خبر رقصة التانغو تحتاج الى اثنين .. يديعوت

الساعة 03:51 م|20 يناير 2009

بقلم: اشكول نافو

        (المضمون: يجب على اسرائيل ان تبادر بعد عمليتها في غزة الى محادثة كل الاطراف العربية بلا استثناء للتوصل الى اتفاق سلام -  المصدر).

        لا يوجد ما يشبه اجراء مفاوضة بغير حديث الى الطرف الثاني. فالامر جد سهل. لا تجب المصالحة، ولا يجب التنازل، ولا تجب مواجهة مطالب الاخر. فببساطة نعلن من طرف واحد اننا اتفقنا مع انفسنا وننفذ تفصيلات الاتفاق بالفعل. ويمكن ايضا ان نضيف "مذكرة التفاهمات" مع الامريكيين. لا يعني ذلك ان هذا يحل شيئا لكن "مذكرة التفاهمات" تبدو ممتازة وتصور تصوير رائعا.

        توجد مشكلة واحدة فقط هي انه لا قيمة حقيقية لـ "اتفاقات" الطرف الواحد هذه. فهي تستطيع في الاكثر ان تفضي الى مهلة موقوتة لسفك الدماء، لكن ليس لها فوق ذلك اي بقاء استراتيجي.

        الطريقة الوحيدة التي حلت بها صراعات عنيفة في التاريخ هي التفاوض المباشر بين اطراف النزاع حتى لو كان حساب الدماء بينهم طويلا. يمكن الحديث عن ايرلندا او الجزائر، لكن لماذا نذهب بعيدا؟ فقبل ثلاثين سنة وقع مناحيم بيغن، بعد مفاوضة مباشرة، اتفاق سلام مع مصر، التي قتل جنودها في الحروب المختلفة من الاسرائيليين اكثر مما نؤمل ان تقتل حماس في اي وقت. بعد ذلك بـ خمسة عشر سنة وقع اسحاق رابين اتفاق سلام مع الاردن.

        صحيح، كان انور السادات والملك حسين زعيمين مدهشين كبيرين، اوحيا بالصدق الشخصي. لكن الم يحن وقت ان نكف عن التبجح المستكبر الذي كاد ان يصبح ها هنا مبدئا يستطيع ان يملي من يكون شركاؤنا؟.

        اولا في اواخر الثمانينيات لم يكن يناسبنا محادثة منظمة التحرير الفلسطينية. انذاك حاولنا ان نقرر للفلسطينيين من هم ممثلوهم الشرعيون وان نحادث "منظمة التحرير الفلسطينية في الداخل". بيد انه تبين انذاك ان هذا التقسيم بين "الداخل" و "الخارج" موجود عندنا فقط. وانه لا يوجد اتفاق بغير عرفات، فحادثنا عرفات.

        بعد ذلك لم يلائمنا ان نحادث عرفات، ولم نفهم لماذا لا يستبدل الفلسطينيون به. وعندما مات وحل ابو مازن محله لم نجر مفاوضة مع ابي مازن في الانفصال لانه "زعيم ضعيف لا يقدم المطلوب" – انذاك انفصلنا عن غزة من طرف واحد بغير تفاوض وحصلنا على حماس التي قدمت من جهتها المطلوب اي الصواريخ على سديروت.

        مرة بعد اخرى تقع اسرائيل في شرك التصور المخطوء، الذي يقول انها تستطيع ان تقرر للطرف الثاني من يكون مممثلوه. لكن التجربة تدل على ان الوضع عكسي: فكلما ضيقت اسرائيل اكثر على زعيم عربي ما، زاد مقدار شرعيته عند ابناء شعبه.

        الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها اسرائيل الخروج من حصار الكراهية الذي دفعت اليه في الشرق الاوسط هي مفاوضة مباشرة لاعدائها. جميع اعدائها. بلا فرق دين وقومية وتعاطف. الان خاصة بعد ان اظهر الجيش الاسرائيلي بنجاح قدرته الى الردع، يحسن التعجيل بمفاوضة ابي مازن (الذي برهن في الشهر الاخير على انه قادر بيقين على تقديم المطلوب)، وبدء مفاوضة مباشرة لسورية والسعي الى حوار الجهات التي هي اشد سلامة عقل في حماس والا فاننا سنعيش على السيف ها هنا الى الابد.