خبر ترومان ام مارشال.. هآرتس

الساعة 11:49 ص|19 يناير 2009

بقلم: عكيفا الدار

في اذار 1948، اعلم وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان بأنه لن يصوت من اجله لانه ايد اقامة دولة اسرائيل. مارشال ادعى ان ذلك يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة واتهم ترومان باخذ الاعتبارات الانتخابية في قراره هذا، اي المال والصوت اليهودي. مارشال لم يكن دقيقا فيما قاله:- كارثة يهود اوروبا اثرت هي الاخرى على تأييد ترومان لاقامة الدولة اليهودية. في تلك الايام كانت امكانية دخول اسود الى البيت الابيض ضربا من الخيال.

اليوم يتمتع براك اوباما بصوت ومال (80%) من اليهود رغم ان منافسه جون ماكين تفوق عليه في دعم دولة اليهود. الاسرائيليون كانوا من بين القلائل في العالم الذين يتمنون فوز المرشح الجمهوري. بامكان الرئيس الجديد ان يسمح لنفسه بقياس "العلاقات المتميزة" مع اسرائيل بالاساس وفقا للقيم المشتركة بينها وبين الولايات المتحدة، واسهامها في المصالح الامريكية.

اية قيمة مشتركة وجدها الليبرالي الامريكي الذي شاهد القصف الاسرائيلي في الايام الاخيرة للمراكز والتجمعات السكانية الاكثر اكتظاكا في العالم؟ هل يمكن ان نتوقع تأثر اوباما بذكرى المحرقة النازية في موقفه من اسرائيل؟ عضو برلمان يهودي في بريطانيا قال في الاسبوع الماضي ان جدته لم تقتل على يد النازيين حتى توفر ذريعة للجنود الاسرائيليين لقتل الجدات الفلسطينيات في غزة. الناطق بلسان القنصلية الاسرائيلية في نيويورك تفاخر بمشاركة الحشود في مظاهرة التضامن مع اطفال سديروت، هو لم يتطرق لجموع اليهود الذين لا يعرفون ماذا يفعلون بالخزي الذي يشعرون به وهم يشاهدون الرجال الفلسطينيون وهم يبكون بحرقة على فقدان اسرهم تحت انقاض منازلهم.

متحدثون اسرائيليون يحاولون مواجهة معضلة القيم من خلال القول:- "هل كانت الولايات المتحدة ستضبط نفسها ازاء قيام المكسيك باطلاق الصواريخ على اراضيها السيادية"؟. من الصعب تصديق تأثير مثل هذا الادعاء على انسان ذكي مثل اوباما. مكسيكو ليست خاضعة لحصار جوي وبحري امريكي وهي لا تعتبر في نظر القانون الدولي ارضا محتلة. الجيش الامريكي والمستوطنون الامريكيون لا يسيطرون منذ (41) عاما على اي جزء من الاراضي المكسيكية (الولايات المتحدة كفيلة لاتفاق اوسلو الذي ينص على كون غزة والضفة كيانا واحدا).

خدمة اسرائيل للمصالح الامريكية التي هي العامل الثاني في "العلاقات المميزة"، بين الطرفين اصبحت منذ سنوات في دائرة الشك، في كل مرة يقتل فيها اليهود العرب في المناطق يقوم الاردنيون والمصريون بحرق الاعلام الامريكية. امريكا تدبرت امرها  في الحربين اللتين خاضتهما في العراق وافغانستان، (اولمم تدبر امرها) من دون مساعدة اسرائيل، بل وشكرتها لانها جلست جانبا. الخوف من اللوبي الاسرائيلي يضطر الادارة الامريكية والكونغرس احيانا لتطوير سياستها نحو اسرائيل بصورة مخالفة للمصالح الامريكية. ليس هناك مثال افضل من صمت الادارتين الاخيرتين على توسيع المستوطنات بصورة مخالفة تماما لعملية اوسلو وخريطة الطريق وانابوليس.

امام اوباما خياران:- الاول ترك الاسرائيليين ينزفون ويمارسون القتل طوال الطريق نحو دولة التفرقة العنصرية المارقة، ومشاهدة اسرائيل وهي تحدق السلام في الشرق الاوسط بالخطر وتلحق الضرر بمصالح امريكا كما توقع جورج مارشال. اما الخيار الثاني فهو الوقوف الى جانب اسرائيل في كفاحها من اجل السلام والحفاظ على صورتها اليهودية والاخلاقية على طريق قبولها في المنطقة كما تقترح الدول العربية كلها – اي استكمال مهمة ترومان.