محدث الحراك الجماهيري ضد الغلاء يتصاعد في غزة

الساعة 05:56 م|15 مارس 2019

فلسطين اليوم

تصاعد الحراك الجماهيري في قطاع غزة ضد سوء الأوضاع المعيشية الصعبة والغلاء لليوم الثاني على التوالي، في وقت أكدت فيه الفصائل على حق المتظاهرين بحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي، ورفض استخدام القوة ضد المحتجين.

وخرج بعد ظهر اليوم مئات المواطنين في عدة مناطق (دير البلح ورفح والشجاعية و جباليا) للشارع محتجين على الغلاء وسوء الأوضاع الاقتصادية، وحدثت اشتباكات مع الأجهزة الأمنية في غزة.

من جهتها عقبت حركة الجهاد الإسلامي أمس، على اعتداء الأجهزة الأمنية على الاحتجاجات في جباليا ودير البلح.

وقالت الحركة في بيان لها:" تابعنا بأسف الأحداث المؤسفة التي وقعت أثناء خروج عدد من المواطنين في جباليا ودير البلح في قطاع غزة احتجاجاً على تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية.

وأضافت الحركة في بيان لها، لقد ساءنا كثيراً تعامل الأجهزة الأمنية مع المتظاهرين واستخدامها القوة في فض هذه الفعاليات حيث واعتبرته مساساً بالحريات العامة وحق التظاهر السلمي كحق للمواطن في التعبير عن رايه.

واستنكرت وأدانت الحركة تعامل قوى الأمن مع هذا الحراك المطلبي، وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع من تم احتجازهم، وحماية الحريات، وفتح تحقيق فوري في أي مظلمة أو شكوى لمواطن تعرض للاعتداء.

وأكدت الحركة رفضها لأي استغلال سياسي لمطالب المتظاهرين، كما نرفض استخدام أوجاع الناس الاقتصادية وظروفهم المعيشية كوسيلة للضغط السياسي وتوظيفها لتعميق الانقسام وإعادة البلد إلى أجواء التوتر والصدام الأمر الذي يشغلنا عن مواجهة الاحتلال وعدوانه.

وشددت الحركة، على جميع الأطراف ألا تنسى أبداً أن المتسبب فيما وصلنا إليه من الحصار والتضييق هو الاحتلال الصهيوني الذي يحاصرنا ويمارس كل أشكال العدوان والجرائم بحقنا.

وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف العقوبات عن القطاع وإعادة الرواتب التي قطعت عن مستحقيها بغير وجه حق. مؤكدين على ضرورة الاستمرار في مساعي تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام واعتبار ذلك أولوية أساسية لتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز صمود المواطنين وحمايتهم.

بدورها، طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، بوقف أشكال قمع ومطاردة نشطاء "الحراك المدني". وأوضح بيان للجبهة الديمقراطية، أن الحراك المدني يسعى لإقامة حياة كريمة للفلسطينيين، وضد سياسة فرض الضرائب الجائرة، التي لا تأخذ بالاعتبار حصار القطاع والأوضاع المتردية التي يعانيها اقتصاده، وارتفاع نسبة البطالة، خاصة بين الشباب.

وأشار البيان إلى إجراءات السلطة الفلسطينية في رام الله وحرمان المواطنين من رواتبهم وحقوقهم المالية المشروعة.

وأضافت الجبهة "الشعب لا يحتاج لإذن من أحد كي يعبر عن مواقفه بكل حرية، فالشعب هو مرجعية كل القوى، وكل السلطات، وعلى الجميع احترام الشعب وإرادته، واحترام مشاعره وحقه في التعبير الحر والديمقراطي عن آرائه ومشاعره ومطالبه المحقة".

ودعت الجبهة الديمقراطية في بيانها، إلى إنهاء الانقسام الوطني واستعادة الوحدة الداخلية، ورفع العقوبات عن القطاع وتحمل المسؤولية الوطنية من أجل رفع الحصار نهائياً عن القطاع.

وأرسلت الجبهة الديمقراطية تحية إلى نشطاء الحراك في القطاع في جباليا والبريج والمنطقة الوسطى وخان يونس، وغيرها من المناطق.

وعقب القيادي في حركة حماس باسم نعيم على الاحتجاجات الشعبية ضد الغلاء في غزة بالقول:" يبدو أنّ البعض، ومَن ورائَهم، لم يَرُق له حالة الوحدة الوطنية التي كرستها مسيرات العودة، وإعادتها للبوصلة الوطنية في الاتجاه الصحيح نحو الاشتباك مع الاحتلال، أو أنّ مشروعه يسجل كل يوم فشلاً إستراتيجيا على مستو القضية الوطنية، فيسعى، مستغلاً الأوضاع الإنسانية الصعبة، للدفع بالأمور نحو مواجهة داخلية وحرف المسيرة. ونبشرهم أنّ هذا لن يحصل فشعبنا ومقاومته أوعى من مخططاتكم السوداء.

فيما أكد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس يحيى موسى، على حق الجميع في التعبير عن رأيه ويعتصم ويتظاهر سلمياً، ومن واجب الأجهزة الأمنية أن توفر الحماية والأمن له.

وتساءل النائب موسى في منشور على حسابه على الفيسبوك، ما هي مطالب هؤلاء المحتجين في الحالة الغزية؟ وهل يريدون إسقاط المقاومة؟، معرباً عن اعتقاده انهم لا يريدون اسقاط المقاومة لأن موضوع المقاومة إلى حد كبير محل توافق وطني واجماع شعبي.

كما تساءل هل المطلوب تنحي حماس عن إدارة غزة؟، نعم إنه مطلب قطاعات شعبية بعضها يحقد على حماس، وبعضها الآخر متضرر معيشيا من وجود حماس وحصار الاحتلال وعباس لها، وبعضهم قد يكون مؤمنا بمظلومية حماس ولكنه يعتقد بأن العالم لن يرفع الحصار ما دامت حماس تقود المشهد. وأضاف بغض النظر عن منطلقات كل فريق، فمطلبهم منطقي وهو في جانب كبير يتقاطع مع رغبة حماس التي عرضت مراراً وتكراراً على الجماعة الوطنية تشكيل قيادة جماعية لغزة ولكنهم في كل مرة يرفضون.

ودعا حماس إلى الخروج بمؤتمر صحفي تعلن استجابتها واستعدادها لتلبية رغبة الجماهير في التنحي عن إدارة الشأن العام وإعطاء مهلة شهر لتحقيق ذلك، وعلى الفصائل وقوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية أن تحدد الطريقة المناسبة لتسلمها الإدارات الحكومية.

وقال:" نحن لسنا في حاجة لمظاهرات ولا لتدخلات أمنية خشنة لقيادة الشعب الفلسطيني وإنما نحن خدم للشعب الفلسطيني البطل.

و في وقت لاحق من مساء اليوم الجمعة اعتقلت الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية بغزة الزميل الصحفي مطر الزق، الموظف في وكالة فلسطين اليوم الاخبارية.

و أفاد مراسلنا أن عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت الزق مع عدد من أفراد عائلته.

و أدانت وكالة فلسطين اليوم الاخبارية اعتقال الزق، مطالبة بالتدخل للافراج عنه.

من جهته أبدى منتدى الاعلاميين الفلسطينيين قلقه من الأحداث الأخيرة وما تخللها من اعتداء على بعض الزملاء الصحفيين بأشكال مختلفة، لاسيما في ظل الظرف الأمني الحساس الذي يمر به القطاع إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم، داعية لضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية فشعبنا الفلسطيني عامة واهلنا في غزة على وجه الخصوص لا يحتمل المزيد من المعاناة والعذابات والحذر من تأجيج نار الفتنة الداخلية.

و أكد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين موقفه المبدئي والثابت والواضح برفض المساس بالحريات الإعلامية، مطالباً المكتب الإعلامي الحكومي والأجهزة الأمنية بضرورة حماية الصحفيين، وعدم الزج بهم بأي شكل من الأشكال في أتون الخلافات الداخلية.

كما دعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين لإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين سواء في غزة أو الضفة الغربية على خلفية عملهم الصحفي، وضمان حرية العمل الصحفي والحقوقي والإنساني المكفولة بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية فضلاً عن المحلية والوطنية .

 

كلمات دلالية