خبر المنتصر الاكبر: مصر.. « اسرائيل اليوم »

الساعة 11:45 ص|19 يناير 2009

بقلم: بوعز بسموت

في شرم الشيخ اقيمت امس دولة المعتدلين. بعد اقل من 24 ساعة من انهاء حملة "رصاص مصهور" تنافست اسرائيل ومصر على لقب المنتصر الاكبر. اذا تجاهلنا عدد الاقتباسات المصرية لاغراض داخلية في اثناء الحملة، فليس للقدس مشكلة في ان تمنح القاهرة مكان الصدارة.

خمس نقاط مثيرة للاهتمام تعلمناه امس من زيارة الضيوف الاوروبيين الى القدس، ومن قمة شرم الشيخ.

 1. العالم يواصل كونه منقسم الى معسكر معتدل ومعسكر متطرف. يوم الجمعة في الدوحة عاصمة قطر لعب دور النجم ابطال محور الشرق، احمد نجادي، خالد مشعل، وبشار الاسد حين كرروا انشودتهم المعروفة. امس في شرم الشيخ الى جانب مبارك وصل الملك الاردني. حتى السعودية كانت دون ان تكون. اوروبا، برئاسة ساركوزي (حتى وان لم يعرض الرئيس الدوري للاتحاد)، جاء ليقول "شبو" (انزلوا قبعتي). موريتانيا وقطر بالمناسبة، فقدهم المعسكر المعتدل في الدوحة. في الشرق الاوسط لم يبلغ عن هزة ارضية.

2. من راهن على ان عملية عسكرية لاسرائيل في غزة سيجعلها منبوذة، لا نوصيه بان يعبىء ورقة نصيب هذا الاسبوع. بين ستة الزعماء الذين زارونا امس كان ايضا رئيس حكومة اسبانيا خوسيه لويس سباترو. الود الذي يكنه لاسرائيل زعماء المانيا، فرنسا، بريطانيا، وتشيكيا – معروف. ومثلما في سباق تور دي فرانس، فان الراكب السادس، سباترو، انجرف مع الجماعة.

3. تركيا لم تكن امس في القدس. ولكنها كانت في سيناء. سعت الى ان تنزل عن الشجرة، وعليه فان رئيسها غول كان في مصر. لو كانت تركيا جاءت الينا ايضا لكان ينبغي لها ان تقفز عن الشجرة، وهذا اصعب قليلا من المسافة التي تسلق اليها اردوغان. تركيا تعرف اين توجد الزبدة. مع كل الاحترام للتواصل مع طهران، من المجدي اكثر ان تكون في الشرم على ان تكون في الدوحة. انقرة ربما نقلت ايضا رسالة الى اوروبا بانه من المجدي التفكير مرتين قبل ان يغلقوا في وجهها باب الاتحاد.

4. عندما تبث لحماس بان "رب البيت جن جنونه" وللعالم بان "الوضع تحت السيطرة"، فانك تنهي الحملة بوليمة عشاء احتفالية. صحيح ان حماس قادرة على ان تواصل اطلاق الصواريخ، ولكن اسرة الشعوب تعدنا بالمظلة. ولكن حتى ساركوزي يعرف، مثلما قال بونابارت ، انه "اذا كنت تريد ان يفعل احد ما ينبغي – افعله انت بنفسك". فما الضير في دعم اوروبي – مصري حين يكررون ويقولون لنا ان "وقف النار هش"؟

5. اوروبا شعرت امس بانها هامة اكثر من اي وقت مضى. نقلت رسائل في موضوع التهدئة، وقف اطلاق نار الصواريخ نحو اسرائيل، منع التهريب، فتح المعابر، وبدء المفاوضات الجدية حتى الاتفاق النهائي. ولكن في طاولة الشطرنج الدولية امس لعبوا دون ملك. الرئيس المنتخب للولايات المتحدة سيدخل غدا الى الساحة. اوباما يتحدث عن اسلوب جديد ومناهج جديدة في الشرق الاوسط، ولكن القمة في الدوحة وتلك في شرم الشيخ ربما سعتا لان تذكره بان في منطقتنا يدور الحديث بالاجمال عن ذات الادوات القديمة.