خبر الرئيس اليمني يغادر القمة قبل انتهائها وسط حديث عن استيائه من تعاطي القادة مع أحداث غزة

الساعة 03:26 م|20 يناير 2009

فلسطين اليوم - دمشق

عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى صنعاء صباح اليوم الثلاثاء (20/1) قبل الانتهاء من أعمال القمة العربية في الكويت، الأمر الذي أثار لغطا في أوساط السياسية اليمنية حول أسباب العودة المبكرة.

 

وأرجع بعض المراقبين ذلك إلى شعور بالاستياء من تعاطي بعض القادة العرب من الجريمة الصهيونية في قطاع غزة، وذهب آخرون إلى أن الرئيس صالح لم يجد اهتماما لائقا لمبادرته التي قدمها إلى القمة، ونشرت وكالة قدس برس بعض ملامحها.

 

وحصلت وكالة "قدس برس" على نص كلمة الرئيس صالح التي ألقاها خلال الجلسة المغلقة التي عقدها القادة العرب مساء أمس بالكويت، إذ قال فيها "أخي العزيز سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة الأخوة القادة، كان بودي أن القي خطاباً حول المستجدات الراهنة في الساحة العربية وعلى وجه الخصوص ما حدث في غزة، ولكنني سأكتفي بكلمة أخي خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها هذا الصباح وكانت شافية وكافية وأثمن تثميناً عالياً مؤتمر شرم الشيخ ومؤتمر الدوحة ومؤتمر الرياض والتي وضعت أساساً بنجاح هذه القمة، ولكن يبقى السؤال ماذا أذا لم تلتزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وما سوف يصدر عن قمتنا هذه، فلقد تحدث الكثير من الأشقاء، ولكن هل سنكتفي بالشجب والإدانة حول ما ارتكبه الكيان الصهيوني ضد الأطفال والشيوخ والنساء في غزة هل سنفعل اتفاقية للدفاع العربي المشترك وهذا أقل ما يمكن القيام به، لأن قرارات الشجب والإدانة وتسجيل المواقف قد تعود على الشعب العربي، فهل نشعر جمعياً بأن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من أمتنا العربية والتي تمتلك ثروة بشرية وحالة هائلة، وحصلت تنازلات سابقة مع إسرائيل في عام 2006 في جنوب لبنان وهذه القوة التي تقول أنها لا تقهر قهرت على أيدي المقاومة في جنوب لبنان وخلال 22 يوما من الحلف الصهيوني قهر أيضاً على أيدي المقاومة الفلسطينية".

 

وأضاف الرئيس اليمني "أنا أقدّر تقديرا عاليا مواقفنا كقادة للأمة العربية ولكننا نشعر بالخجل أمام أطفالنا ونساءنا وشيوخنا عندما نرى أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة تتمزق نحن لسنا دعاة حرب ولا نريد الحرب ولكن كيف يمكننا أن نواجه هذا الحلف الصهيوني الذي لا يقدر مشاعر الأمة العربية، نحن قدمنا مبادرة للسلام في بيروت وقبل أن يجف حبرها أرتكب الكيان الصهيوني تلك الجريمة في جنين، نعم نحن نؤيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته إلى أن نضعها على الطاولة ولكن ليس إلى ما لانهاية، ولكن هل سوف نستخدمها؟ وهل يتم توظيف علاقاتنا مع أصدقاءنا في العالم وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي هناك عدة محطات كيف نوظفها عندما تكون هناك النوايا الصادقة وليس هنا قائد عربي إلا ولديه علاقات خاصة مع أمريكا ومع الاتحاد الأوربي، نريد توظيفها لمصلحة الأمة ولا نريد أن نعلن الحرب ولكن نريد أن تكون هناك قرارات فعالة من مجلس الأمن من أجل إنها العدوان وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الشامل والفوري من غزة وإنهاء الحصار وفتح المعابر ومحاكمة القيادات الإسرائيلية المسؤولة عن ارتكاب المجازر أمام القضاء الدولي كما حدث لمجرمي الحرب في صربيا، لأنه لماذا يتم الكيل بمكيالين ومعاير مختلفة من قبل الأسرة الدولية، ولماذا هذه الغطرسة الصهيونية، ماذا كانت مجموعة من المقاومة في غزة أوفي جنوب لبنان قد واجهوا هذه القوة المتغطرسة فكيف الحال إذا كانت المواجهة من الأمة العربية كلها التي تمتلك الإمكانات الهائلة وتمتلك الأسلحة والآليات والمعدات والثروة والبشر فلماذا لا نوظفها التوظيف الصحيح".

 

وتساءل "لماذا لا ندير ظهورنا لهذا الكيان ومن يتعامل معه أن الإنسان يعيش الحياة بكرامة مرفوعة وينبغي أن لا ينحني سوى للخالق عز وجل وليس لأحد من البشر".

 

واستطرد الرئيس اليمني في كلمته "هناك ثقافة إسرائيلية عدوانية واضحة ضد العالم العربي والإسلامي، ثقافة نشرتها الصهاينة وأطفالهم منذ الحضانة ثقافة الحقد والكراهية للعرب والمسلمين، وأكبر دليل على ذلك ما شاهدتموه عبر التلفاز من محرقة صهيونية في غزة، قنوات الجزيرة والعربية وروسيا اليوم وغيرها مشكورة نقلت لنا وبالصورة الحسية ما جرى في غزة أولا بأول وأثارت مشاعر الرأي العام في وطننا العربي والإسلامي وفي العالم وخرج العالم يعبر عن إدانته لما جرى، ولكن ما هو الواجب علينا أنا لست بخطيب ولكنني أتحدث في هذه الجلسة المغلقة مع أشقائي بصراحة".

 

وقال "نحن نثمن صمود أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولكن لا يجوز أن نقول لهم إننا سنضحي حتى أخر طفل أو شيخ أو امرأة منكم أو نقول لهم ضحوا ونحن من ورائكم، نحن كدول عربية لنا حدود مع إسرائيل ولا نقول إننا ننهي الاتفاقيات والمعاهدات، ولكن يجب أن نوظفها لمصلحة الشعب الفلسطيني وكف الأذى عنه وأن نضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لممارسة الضغط على إسرائيل لمنع عدوانها، نحن أبرمنا اتفاقيات من اجل السلام ولكن السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن على من نضحك؟ وإلى متى ستظل إسرائيل تعربد وتواصل عدوانها ونحن متفرجون؟، ولماذا إذن ذلك السلاح؟ هل للعروض العسكرية أم لكي يبقي في المعسكرات ونقاتل بآخر طفل وشيخ وامرأة في غزة".

 

وتطرق الرئيس صالح إلى تناول بعض وسائل الإعلام العربي من أحداث غزة وقال "لنتحدث بوضوح وشفافية، الإعلام العربي جيد ولكنه في بعض الأحيان يروج للكيان الصهيوني وحتى وإن جاء نسبة ما يروج هذا الكيان بنسبة 5 في المائة وأقل فإن هذه النسبة تضر الصهاينة، هم يرسمون ويخططون لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم ويرتبون أوضاعهم والصورة التي حاولت إسرائيل تصديرها عبر بعض الشاشات والمحطات الغربية هي الترويج وبشكل هائل للصاروخ الفلسطيني وكأنه إرهاب وتغفل ما يتعرض له الأطفال والنساء والشيوخ من إرهاب دولة وحرب إبادة".

 

وحول توظيف العلاقات قال "نحن لدينا علاقات جيدة مع الآخرين، وعلينا أن نوظفها توظيفا جيدا لمصلحة الأمة ما لم فلندر ظهورنا لهذه الدول التي لا تعيرنا اهتماما، وأتمنى أن تكون هذه القمة هي قمة المصارحة والمصالحة والتضامن وأن لا نطبطب على ظهور بعضنا وفي القلوب ما فيها. وأكرر بأن ما تحدث به أخي خادم الحرمين الشريفين يمثل وثيقة ومرتكز هام لتحقيق التضامن وكذلك ما جاء في قرارات مهمة قمة الدوحة ولكن لا يفهم أن مبادرة السلام تظل على طول المدى دون أن يستجاب لها ولكن وكما قال الملك عبد الله علينا أن نطرحها على الطاولة ولكن ليست في الأوقات ودون استجابة، شكرا لكم".