خبر المحكمة الإسرائيلية العليا تصدر قرارها النهائي غدا ضد منع قائمتين عربيتين من خوض الانتخابات

الساعة 06:40 ص|21 يناير 2009

فلسطين اليوم-القدس

نظرت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس في طعن تقدمت به قائمتا «العربية الموحدة» و «التجمع الوطني الديموقراطي» في قرار لجنة الانتخابات المركزية منعهما من المشاركة في الانتخابات المقبلة الشهر المقبل، بداعي معارضتهما «الطابع اليهودي» لإسرائيل وتأييدهما الكفاح المسلح ضدها. ويتوقع أن تصدر المحكمة قرارها النهائي غدا.

 وانعقدت المحكمة بهيئة موسعة ولساعات طويلة وسط أجواء مشحونة نجمت عن مشادات كلامية على مرأى ومسمع ممثلي وسائل الإعلام، بين نواب من اليمين المتطرف الذين تقدموا بطلب الشطب، ونواب عرب من القائمتين. وقاد جوقة التحريض اليميني رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» المتطرف النائب أفيغدور ليبرمان الذي هاجم النواب العرب وعموم العرب في الداخل ووصفهم بأنهم معادون للدولة العبرية، مطالباً المحكمة بعدم التدخل بقرار لجنة الانتخابات المركزية شطب القائمتين العربيتين، وقال إنه «حان الوقت لربط المواطنة بالولاء للدولة».

 

وتحرش ليبرمان بالنائب طلب الصانع قائلا له: «أنت مخرب وتمثل المخربين... يجب وضع حد لوجود ممثلي الذراع السياسية لمنظمات الإرهاب في الكنيست».

وفي حديثه لممثلي وسائل الإعلام، هدد أنه في حال لم تقر المحكمة الشطب، فإن حزبه سيسعى إلى تشريع قانون واضح «يرسم الحدود بين الولاء وعدم الولاء للدولة، ويحتفظ بخيار سحب المواطنة من الذراع الإرهابية للمنظمات المتمثلة اليوم في الكنيست.

ورد النائب طلب الصانع على ليبرمان بالقول: «أنت محرض وتتغذى من سفك الدماء... أنت مهاجر جديد وحتى أنك لا تجيد التحدث باللغة العبرية، أما نحن فولدنا هنا... انصرف من هنا... إنك تبحث عن أصوات على ظهر الجمهور العربي».

وأضاف: «على المحكمة أن تبت اليوم إذا ما كانت إسرائيل دولة جميع مواطنيها أم دولة الليبرمانيين».

ودعا الصانع ومعه حركة «ميرتس» اليسارية، المستشار القضائي للحكومة إلى فتح تحقيق جنائي مع ليبرمان بداعي التحريض على قتل العرب.

نقاش ساخن داخل المحكمة وداخل المحكمة جرى نقاش طويل وعنيف احياناً بين محامي ليبرمان من جهة وبين مدير مركز «عدالة» المحامي حسن جبارين الذي مثل الحزبين العربيين. من جانبه، قدم المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز للمحكمة رده على طلب الشطب، وجاء مماثلا لرأيه الذي قدمه للجنة الانتخابات المركزية القائل إنه لا يرى سبباً حقيقياً لشطب القائمتين، وإن القرائن التي يعتمدها طلب الشطب ضعيفة جدا، وعليه طالب بإلغاء قرار اللجنة.

 ونوّه جبارين إلى أن السياسيين الذين دفعوا في اتجاه شطب القائمتين خلقوا جوا متطرفاً داخل لجنة الانتخابات حال دون إجراء نقاش جدي ومعمق وقانوني. وقال إن الأحزاب التي أيدت شطب القائمتين فعلت ذلك لكون الحزبين عربيين وفي ظل أجواء الحرب التحريضية. وردا على اتهام أحد القضاة رئيس كتلة «التجمع الوطني» النائب جمال زحالقة بأنه على اتصال يومي مع زعيم الحزب السابق الدكتور عزمي بشارة، ما يؤكد بنظره أن الحزب يتبنى أيديولوجية متطرفة، قال جبارين إن إسرائيل لم تعلن عن بشارة تنظيماً إرهابياً أو ممثلاً لدولة عدو «ولا مشكلة في أن علاقات شخصية تربط أعضاء الحزب بالدكتور بشارة».

يذكر أن دعاية ليبرمان الانتخابية تقوم على التحريض على عرب الداخل، وهي ما أكسبته بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة مقاعد برلمانية إضافية. وتوقع أحد الاستطلاعات أن يحظى حزب ليبرمان على 15 مقعداً (في مقابل 11 في الكنيست الحالي).

 واعتبر ليبرمان في حديث لصحيفة «هآرتس» أن العرب في الداخل يشكلون التهديد الاستراتيجي الثاني على إسرائيل، بعد الخطر الأول المتمثل بإيران.