خبر الأطباء العرب العائدون من غزة: الكلاب نهشت جثث الأطفال في مخيم جباليا

الساعة 06:35 ص|19 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

جثث الشهداء من الاطفال والنساء تأكلها الكلاب فى الشوارع وقنابل الفسفور تخنق الاطفال وتقتل الثكالى .. اصابات بجروح صغيرة تؤدى الى الوفاة والجرحى يموتون فى الشوارع لعجز الاسعاف عن الوصول اليهم .. الامكانيات بسيطة للغاية فى المستشفيات.. الاحوال سيئة للغاية فى قطاع غزة .. انها جريمة بكل معنى الكلمة هذا ماقاله الاطباء العرب العائدون من غزة بعد قضاء اسبوع فى علاج الجرحى بمستشفيات القطاع وفى معبر رفح الحدودى.

"الشرق" التقت الأطباء العرب العائدين وسألتهم عما حدث فى غزة

يقول الدكتور عبدالرازق العابسى جراحة عظام: توجهت الى قطاع غزة منذ اسبوع للتطوع فى مساعدة الاخوة الفلسطينيين فى مستشفيات القطاع وما ان عبرنا معبر رفح الحدودى للوصول الى قطاع غزة حتى وجدنا الاحوال اسوأ مما يتصور الانسان، مشيرا الى ان القصف كان فى كل مكان ولايوجد مكان آمن يمكن للانسان أن يأمن على أهله وأولاده فيه وبالفعل وصلنا الى مستشفى قطاع غزة ومن هناك توجهنا الى مستشفى كمال عدوان بمنطقة جباليا حيث المنطقة التى تعرضت لابشع جريمة فى التاريخ فالمستشفى يمتلىء بالجرحى والشهداء والامكانيات بسيطة للغاية.

ويكمل العابسى: لقد جاءت الينا حالات واصابات لم نرها من قبل لان هذه المنطقة تركز فيها القصف بالفوسفور الابيض حيث جاءت الينا حالات اختناق عديدة وهذه القنابل بها مواد ذات سمية عالية ولا يعرف حتى الان ماهية هذه المواد التى تقتل الانسان وتخنقه فى الحال ووصل الينا العديد من الشهداء بسبب هذه القنابل ولابد من لجنة دولية لدراسة ماهية هذه المواد المحرمة التى يقتل بها اطفال غزة.

ويقول الدكتور بلال محمد اخصائى اطفال: كنت متطوعا بمستشفى كمال عدوان بجباليا ورأينا العجب فى رحلتنا الانسانية فهناك اصابات لاول مرة نراها فى حياتنا العملية فمثلا جرح صغير وبسيط فى جسد الاطفال والنساء يمكن علاجه بسهولة ولكن العجيب ان الانسان بعد اصابته بهذا الجرح يتوفى بمجرد وصوله الى المستشفى ورأينا شهداء جاءوا الى المستشفى ليس فيهم إلا بعض الجروح البسيطة .

وأكد أانها مجزرة غير أخلاقية لان الاسرائيليين استخدموا كل الامكانيات والتكنولوجيا فى قتل الاطفال والنساء بأسلحة مدمرة ومحرمة دوليا.

ويضيف الدكتور بلال: لقد رأينا أطفالا ممزقة أجسادهم من القصف الاسرائيلى لمنطقة جباليا وبيت لاهية وحالات لم تفلح الاسعاف فى الوصول اليها بسبب الوجود الاسرائيلى فيها فتظل الجثث فى الشوارع لعدة ساعات بل ايام حتى تصل الينا فى حالة يرثى لها. واشار الى ان الحال وصل باهل غزة ان الجثث فى الشوارع اكلتها الكلاب وقد جاءت الينا جثث اطفال اجسادها ممزقة من الكلاب الموجودة فى الشوارع انها مأساة حقيقية يتعرض لها الاطفال فى قطاع غزة وخاصة منطقة بيت لاهية وجباليا وهى المنطقة التى اجتاحتها اسرائيل فى البداية فكانت النتيجة ان المستشفى اكتظ بالجرحى والشهداء واصابات غريبة لم نرها من قبل.

وأكد أن عدد الاطفال فى المستشفى بالمئات وحوالى45 % من الموجودين بالمستشفى من الاطفال لقد قصفوا مدرسة الاونروا ببيت لاهية بعد ان لجأ الاهالى اليها للحماية من الصواريخ ولكن ايادى الاسرائيلين الملطخة بالدماء لم تترك اى مكان الا وقصفته حتى مبنى الامم المتحدة وجاء الينا حالات بالعشرات تعرضت للاختناق فى المدرسة.

ويقول الدكتور عابدين حسين جراحة عظام: كنت متطوعا بمستشفى غزة الاوربى وكل ما أريد أن أقوله بعدما رأيت حسبى الله ونعم الوكيل كل ماترونه فى التلفاز لايعبر عن المأساة والمعاناة التى تحدث فى غزة انها حرب ابادة، ان اسرائيل تريد ان تقضى على هذا الشعب وابادته. وتساءل ماهذا الحقد والغل ناحية المدنيين ان الآلاف من الجرحى والشهداء من المدنيين نساء واطفال وشيوخ يتعرضون للقتل من اسرائيل دون ان تجد رادعا لانها تعرف جيدا ان العرب انشغلوا فيما بينهم عن الاحوال فى غزة. واضاف لايمكن لاحد ان يتصور المشاهد فى مستشفيات قطاع غزة الاصابات خطيرة جدا انه قصف يستهدف المدنيين لقد جاء الينا عدد من الاطفال من مدرسة تابعة لمنظمة الاغاثة "الاونروا" تم قصفها بالصواريخ الاسرائيلية الاطفال محترقون ومنهم من يتعرض الى الفوسفور الابيض والذى يؤدى الى الاختناق ومنهم من يستشهد ومنهم من يلحق بالعلاج والامكانيات البسيطة فنقوم بعلاجهم الى حد ما ويقرر الاطباء تسفيرهم الى مصر. واوضح ان المشهد صعب وقاس فجثث الاطفال فى الشوارع والامهات فى المستشفيات يبحثن عن اطفالهن وسط الزحام فى المستشفى لم يرحم العدو الصهيونى النساء والاطفال بل كان يقصد هولاء بالذات هذا مايعبر عنه المشهد فى قطاع غزة لم نكن نتصور ان تكون الجريمة بهذه البشاعة.

ان الصهاينة أرادوا بهذه الجريمة ان يوصلوا رسالة الى كل مواطن عربى انهم لايخشون أحدا هكذا بدأ -الدكتور محمد الخوالدة جراحة مخ واعصاب كلامه معنا ويكمل: كنت متطوعا بمستشفى الشفاء بغزة لقد رأيت الجريمة الصهيونية بعينى انها البشاعة بذاتها الاطفال يأتون الى المستشفيات بدون أطراف واخرون يتعرضون للقصف بالقنابل الفوسفورية مما يؤدى الى استشهادهم لان الفوسفور الابيض يقتل خلايا المخ ويتسبب فى الموت وحالات كثيرة جاءت الى المستشفى مصابة بغاز الفوسفور وخاصة بعد الاجتياح البرى لقطاع غزة وتستقبل المستشفى العديد من حالات البتر للاطراف بسبب القصف الصهيونى المتعمد للمدنيين من اهالى غزة.

ويضيف الخوالدة: الجثث بالعشرات تتناثر فى الشوارع لاتستطيع سيارات الاسعاف الوصول اليها بسبب القصف الاسرائيلى والاجتياح الاسرائيلى لضواحى غزة وهناك اصابات عديدة استشهدت لعدم وصول الاسعاف اليها واكد ان الوضع فى غزة سيئ جدا وهناك مصابون فى حاجة ماسة الى نقلهم خارج قطاع غزة لتلقى العلاج لان المستشفى فقير من الامكانيات فى الاجهزة وفى الادوية والمساعدات التى تدخل لا تصل الى مستشفيات غزة وجباليا لان اسرائيل عزلت غزة عن المنطقة الوسطى وتمنع وصول المساعدات الطبية الى غزة والاحوال فى غزة تسير من سيئ الى أسوأ.