون لها موقع في التاريخ. هذه لم تكن حربا سهلة.

جيش العدو استخدم نصف ذخيرته في هذه الحرب..ألقاها على البشر..

بالتأكيد..هذه حرب لها ما بعدها، حتى على الصعيد العربي..

* لم شاركت فقط خمس فصائل في الشريط الذي أعلنت فيه وقف إطلاق النار، مع أن تحالف القوى الوطنية يتشكل من ثماني فصائل حاليا..؟

ـ ليس لهذا معنى، ولم نتعمد حصر المسألة فيمن حضروا إعلان القرار.. حضر من كان متواجدا.

اتصلنا بالمناسبة مع الدكتور ماهر الطاهر (مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج) ليشارك معنا، فرد علينا أنه يريد أن يستشير الإطار القيادي في الجبهة الشعبية. وبعد أن استشار، أصدرت الجبهة الشعبية بيانا قالت فيه أنها مع استمرار الحرب.

* ما الذي يمكن أن تخبرنا به عن قمة الدوحة مما لم يعرف بعد..؟

ـ بأمانة، كانت قمة الدوحة تهدف إلى فعل شيء ما لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة. وقد كانت الدعوة القطرية مطلوبة بشكل كبير، ومع هذا، فقد فوجئنا بالمناكفات السياسية تدخل على خط هذه القمة. كان هناك من لا يريد اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة العربية اتجاه إسرائيل، ابتداء من المبادرة العربية، وانتهاء بالموقف من التطبيع، والقرارات المتعلقة بالتعامل مع الكيان الصهيوني، أو بالوقوف إلى جانب المقاومة.

كان الكثير من العرب لا يريدون أن يشاركوا في مؤتمر بهذا الشكل.

* هل ذلك من قبيل الخلافات السياسية البينية، أم بهدف إعطاء إسرائيل وقتا كافيا لإنجاز المهمة..؟

ـ أنا لا أستطيع القول لإعطاء إسرائيل وقتا لإنجاز المهمة.. بلا شك أنه كانت هناك نوايا غير سليمة.

* واضح مسبقا أن قرارات قمة الكويت، من خلال توصيات وزراء الخارجية ـ تركز على مراقبة دخول السلاح إلى غزة، وترك قرار تمويل إعادة الإعمار في غزة لكل دولة على حدة. في قمة الدوحة، اقترح أمير قطر تشكيل صندوق لإعادة إعمار غزة، أما في قمة الكويت فالمقترح من قبل وزراء الخارجية هو تشكيل صناديق لتمويل إعادة الإعمار، ما يعني ترك المسألة لاجتهاد كل دولة على حدة، تدفع ما تشاء للجهة التي تشاء..؟

ـ ابتداء، ليس هناك من وزراء الخارجية العرب من يدعم "حماس" بالمال أو بالسلاح. ومع ذلك، أجد أنه من المبكر الحكم على نتائج القمة قبل اختتام أعمالها، وصدور بيانها الختامي، والاطلاع على قراراتها.

 

ليكفوا شرهم عنا

* على كل، ما الذي يمكن أن يقدمه لكم النظام العربي بعد كل ما فعله..؟

ـ ما نرجوه من النظام العربي هو غير المتوقع. جزء من النظام العربي كل ما نريده منه هو أن يكف شره عنا. هناك كثير من الدول نريد منها أن تكف شرها عنا.

* هل هنالك أمل في هذا..؟

ـ في ضوء ارتهان المواقف للولايات المتحدة الأمريكية، وأحيانا للكيان الصهيوني، نجد أنه من الصعوبة أن يكفوا عنا بعض الشرور.

على كل، تظل القضية الفلسطينية قضية عربية، وتظل الأمة العربية تقف حية إلى جانب الشعب الفلسطيني. وعليه، مهما كانت مواقف البعض، نحسبها مواقف طارئة، ويجب أن تكون مؤقتة، وليست مواقف ثابتة.

* في مصر، هل تعاملوا مع حرب غزة باعتباركم في "حماس" تمثلون طرفا داخليا مصريا معارضا للنظام، جراء علاقاتكم التنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر، وأن انتصاركم في الحرب من شأنه أن يحفز الإخوان المسلمين داخل مصر على أن ينشطوا باتجاه أن يحلوا، ولو سلميا، محل النظام القائم..؟

هل لمستم ذلك..؟

ـ صحيح أن أحد خلفيات التعامل المصري معنا يضع في اعتباره خلفيتنا كإخوان مسلمين. لكن تعامل مصر مع "حماس" حتى هذه اللحظة، هو تعامل غير رسمي..تعامل يتم بحكم الأمر الواقع. "حماس" موجودة كأمر واقع، فيتعاملون معها، لكنهم لا يعترفون بوجودها كحركة انتخبها الشعب الفلسطيني لإدارة شأنه السياسي، أو كجزء من النظام السياسي الفلسطيني.

ما زالوا يتعاملون مع أبو مازن باعتباره هو الشرعية، ومع "حماس"، بحكم الأمر الواقع. وهذا أحد أكبر المشاكل التي يتم التعامل بيننا على أساسها.

 

الطابور الخامس

* ماذا عن الطابور الخامس في غزة..هل هو كامن، أم أنه غير موجود..؟ وإن كان كامنا، فلم يكمن خلال فترة الحرب، وكيف يمكن أن يتم التعامل معه..؟

ـ لم يكن كامنا..نشط خلال فترة الحرب نشاطا غير عادي داخل غزة. منه من أرسل قبلات لطائرات العدوان، ومنهم من قام بأعمال مشاركة في الحرب إلى جانب العدو الصهيوني..

* كيف..؟

ـ بتوفير المعلومات للعدو..!

ومنهم من اقتصر دوره على الترحيب وتوزيع الحلوى..!!

* هل حصل هذا..؟

ـ نعم..حصل هذا..!!!

* هل حصل على نطاق واسع..؟

ـ لا..الشعب الفلسطيني لا يقبل مثل هذه التصرفات..

أناس كانوا في مواقع السلطة، ملأ الحقد قلوبهم، فوجدوا في العدوان فرصة للعودة إلى السلطة من جديد، وقاموا بتوزيع الحلوى..!!!!

أما العملاء فقد نشطوا بشكل كثيف، لأن هذا هو الوقت الذي يمكن أن يقدموا فيه خدماتهم بشكل مباشر وسريع. وأعتقد أنه واضح للعيان أن الشهيد سعيد صيام رحمه الله كان أحد ضحايا هؤلاء العملاء.

* موقع إلكتروني تابع لمحمد دحلان، ذكر بعد دقائق من اغتيال الشهيد صيام، خبرا قال فيه إن مرافقا للشهيد هو الذي وشى بمكان وجوده للعدو، وأنه تم القبض عليه، واعترف بذلك، وأعدم فورا..؟

ـ هذا كذب، لأنه كان يوجد معه مرافق واحد هو ابنه، وقد استشهد معه. هل يعقل أن يكون ابن الشهيد عميلا، ويقتل أباه، ويقتل هو معه..؟ ثم لنفترض أنه كان مع الشهيد مرافق آخر، فهل يعقل أن يبلغ عنه ليقتل معه..؟!

هذا كذب..

المنزل الذي قصف واستشهد فيه الشهيد كان تم استئجاره من قبل أخيه، قبل شهرين، وليس قبل أربعة عشر يوما كما ادعى الموقع الذي تشير إليه. وقد وضع هذا المنزل تحت الرقابة اعتبارا من تاريخ استئجاره. وقد مثل استئجار المنزل من قبل أخيه خطأ أمنيا، حفز على مراقبته. وحين استخدمه الشهيد لعقد اجتماعاته التنظيمية وإدارة المعركة، تم قصفه، لأنه كان مرصودا من قبل.

على كل حال، لن يمر الأمر مرورا عابرا. سيتم كشف هذه الفئة من العملاء التي استهدفت هذا البطل، وسيحاسبون ويعاقبون. وأعتقد أنه في هذه المعركة بالذات، تم التعامل مع عشرات العملاء. وسيتم الكشف عن الكثير من أسرار هذه المعركة، ودور الطابور الخامس فيها.

 

إعدامات واعتقالات

* ما الذي تعنيه بقولك أنه تم التعامل معهم..؟ هل حوكموا..؟ هل أعدموا..؟

ـ بعضهم أعدم، وبعضهم معتقل. جرت الكثير من الأمور في قطاع غزة خلال المعركة..

* كم عدد المعتقلين..؟

ـ أعتقد أنهم في حدود الخمسين معتقلا.

* خمسون عميلا..

ـ ليسوا جميعهم عملاء.. بعضهم ارتكب جرائم، لكنها كلها جرائم كبيرة..قتل وغيره. وإطلاق سراحهم كان يعني حدوث مشاكل داخل العائلات.

* كم عدد الذين أعدموا من العملاء..؟

ـ لم أبلغ بالرقم بعد، لكنه بدون شك، هناك عملاء أعدموا.

* هل هو عدد كبير..؟

ـ لا، ليس عددا كبيرا.

* هنالك تقارير تم الترويج لها تقول إن بعض العملاء كان يزود العدو بعناوين منازل أعداء شخصيين باعتبارها مقرات للحركة، ليتسبب في قصفها، والانتقام من خصوم له..؟

ـ ليس هناك من حدود لخيانة العملاء، وما يمكن أن يفعلوه. وليس هناك حدود يمكن أن تتوقف عندها في تخيل مدى تعاونهم مع العدو..سواء لجهة إرشاد طيران العدو لأهداف، أو الانتقام، وما إلى ذلك.

هناك معلومات كانت تقدم للعدو بهدف الانتقام، وإلا كيف تفسر حجم القتل الذي استهدف المدنيين بواسطة الطيران..؟ تم قصف منازل وشقق وعمارات بشكل جنوني.

أكثر من عشرين ألف منزل تم قصفها وتهديمها تهديما كاملا..!

* هذا فعله العدو لهدفين..تفجير وتدمير وقتل المواطنين ودفعهم للهجرة خارج الأراضي الفلسطينية، وتأليبهم وتثويرهم ضد المقاومة..؟

ـ كان جزءا من أهداف المعركة تأليب المواطنين على الحركة. الحصار فرض على القطاع أيضا لذات الهدف.. معركة دحلان كانت لذات الهدف، وعقاب الحركة والهجمة الإعلامية الشرسة عليها تهدف إلى تحقيق ذات الهدف..

ولكني أتساءل: ألم ييأسوا بعد من محاولاتهم هذه..؟

 

المبادرة المصرية

* تعاملتم مع المبادرة المصرية التي طرحت في البداية، بمرونة غير متوقعة، مع أن هناك إجماع لدى المراقبين على أنها كانت ضد مصلحتكم ومصلحة المقاومة بشكل مطلق..بل هناك من نظر لها باعتبارها آلية الحصاد السياسي للعدوان..؟

ـ نحن تعاملنا معها من منطلقات تخدم مصالح شعبنا. مصر هي المنفذ الوحيد لشعبنا في قطاع غزة. وهناك إجماع إقليمي ودولي على أنها هي المفوضة بالتعامل مع الملف الفلسطيني، ومع الوضع في قطاع غزة. هذا يتجلى في قرار مجلس الأمن الدولي 1860، وفي قرار الجامعة العربية، كما يتجلى في الأحاديث المباشرة مع معظم المسؤولين العرب والدوليين.

مصر هي الدولة الوحيدة التي تم تعليق الجرس في رقبتها لتتعامل مع الوضع في قطاع غزة. وقد اصطدمت أطراف عديدة حاولت أن تلعب دورا، مع هذه العقبة. نحن لم نقبل شيئا لا نريده، ولا يخدم مصالح شعبنا مهما كان هذا الشيء. لكننا في نفس الوقت نحن نتعامل بحكمة ومرونة مع كل القضايا التي تتعلق بمصالح شعبنا، ومن بين ذلك المبادرة المصرية.

لقد تعاملنا مع المبادرة المصرية بحيث لا نقبل شيئا يضرنا، ونقبل كل شيء يفيدنا في التقدم للأمام.

* في البيان الذي أعلنته في الأمس (أجري هذا الحوار ظهر الإثنين)، وتضمن وقفا مؤقتا لنار المقاومة، تحدثت عن استعداد المقاومة للتجاوب مع أية جهود، وخاصة الجهود المصرية والتركية والسورية والقطرية للوصول إلى اتفاق يلبي مطالب المقاومة.. لكن قرار وقف النار الإسرائيلي تجاهل المبادرة المصرية بعد كل المداولات التي تمت بصددها..؟

ـ لا أدري متى سيستفيد كثير من العرب من حقيقة أن إسرائيل لا تحترم أحدا منهم. هي تتعامل مع العرب باستخفاف شديد. إسرائيل حينما توجهت للتعامل مع الأنفاق، وما يسمى بالتهريب بين مصر وقطاع غزة، ذهبت إلى الولايات المتحدة بهدف إلزام مصر، ولم تعمل على التفاهم مع مصر مباشرة فيما يتعلق بهذا الملف، وذلك على الرغم من كل مظاهر العلاقات المتواصلة مع مصر.

وهذا ما تسبب بغضب الرئيس المصري من الاتفاقية الأمنية الإسرائيلية ـ الأمريكية، التي وقعتها تسيبي ليفني وكونداليزا رايس، وتتعلق بالتصدي لتهريب السلاح إلى غزة.

* هذه الاتفاقية هي بمثابة شكوى إسرائيلية للولايات المتحدة مفادها أن الرئيس المصري لا يقوم بمهمته لهذه الجهة..؟

ـ المصريون يتعاملون باعتبار أننا وهم طرفان، ويريدون أن يتعاملوا من موقع الوقوف على مسافة واحدة بيننا وبين الكيان الصهيوني. هذا الموقف في حد ذاته، غير مقبول على الإطلاق، لا من قبل الشعب المصري، ولا من قبل الضمير المصري، ولا من السياسة التاريخية لمصر.

وهو بطبيعة الحال غير مقبول منا، لأن قضية فلسطين في النهاية ليست بعيدة عن مصر.

لذلك أقول إن هذا المنطق في التعامل يجب أن يتغير.. يجب أن يكون هناك حديث حتى تبقى مصر قادرة على متابعة التوسط وخدمة أهداف الشعب الفلسطيني، كما يقولون.. لكني أعتقد أننا نريد موقفا غير هذا. وهذا أكثر جدوى من التعامل بهذه الطريقة.

توجد مشكلة حقيقية في أسلوب التعامل، وأعتقد أن تغيير هذا الأسلوب سيكون فيه الكثير مما يخدم المخرجات التي تريدها مصر من التعامل مع الموضوع الفلسطيني.

 

تطوير المبادرة المصرية

* إلى أي حد حققتم تقدما، أو تطويرا إيجابيا في المبادرة المصرية..؟

ـ أحيانا يكون هناك صياغة سياسية لمبادرة ما، لكن هذا لا يعني أن كل ما يتم الحديث فيه يجب أن يكون في إطار هذه الصياغة. لذلك أقول إن مخرجات أية تفاهمات ليس بالضرورة أن تكون مستخلصة من داخل جسم المبادرة. ولكن في النهاية يبقى ما يتم التوصل إليه يمثل ما يمكن التوافق عليه بين الأطراف المعنية.

* ما فهم هو أن المبادرة المصرية تم تطويرها إلى حد الاتفاق على كيفية مشاركة "حماس" في الإشراف على تشغيل معبر رفح. وهذه المبادرة تم تجاوزها من قبل إيهود أولمرت، حين تجاهل الإشارة لها وهو يعلن قرار وقف إطلاق النار الإسرائيلي.

إلى أي حد ستظل هذه المبادرة ملزمة لمصر، في حين أنها غير ملزمة لإسرائيل..؟

ـ ليس في المبادرة المصرية عبارات محددة..

* من ضمن ما علمته أنه تم الاتفاق حتى على طبيعة اللباس الذي سيرتديه أفراد "حماس" الذين سيكونون في معبر رفح..

ـ يوجد كلام كثير، لكن حتى الآن لم تتم صياغة كيفية التعامل مع معبر رفح، وفتحه. هناك شعار عام يتحدث المصريون عنه هو، وهو يخص التزامهم باتفاق سنة 2005 بخصوص هذا المعبر. ونحن نستغرب ذلك، لأن المصريين حين رفضوا الاتفاقية الإسرائيلية ـ الأمريكية، قالوا إنهم يرفضونها لأنهم ليسوا طرفا فيها، لكنهم يتمسكون باتفاقية 2005 الخاصة بتشغيل معبر رفح، مع أنهم أيضا ليسوا طرفا فيها، فضلا عن أنها انتهت مدتها، وقانونيتها، ومع ذلك، يصرون على تطبيقها..

نحن في النهاية حريصون كل الحرص على فتح هذا المعبر أمام شعبنا الفلسطيني، ونحن عرضنا على المصريين في السابق أن يفتحوا هذا المعبر، ويعبر من خلاله كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يتم استثناء أبناء "حماس" من استخدامه.

ولكن ظل الرفض مستمرا لفتح المعبر.

على كل حال لا يزال الحديث مفتوحا، ونرجو أن يكسر الحصار في نهاية المطاف. لم يعد هناك مجال لأن يبقى أي من معابر قطاع غزة مغلقا بعد هذه المعركة، وكل الدماء التي أريقت فيها. من غير المعقول أن يظل أحد مصرا على استمرار الحصار بعد كل الذي جرى.

* ألم يتم الاتفاق على فتح المعبر حتى الآن..؟

ـ نحن لا نزال في بداية عملية بلورة نتائج معركة قطاع غزة. النتيجة الأولى هي وقف النار وانسحاب القوات الصهيونية. وأعتقد أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل سيكون قد أنجز قبل أقل من أسبوع، وسيكون هناك التزام بوقف إطلاق النار. وسيتم خلال فترة قصيرة تحقيق ما طالبت به الحركة لجهة كسر الحصار وفتح المعابر. ليس من السهولة الاستمرار في محاصرة قطاع غزة، وإغلاق معابره..هذا أمر لم يعد مقبولا من أي طرف. وحتى الأطراف الأوروبية تتحدث الآن عن هذا الأمر.

 

الدور التركي

* الدور التركي، ما الذي أدخله على المعادلة الإقليمية المتعلقة بالصراع مع إسرائيل..؟

ـ المصريون هم أول من بادر إلى إدخال الدور التركي. ذهب أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر إلى تركيا، وطلب المساعدة فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة. وتحرك الرئيس التركي..

* ماذا كان الهدف المصري..؟ لم طلبوا تحرك تركيا..؟

ـ الأتراك قالوا للمصريين إن هناك ثقة مفقودة بينكم وبين "حماس"، و"حماس" تثق بنا، لذا أفسحوا لنا المجال للتحرك.

المصريون يتعاملون مع مختلف الأطراف التي تتحرك في الموضوع الفلسطيني من منطلق العلاقات العامة، وليس من منطلق الجدية في العمل للوصول إلى نتائج محددة.

* وماذا عن الأتراك..؟

ـ الأتراك جديون. ذهب رئيس الوزراء إلى سوريا، والأردن، والتقى بالملك عبد الله الثاني، ومحمود عباس، كما زار السعودية ومصر. ووجد ترحيبا بدوره من قبل كل هذه الأطراف.

كما ذهب للكيان الصهيوني..

نحن التقينا مستشاره السياسي عدة مرات..

* ما الذي أدخله الدور التركي على المعادلة..؟ هل غير من ملامح الحل..؟

ـ لم يثمر حلا في أي جانب من الجوانب بعد. لكني أعتقد أن الدور التركي مهم، وفعال، وقادر على التحرك.

 

حشر شاليط والوحدة الوطنية

* الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لديكم، هل كان المصريون جادون في إبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل بشأنه..؟ وبالمناسبة هنالك حديث الآن عن محاولة إقحام قضية إطلاق شاليط في إطار وقف إطلاق النار..!

ما علاقة شاليط بوقف إطلاق النار..؟

هل بحث الأمر معكم..؟

ـ توجد محاولات لحشر قضيتين من خلال الحديث عن المعركة. قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية وقضية شاليط. نحن من جانبنا حاولنا إبعاد هاتين المسألتين بالذات عن أي حديث له علاقة بالمعركة ووقف إطلاق النار، وترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار.

هذه الملفات بالتأكيد ستفتح مستقبلا، ولكن أحدا لا يستطيع أن يتحدث عن قضية شاليط الآن، لأنه يجب بداية أن يتحقق الإسرائيليون من مصير شاليط. قد يكونون قصفوه كما قصفوا أسرى آخرين وقعوا في قبضة مجاهدينا خلال المعركة الأخيرة. وقد ذكر التفصيلات اليوم أبو عبيدة (الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام)، مدعمة بأسماء الشهداء والآسرين. تم قصفهم وقصف آسريهم بواسطة طائرات (F16).

* الذين حاربوا الوحدة الوطنية الفلسطينية طوال الفترة الماضية، وحالوا دونها، ووضعوا فيتو عليها..أمريكا، والإسرائيليون، وبعض حلقات النظام العربي، كيف تحولوا مرة واحدة إلى دعاة وحدة وطنية فلسطينية، ولماذا..؟ هل لأنه أصبح مطلوبا من هذه الوحدة الوطنية أن تستوعبكم..أن تكون آلة حصاد لانتصار سياسي غير مؤسس على انتصار عسكري لم يتحقق..؟

ـ باختصار شديد، الرهانات التي كانوا يرتبون عليها مواقفهم السياسية فشلت كلها، وأصبح الطرف الذي كانوا يعتمدونه في الموضوع الفلسطيني من الضعف بحيث أصبح غير مقنع حتى لنفسه. وهم بدأوا يتحدثون الآن عن وحدة وطنية بهدف إنقاذ ما يمكنهم إنقاذه من هذا الطرف.

 

فياض أول الخاسرين

* لذلك، يعلن سلام فياض أنه يرفض مشاركة "حماس" في تشغيل المعابر، وإنما عليها أن تنخرط في إطار حكومته لتعمل من خلالها..؟

ـ أليس معيبا أن يتكلم سلام فياض عن انخراط "حماس" داخل حكومته، وهو الذي كان يرجونا رجاء حارا أن يكون عضوا في حكومتنا..حكومة الوحدة الوطنية..؟! هل يعقل أن يطلب دخول "حماس" في حكومته، وهي تملك الأغلبية المطلقة في المجلس التشريعي، وهو يملك كتلة الرجل الواحد في المجلس التشريعي التي تتكون منه وحده..! هل يعقل أن تستوعب كتلة الرجل الواحد كتلة الأغلبية الساحقة، والتي صدت العدوان، وكسرت إرادة العدو الصهيوني في حكومتها..؟!

بالمناسبة، حين دعي محمود عباس إلى قمة قطر، ذكر فيما ذكره أن الصهاينة لن يخرجوه من المعابر للمشاركة في قمة الدوحة. إذا كان هذا هو حال السلطة..ضابط في الإدارة المدنية للاحتلال يسمح بخروج ودخول عباس، فكيف يريد لـ "حماس" التي تصدت لكل هذا الوضع، والتي حررت قطاع غزة، وكسرت شوكة هذا العدوان، ولم تستطع كل الآلة العسكرية الصهيونية أن تحتل شبرا واحدا من غزة أمام مقاومة "حماس"، أن تنخرط في حكومته العتيدة..؟!!

على كل حال، في أية ترتيبات قادمة سيكون سلام فياض وحكومته أول الضحايا.

* هل يعني ذلك جاهزيتكم للتفاهم مع محمود عباس..؟

ـ ليس بالضرورة الآن. لا حديث حاليا عن هذا الموضوع. يوجد الآن كثير من الكلام حول هذا الموضوع، وسيفتح ملفه لاحقا.

 

الموقف من رئاسة عباس

* موقفكم من رئاسة عباس لم يعد واضحا الآن.. مرة تقولون لا نعترف به رئيسا، ومرة تسكتون، وأخرى تقولون أنه كان يجب أن يحضر لقمة الدوحة، وهذا يعني أنه لا يزال رئيسا، ومرة أخرى تصرح أنت شخصيا بأنه لن يفلت من الحساب.

ما هو موقفكم من محمود عباس الآن..؟

ـ أنت تتحدث عن أزمنة مختلفة. حينما قلنا أنه لا بد من أن يحضر الحوار الوطني، قلنا ذلك لأنه كان في ذلك الزمن اعتراف بسلطاته الشرعية. ولو ذهب في حينه إلى قطاع غزة لمارس سلطاته كاملة في أي وقت شاء، ولم نكن لنعترض على ذلك. لكنه لم تكن لديه الشجاعة الكافية ليذهب إلى قطاع غزة.

أما موقف الحركة من انتهاء ولايته كرئيس للسلطة، وعدم شرعيته بعد 9 يناير فالموقف من هذا واضح..غير أنه حين بدأت الحرب في 27 ديسمبر، حاولنا أن نغلق جميع الملفات السياسية الداخلية خلال الحرب، وتوقفنا عن التحدث عنها. وعليه، لم نتحدث عن ملف الرئاسة أثناء الحرب.

* ماذا بعد توقف الحرب..؟

ـ أما وقد انتهت الحرب، فهناك قضيتان.. معالجة وترتيب ما بعد الحرب. وأعتقد أننا سنؤجل هذا الموضوع أيضا في هذه الفترة، ثم ستأتي بعد ذلك فترة معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، ومن ضمنه المصالحة الوطنية. وهنا سيتحدد موقفنا من كل القضايا المطروحة، واشتراطاتنا وتصورنا. في الوقت الحاضر كنا ننادي بوحدة وطنية لمقاومة الاحتلال. ولا شك أن عددا كبيرا من أبناء الشعب الفلسطيني انخرط في هذه الوحدة الوطنية لمقاومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهناك من رفض أن يكون تحت لواء الوحدة الوطنية، فاعتقل المناصرين، وواجه المسيرات الشعبية بقوة، وهناك المئات من المعتقلين داخل سجون أجهزة السلطة. وهناك المئات من المؤسسات تم إغلاقها.

هناك الكثير من الحديث الذي يجب أن يفتح قبل أن نتحدث عن أي مسألة أخرى.

لذا، أقول أنه سيكون لهذا الحديث مكانة كبيرة، ولكن بعد إغلاق ملف ترتيبات ما بعد الحرب..خاصة لجهة كسر الحصار وفتح المعابر.

* هنا تبدون وكأنكم تزاوجون بين الموقفين السياسي والقانوني..قانونيا انتهت ولاية عباس..

ـ نحن قلنا ذلك من قبل. قانونيا انتهت ولاية عباس. أما فيما يتعلق بالموقف السياسي فنحن لن نفتح هذا الملف في الوقت الحاضر.

 

الدروس والعبر

* ما هي الدروس والعبر التي خرجتم بها من هذه الحرب على الصعيد الداخلي الفلسطيني..؟

ـ بلا شك أن هناك فصائل أثبتت أصالتها في المعركة، مثل حركة الجهاد الإسلامي. حقيقة أن مواقفهم كانت مسؤولة، وتنبع من مصالح وطنية مطلقة، خاصة الدكتور رمضان (عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي). لقد تميز بشكل واضح في هذه المعركة في موقفه وتصرفاته وسلوكه. وأعتقد أن العلاقة أثناء الحرب تطورت.

* واضح أن العلاقة بين الحركتين أصبحت إيجابية إلى درجة تدعو للتفاؤل بإمكانية توحدهما..

ـ هذا خيار مطروح..

* حاليا..؟

ـ نحن الآن في معركة. هذا حديث طويل، والخيار مطروح.

* ما هي الدروس والعبر التي استخلصتموها من الوضعين العربي والدولي..؟

ـ لا شك أن هناك مواقف دولية تميزت حيال هذه المعركة. الموقف التركي، موقف فنزويلا، وموقف بوليفيا..

وتميزت كذلك مواقف عربية في هذه المعركة..

وتميزت مواقف عربية أخرى بطريقة سلبية إلى درجة غير مفهومة.

لقد أنتجت هذه المعركة فرزا عربيا ودوليا.

هناك أيضا من تغيرت مواقفهم. نحن نتحدث الآن عن موقف أوروبي لكسر الحصار على غزة، ويوجد سكوت أمريكي على كسر الحصار. تغيرت الكثير من المواقف.

* هل يعود الموقف الأوروبي الأقل سوءا إلى الخشية من أن يعيد التاريخ نفسه، وتستأنف العمليات الخارجية الفلسطينية في العواصم الأوروبية..؟

ـ توجد اجتهادات كثيرة بالخصوص. أما الأوروبيون فحين يتحدثون عن دعم إسرائيل، ثم تتعرى إسرائيل أخلاقيا بهذا الحجم من القتل والإجرام، خاصة قتل الأطفال، ماذا سيكون موقف النظام الأوروبي أمام شعوبه التي انتفضت ضد المسلك الإسرائيلي. لذا لا بد أن ينعكس موقف الرأي العام على موقف الحكومات. حين يتحدثون عن وقف تهريب السلاح، وهم يعرفون أن هذا الحديث هو سبب إغلاق المعابر على مليون ونصف المليون إنسان، فماذا يفعل هؤلاء الناس..؟ لا بد من أن يتجهوا إلى التهريب، ليعيش الناس. ولذلك، يتحدث الأوروبيون الآن عن فتح المعابر.

بلا شك ستكون هناك الكثير من الاعتبارات مطروحة للتغير.

 

مستقبل المقاومة

* حرب التحرير الشعبية..آخر مراحل حرب الشعب..هل من أمل بتطور المقاومة الفلسطينية وصولا إليها، أم أن القصف الهمجي الإسرائيلي الذي استهدف المدنيين أصبح يحول دون التفكير بذلك..؟

ـ دعني أقول أن هذه الحرب أثبتت بشكل واضح أن الكيان الصهيوني ليس ذلك الكيان الذي يخشى محاربته، وأن حركة بحجم حركة "حماس" تصدت لآلة الحرب الصهيونية، التي لم تستثن شيئا في هذه الحرب..لا أسطولها البحري ولا البري ولا الجوي، ولا استخباراتها، ولا كل كيانها.. وخاضوا الحرب وكأنهم يخوضون حربا عالمية ضد قطاع غزة، الصغير الحجم والمساحة، وضد حركة محاصرة، وشعب محاصر. ولم يستطيعوا فعل شيء. لم يتمكنوا من احتلال حي واحد من أحياء غزة، عوضا عن مدينة. هذا الجيش لا يستطيع الآن الاحتفاظ بالحدود التي يرسمها لنفسه.

الأمل الآن كبير، وسنطور مواقفنا، ونغير من تكتيكاتنا، وننقل التجربة لمواقع أخرى، ونشجع الكثير من الدول على أن تفتح عيونها على حقيقة أن إسرائيل ليست شيئا.

* باختصار..ما هي التغيرات السياسية المنتظرة في المنطقة ما بعد غزة..؟

ـ توجد الكثير من التوقعات بشأن تحولات، لكن بلا شك ستكون هناك انعكاسات على المستوى الوطني، والوحدة الوطنية، وتشكيل الواقع الفلسطيني، والتعامل مع هذا الواقع. وإقليميا لا بد من أن يفتح ملف التقييم والتغيير في هذا الواقع، والتشدد في المواقف السابقة لا يفيد الدول المعنية، سواء أكانت في هذا الطرف أو ذاك.

الانقسام العربي وصل إلى درجة لا يمكن أبدا لأي مسؤول أن يبقى صامتا اتجاهه. وأي تغيير سيكون لصالح المقاومة والصمود والتصدي والممانعة.

 

العلاقة مع الأردن

* العلاقة مع الأردن، كيف تنظر لها في ضوء التحركات السياسية التي ترافقت من الحرب..؟

هل حصل أي اتصال بينكم وبين الأردن خلال الحرب..؟

ـ لم يحدث.

* ألم تبادروا أنتم أو هم..؟

ـ لا.

* كيف تقيمون الموقف الأردني الآن..؟

ـ يوجد تقييم لهذه الحرب وانعكاساتها المستقبلية، لاسيما على الأردن، وأعتقد أن الموقف الأردني يشهد تغيرا واضحا، في اتجاه جيد، ونرجو أن يستمر. ونعتقد أن الحالة التي استفاد منها الأردن يجب أن يستفيد منها آخرون.

* كيف تقرأون مشاركة الأردن في قمة شرم الشيخ بعد تغيبه عن المشاركة في قمة الدوحة..؟

ـ وجهت الدعوة لحضور قمة شرم الشيخ لعدد محدود من الدول..دول حوض المتوسط باستثناء سوريا ولبنان. لكن المعيار في التقييم ليس في الحضور أو الغياب عن القمة، وإنما في المواقف التي يتم التعبير عنها، والمواقف والخطوات التي تليها، وفي أي اتجاه تذهب.