خبر مرهج : المصالحة السورية ـ السعودية تطور إيجابي يجب تحصينه

الساعة 05:32 م|19 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

أشاد وزير لبناني سابق بالخطوة السعودية للمصالحة مع سورية واعتبرها ثمرة مباشرة لصمود مقاومة أهل غزة على أرض الميدان، وأكد أن مجازر إسرائيل في غزة وصمود المقاومة قد أوجد خطابا سياسيا عربيا مختلفا تماما عما قبل حرب غزة اقتربت بموجبه دول الاعتدال من خطاب المقاومة.

 

ووصف وزير الداخلية اللبناني السابق بشارة مرهج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" المصالحة السورية ـ السعودية التي جرت اليوم في الكويت بأنها "تطور إيجابي ونتيجة مباشرة لعمل المقاومة على الأرض"، وقال: "المصالحات العربية في قمة الدوحة تطور مهم وهي تعبر عن الانتصار الذي حققته المقاومة وأهل غزة في الميدان، حيث تبين أن إسرائيل قد خسرت سواء على المستوى السياسي أو الأخلاقي أو العسكري حتى، فقد ترسخت جذور المقاومة على الأرض وأصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، وهذه الحقائق انعكست اليوم على القمة مثلما كانت موجودة على المستوى الشعبي العربي ، وبالتالي فما جرى في القمة لا يمكن فصله عما جرى على أرض الميدان في غزة".

 

ودعا مرهج إلى تحصين هذا التطور الإيجابي في العلاقات العربية ـ العربية بما يخدم ترسيخ المقاومة ودعم توجهاتها، وقال: "لا يمكن اعتبار ما جرى اليوم إيجابيا بالمطلق، ولكنه تطور يجب تحصينه والعناية به وتعبئة مضمونه بالروح التي مثلتها غزة سواء من خلال الاعتراف بالمقاومة وحقها في السلاح وتمثيلها لشعبها، أو بالنسبة لإدانة إسرائيل وبالتالي تغيير السياسات العربية الرسمية باتجاه هذه الحقائق الجديدة، وهذا يتطلب مراجعة كل الخطوات العربية السابقة واتخاذ مواقف أكثر تعبيرا عن إرادة الجماهير العربية والتخلي عن هذا التراخي حيال إسرائيل وسياساتها العدوانية ضد الشعوب العربية".

 

واستبعد بشارة مرهج أن تكون المصالحة السعودية ـ السورية على حساب علاقات سورية بإيران أو بفصائل المقاومة، وقال: "الموقف السوري موقف قوي، وقد كان الرئيس الأسد واضحا عندما قال بأن علاقة بلاده مع إيران لا تمنع علاقة عمل إيجابية مع واشنطن وأن العلاقة مع "حماس" وحزب الله لا يمكنها أن تكون حجر عثرة في العلاقات الإيجابية مع السعودية، ولذلك أعتقد أنه من غير الوارد أن تغير سورية علاقاتها أو تحالفاتها بناء على هذا التطور".

 

وعما إذا كان يعني بذلك أن قوى الاعتدال العربي قد اقتربت من خط الممانعة، قال مرهج: "غزة غيرت الكثير من الأوضاع العربية، وما بعد حرب غزة مختلف تماما عما قبلها، فلم يعد باستطاعة أحد أن يتجاهل ما جرى في غزة، ولم يعد أحد باستطاعته أن يبرئ إسرائيل من المسؤولية كما جرى في بداية الحرب أو في حرب 2006، وتحميل إسرائيل مسؤولية الحرب معناه أن الدول العربية جميعا بدأت تقترب من محور المقاومة"، على حد تعبيره.