خبر عماد السموني: الإسرائيليون سكبوا الوقود على جسمي وهددوني بإشعال النار

الساعة 06:43 ص|19 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

أن تسمع عن مجرزة فقلبك يعتصر ألماً، أما أن تعيشها وترى بنفسك طرق الإعدام التي نفذها الجيش الإسرائيلي بحق أشقائك وأهلك، وتنجو أنت من الموت فتلك مشاعر، يصعب وصفها والتعبير عنها. وهنا نتحدث عن عائلة السموني من حي الزيتون شرق مدينة غزة، الذي كانت مسرحا للعدوان الاسرائيلي على مدى أسابيعه الثلاثة. ويعيش العشرات ان لم يكن المئات من افراد هذه العائلة في نحو خمسة عشر منزلاً متجاورا في منطقة شرق الزيتون تحمل اسم العائلة «السموني». وقد ارتكب الجيش الاسرائيلي مجازر عديدة الاطفال والشيوخ والنساء، وحتى مدارس وكالة غوث اللاجئين «انروا» في قطاع غزة، لكن ما حال بهذه العائلة كان الافظع. فهذه العائلة تكبدت عددا كبيرا من القتلى عرف منهم نحو 21 وأصيب العشرات من افرادها، بعضهم رمياً بالرصاص على ايدي الجنود الاسرائيليين، اثناء توغلهم في المنطقة واقتحامهم لمنازل العائلة، وبعضهم بفعل قذائف وصواريخ الدبابات والطائرات الإسرائيلية، وبقي العديد من أفراد العائلة تحت انقاض منازلهم لمدة تزيد عن الخمسة أيام، بعد أن دمرت فوق رؤوسهم. وروى عماد السموني، 35 عاماً، الذي نجا بأعجوبة من الإعدام على ايدي الجنود الاسرائيليين، بعد أن اعتقلوه في منزله لمدة ثلاثة أيام، هو وابن شقيقته الذي أصيب برصاصة إسرائيلية، لـ«الشرق الأوسط»، ما شاهده جرائم وفظاعات. وقال عماد السموني «بعد أن قتل جنود الاحتلال» من قتلوا وأصابوا ما أصابوا من أفراد عائلتي، اقتحموا المنزل وسط إطلاق نار كثيف، الأمر الذي أدى الى إصابة ابن شقيقتي طارق بقدمه. وبعدها قاموا بحجزنا داخل المنزل». وأضاف «بعد ذلك وضعوا غطاء على رأسي وسكبوا الوقود (السولار) علي، فطلبت بصوت عالٍ من الجنود أن يعدموني بالرصاص، فردوا علي بأن اخرس، ولا اتكلم وإلا أشعلنا فيك النار». وتابع القول «حينها شعرت بأن الموت ينتظرني لحظة بلحظة، وارتجفت كثيراً وارتعدت مفاصلي، ودعوت الله كثيراً، واخذت انطق بالشهادتين».

وحسب قوله فإنه سمع جنود الاحتلال يتحدثون لبعضهم بأن خمسة جنود أصيبوا في المنزل برصاص المقاومين الفلسطينيين، عندها طلب الضابط منهم قتل خمسين طفلاً مقابل المصابين الخمسة من جنوده.

بعدها «طلبوا مني مغادرة المنزل، فقلت لهم ستخرجونني وتطلقوا النار.. عليّ وتمر عليّ الدبابة كما فعلتم مع أحد أقربائي، فقالوا ستصل سالماً وامسكوني رايةً بيضاء وأخرجوني مع ابن شقيقتي المصاب وسط الدبابات».

توقف عماد السموني اكثر من مرة وهو يروي مشاهداته وما رأه بأم عينيه «شاهدت عددا من أفراد عائلتي جثثا هامدة، واما شقيقي فكان مصاباً وبحاجة إلى إسعاف، لكني لم أقدر أن أقدم له شيئاً حتى استشهد بعد ذلك من كثرة النزف».

وفي منزل آخر من عائلة السموني في المنطقة ذاتها، ذكرت زينات التي قتل زوجها وابنها امام عينيها على باب المنزل فور اقتحام الجيش الاسرائيلي منزلهم، «إن جنود الاحتلال دخلوا منزل أحد الأقرباء بجوارنا وسط اطلاق نار كثيف وفور دخولهم المنزل انفجرت بهم غالونات «السولار» وقتل ثلاثة منهم، فارتدوا مسرعين الى منزلنا وقام زوجي بفتح باب لهم، فما كان منهم إلا أن أعدموه على الفور وعلى عتبة المنزل، برصاصتين واحدة في الرأس واخرى في القلب، حينها أخذ ابني يصرخ على أبيه، وفي ما هو يحتضن ابيه ويصرخ قاموا بإعدامه. وطالبوني بإخلاء البيت انا وبقية أطفالي».

وتبقى عائلة السموني مثالا حيا واحدا من مئات الأموال على الكوارث التي حلت بالعديد من العائلات الفلسطينية على امتداد القطاع من بيت حانون شمالا وحتى رفح جنوبا.