بعد مرور عام على انطلاقها

"مسيرات العودة" أعادت القضية الفلسطينية لمكانتها

الساعة 05:47 م|14 مارس 2019

فلسطين اليوم

أجمع محللون سياسيون، بأن مسيرات العودة وكسر الحصار أعادت للقضية الفلسطينية مكانتها وهيبتها محلياً وعالمياً بعد مرور سنوات من اهمالها ومحاولة نسيانها أو طمسها بين القضايا الدولية والعربية.

وأكد المحللون في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" بأن أهم إنجازات مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت قبل عام بتاريخ (30/3/2018) أعادت القضية الفلسطينية على سلم أولويات واهتمامات دولٍ عربيةٍ وإسلاميةِ وعالمية بهدف محاولة إيجاد حلولٍ لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والتأكيد على عدم تفريط الشعب الفلسطيني بحقوقه التاريخية والتي من أهمها العودة إلى الأراضي المحتلة.

وأشار المحللون إلى أن القضية الفلسطينية كانت قضية هامشية مقابل طرح مواضيع عدة كأولوية للأنظمة العربية ومنها "التطبيع، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الدول العربية، ومحاولة اختراع عدو للعرب يتمثل بالخطر الإيراني كما تزعم بعض الأنظمة العربية، إضافة إلى اشعال صراعات في دول العالم لإشغال الرأي العام العالمي عن القضية الفلسطينية".

ويعتقد المحللون، أن كافة المحاولات لتهميش القضية الفلسطينية باءت بالفشل وذلك بعد إطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار التي أثرت بشكل كبير على سياسة الاحتلال الإسرائيلي خاصة في المحافل الدولية، وأعادت للقضية الفلسطينية هيبتها ومكانتها.

الكاتب والمحلل السياسي عامر عامر، أشار إلى أن العديد من الأطراف في المنطقة حاولوا طرح مواضيع بديلة عن الموضع الفلسطيني مثل تطبيع العلاقة مع "إسرائيل" وتصدير "إيران" كخطر أمني يهدد المنطقة، لافتاً إلى أن هذه المحاولات بعد مسيرات العودة قلبت الصورة تماماً وأكدت بأن الموضوع الفلسطيني لا يمكن تجاوزه أو اهماله مطلقاً.

وقال عامر في تصريح لفلسطين اليوم الإخبارية": "القضية الفلسطينية قلب الصراع في المنطقة وكل المحاولات التي تبذل لجعل العلاقة طبيعية بين إسرائيل وبعض الدول العربية تم تجميدها على الأقل في هذه المرحلة التي أكدت بان القضية الفلسطينية يجب أن تبقى على سلم أولويات العالم العربي والإسلامي.

وأضاف: "مسيرات العودة كان لها تأثير كبير في تحويل الاهتمام العربي والرأي العام العالمي من بحث قضايا ثانوية إلى بحث القضية المحورية في الوطن العربي والإسلامي".

وأشار إلى أن المحافظة على إنجازات مسيرات العودة وكسر الحصار يكون من خلال مواصلة انطلاق المسيرات حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها وأهمها كسر الحصار عن قطاع غزة.

ولفت إلى وجود حالة من التضامن الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية خاصة بعد مسيرات العودة وكسر الحصار، مبيناً بان مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على التفاعل العربي الكبير مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية في الصراع العربي الإسرائيلي.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، بأن مسيرات العودة وكسر الحصار أعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الطبيعية في ظل حالة النسيان التي سبقت المسيرة كما أنها شكلت رافعاً للقضية الفلسطينية بعد أن كانت في ذيل الاهتمام العربي والعالمي.

وقال الصواف في تصريح لـ"فلسطين اليوم": "إن شعبنا الفلسطيني أدرك بأن الأنظمة العربية لم تعد قادرة على دعم شعبنا وصموده، بل إنها تحاول التخلص من أعباء القضية الفلسطينية وإلقائها في حضن الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً بأن شعبنا يدرك تماماً بأنه الوحيد القادر على اشغال كل العالم في قضيته من خلال التأكيد على حق العودة وكسر الحصار.

وأضاف: "استمرار مسيرات العودة يُشكل عنصراً مهماً لابد من الحفاظ عليها، والابداع في استخدام أدوات جديدة في عامها الثاني حتى تحقق الأهداف التي انطلقت من أجلها.

وعن أهم إنجازات مسيرة العودة بعد مرور العام الأول من انطلاقتها قال: "إعادة القضية الفلسطينية على سلم الأولويات والاهتمام العربي والعالمي، إضافة إلى تشكيل الوحدة الوطنية على الأرض مما يؤكد على إمكانية التوحد لتحقيق هدف محدد في مواجهة الاحتلال، كما أن اهم عنصر من عناصر مسيرات العودة هو تشكيل غرفة عمليات موحدة للمقاومة وأنها وحدت القرار في الرد العسكري على جرائم الاحتلال.

وأشار إلى أن من إنجازاتها إجبار الاحتلال الإسرائيلي على كسر ولو جزء بسيط من الحصار الإسرائيلي المتغطرس، فلولا مسيرات العودة لكان تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع القضية الفلسطينية مختلفاً.

من جهته أكد الخبير الإعلامي الدكتور نشأت الأقطش، أن مكانة القضية الفلسطينية دائماً موجودة في قلب الشعوب العربية، لكنها لم تكن في يوم من الأيام ضمن اهتمامات الأنظمة العربية.

وقال الأقطش في تصريح لـ"فلسطين اليوم": الذي يُعيد مكانة القضية الفلسطينية وأهميتها بين القضايا العالمية الكبرى هم أهلها وأصحاب القضية، فلا يمكن التعويل على الأنظمة العربية لرفع مكانة القضية الفلسطينية وانهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة".

وأوضح، أن المقدسيين هم من أعادوا للقدس وللمسجد الأقصى هيبته وأهميته في العالم العربي وذلك عن طريق صمودهم الأسطوري أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن انهاء الحصار عن غزة لا يمكن أن يتم إلا بصمود ومواصلة أهالها في تحقيق أهدافهم.

ولفت إلى أن "إسرائيل" لا تريد لمسيرة العودة أن تستمر، قائلاً: "ستضغط بكل ما تملك من أوراق قوة لتخفيض سقف التوقعات لدى حماس بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام.

وبين أن إسرائيل تريد من أهالي قطاع غزة فقط التفكير بالحياة (كيف نعيش؟) وأن يبقي التفكير بالدولة والقدس وكسر الحصار مجرد حلم، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة لرفع مكانة القضية الفلسطينية تكون بصمود أهلها وإبداعهم في مواجهة الاحتلال.

الاعلان عن المسيرة المليونية

الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، أعلنت أن يوم الثلاثين من آذار القادم، سيكون مليونية فلسطينية غير مسبوقة، وذلك بالتزامن مع مرور سنة على مسيرات العودة.

وقالت الهيئة في مؤتمرٍ سابقٍ لها إنّها لن تتراجع عن المسيرات البرية والبحرية، حتى تحقيق أهدافها، مشددة على أن مسيرات العودة، هي حراك سلمي يخوضه الشعب الفلسطيني لانتزاع حقوقه.

ويُصادف يوم الثلاثين من آذار المقبل، الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، وذكرى يوم الأرض، حيث شارك الفلسطينيون في غزة بـ50 جمعة على التوالي حتى اليوم، حيث ارتقى قرابة الثلاثمائة شهيد، وآلاف الجرحى منذ انطلاقها.

كلمات دلالية