ذويهم ناشدوا الرئيس السيسي

"مفقودي 6/9".. مسلسل الحزن الذي لم ينته بعد!

الساعة 06:09 م|04 مارس 2019

فلسطين اليوم

لم تنته حلقات مسلسل "مفقودي سفينة 6/9" حتى يومنا الحاضر، فمنذ عام 2015 بدأ سيناريو الألم والوجع ينخر قلوب أهالي المفقودين من سكان قطاع غزة، فالدموع التي يذرفونها في كل يوم تكفي لتجدد معاناتهم وتُعلقهم بأمل الإفراج عنهم من السجون المصرية.

فبالكاد يتمالك أهالي المفقودين دموعهم عند الحديث عن أبنائهم، فمنهم من فقدت ابنها وزوجها، وأخرى فقدت العديد من أبنائها، وما بين ذاك وذاك تلامس كمية القهر والمعاناة التي يعايشها أهالي المفقودين في كل ليلة، ناهيك عن أوضاعهم النفسية والمادية بعد فقدانهم من يعيلهم.

خمس سنوات مرت على "مفقودي 6/9" بعد تعرض (450) مهاجرًا للغرق في عرض مياه البحر المتوسط في السادس من سبتمبر عام 2014 كانوا على متن سفينة، بينهم نحو (200) فلسطينيًا، ومعظمهم من سكان قطاع غزة، أثناء هجرتهم للعمل في أوروبا.

واعتصم العشرات من أهالي المفقودين في سفينة المهاجرين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، أمام مقر الجالية المصرية غرب مدينة غزة؛ للمطالبة بإنهاء معاناة أبنائهم الذين فقدوا في "سفينة الإسكندرية" عام 2014م.

ورفع المشاركون في الاعتصام الأعلام الفلسطينية وصور أبنائهم، ولافتات تطالب بالإفراج عنهم، وسط هتافات منها: "يا أهالي المفقودين الكم رب العالمين"، و"من رفح للمينا بدنا أخبار السفينة"، و"يا حكام المصريين بدنا ولادنا المفقودين".

المفقود ياسر أبو عابد ذرفت ابنته هديل دموعها قبل تبدأ بالحديث إلى مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، قائلة: "بدنا حدا يحس فينا، نريد أن نعرف مصير المفقودين يكفي 5 سنوات تعبنا".

وأضافت هديل، أنها تحلم في منامها بأن والدها يقول لها: "أنا بخير هديل، أنا بخير وراجع"، مشيرة إلى أنها تحلم بوالدها في كل ليلة، متمنية أن يتم الكشف عن مصير المفقودين في سفينة 6/9 ليعودوا إلى أهالي بخير.

وناشدت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس وحكومة الحمد الله بضرورة الضغط على الجهات المعنية للكشف عن مصير المفقودين.

ومن بين المشاركين في الاعتصام، والدة أحد المفقودين من عائلة "بكر" التي فقدت 26 شخصًا من أبنائها، تقول لـ"فلسطين اليوم": " ابني جاء بعد 10 بنات، خرج في أعقاب تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وتوجه إلى مصر ومنها عبر البحر المتوسط، ولا نعلم عنه شيئًا".

وتضيف لـ"فلسطين اليوم": " احنا ميتين من 5 سنوات، كما أن أبناء أخي وابنته الحامل 8 شهور حينها مفقودة حتى اللحظة، ولا نعلم عنهم شيئا"، مبينة أن وصلتهم معلومات تؤكد أنهم معتقلين داخل السجون المصرية.

وطالبت رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومته رامي الحمد الله، بالتدخل في قضيتهم الإنسانية والضغط على السلطات المصرية للإفراج عن أبنائهم المفقودين.

أما والدة المفقود سعيد عوض أبو رضوان، فأكدت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ابنها ليس إرهابيًا، مشيرة إلى أنه سافر طلبًا للعمل على إعالة أسرته بغزة، مناشدة الجهات المعنية بإخراج المعتقلين الذين فقدوا في 6/9 أسوة بإخوانهم الذين أفرج عنهم قبل أيام.

بدوره، أكد سمير عصفور منسّق لجنة المفقودين أن الاعتصام يهدف إلى توجيه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإيعاز والإفراج عن المفقودين المعتقلين في السجون المصرية، مشيرًا إلى أن اللجنة لديها أدلة دامغة وموثقة من المخابرات المصرية بأن مفقودي سفينة 6/9 على قيد الحياة.

 وطالب عصفور، رئيس السلطة محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإفراج عن أبنائهم المعتقلين في السجون المصرية.

وخلال السنوات الأخيرة تمكن آلاف الغزيين من مغادرة القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الثاني عشر على التوالي، بحثاً عن فرص عمل أو لإتمام الدراسة الجامعية، بالإضافة للهجرة لبعض الدول الأوروبية، في ظل انسداد أفق الحياة وانعدام الأمل بالنسبة لهؤلاء.

وقبل أيام أفرجت السلطات المصرية عن المختطفين الأربعة المحسوبين على كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، بالإضافة إلى 4 مواطنين غزيين كانوا محتجزين في مصر منذ أعوام في أعقاب زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للقاهرة

كلمات دلالية