خبر عريب الرنتاوي: نريد أن نصدق أن المصالحة العربية « ليست مجرد تبويس لحى »

الساعة 08:49 ص|20 يناير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

شكك كاتب وإعلامي أردني، في قوة التأثير المتوقعة للمصالحة العربية التي أعلن عنها في افتتاح القمة الاقتصادية في دولة الكويت أمس الاثنين، بين القادة العرب، الذين تباينوا في مواقفهم تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

وقال عريب الرنتاوي، في مقاله اليومي بصحيفة /الدستور/ الأردنية، الثلاثاء  "نريد أن نصدق بأن ما جرى في قمة الكويت، هو مصالحة عربية حقيقية، لا مجرد مصافحات وتبويس لحى على الطريقة العربية المعتادة".

 

وشكك الرنتاوي، مقالته واسعة الانتشار، بعمق تلك المصالحة حينما قال "و نريد أن نصدق بأن ساعة واحدة قضاها الأخوة الأعداء مع بعضهم البعض (على هامش المؤتمر)، كانت كافية لغسيل القلوب وتفتيح الصدور وإعمال العقول، بحثا وتمحيصا ومراجعة لأرشيف الخلافات العربية وموضوعاتها، ولملامح استراتيجية النهوض في المرحلة المقبلة في مجابهة الأخطار الكامنة في سلوك وممارسة وسياسة العصابة المجرمة" وفق تعبيره.

 

واعتبر الرنتاوي، أن دماء الأطفال والضحايا في غزة، هي التي أجبرت الزعماء العرب، على بث مواقف مختلفة عن تلك المواقف التي اعتادوا عليها، وقال بالصدد هذا "طوبى لك يا غزة، إذ جعلت من عظام أطفالك جسرا يعبره الملوك والرؤساء والأمراء صوب وحدتهم وتضامنهم. المجد لك يا غزة، وأنت تذرفين من الدم والدموع أنهارا تغسل عار الهوان والتخاذل، وتثير الحمية في الشرايين المتيبسة وتعيد بعض الدماء الدافقة إلى الوجوه التي فقدت ملامحها".

 

وشدد على أنه "لم تكن المصالحات في الكويت ممكنة لولا هذا الصمود الباسل لغزة العزة. ولم تكن أحاديث التضامن والمقاومة وتعدد الخيارات متاحة لولا هذه البسالة منقطعة النظير التي تميز بها أهل غزة".

 

وأكد الرنتاوي، على أن أهل غزة والشعوب العربية، لن يراهنوا كثيرا على تلك المصالحات "وسننتظر حتى نرى رؤيا العين، ونلمس لمس اليد، مواقف هؤلاء (الزعماء) وسلوكهم وأموالهم التي تبرعوا بها، فكم من مرة تبرعوا أمام الكاميرات، وظلت الأموال في الوسائد تحت رؤوسهم. وكم من مرة تنافحوا نصرة لفلسطين، وفلسطين تتنقل ... من مجزرة إلى أخرى ومن كارثة إلى كارثة. سننتظر لنرى سلوكا مغاير قبل أن نمنحهم حسن السلوك".