خبر الاحتلال يبدأ سحب قواته تدريجيا من قطاع غزة..وأنباء عن نشر وحدات نظامية على الحدود

الساعة 06:35 ص|19 يناير 2009

فلسطين اليوم-القدس

بدأ الجيش الإسرائيلي سحب قواته من قطاع غزة بعدما أعلن وقفا أحاديا لإطلاق النار في القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس".

 

 وذكرت مصادر عسكرية أن تقليص القوات المرابطة في القطاع يتم تدريجيا وذلك في أعقاب عملية عسكرية بدأتها إسرائيل في 27 كانون الاول (ديسمبر) الماضي مخلفة مقتل أكثر من 1300 فلسطيني وإصابة 5320 آخرين على الأقل.

 

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين بأن القوات المتبقية في القطاع اتخذت لها "مواقع مفصلية". ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن الانسحاب سيستكمل خلال فترة وجيزة نسبيا وأن الجيش الإسرائيلي سينشر وحدات نظامية على امتداد الحدود مع قطاع غزة تحسبا لأي تصعيد جديد من جانب المقاومة الفلسطينية.

 

وأضافت المصادر أن "إسرائيل سترد بصورة غير متناسبة وقوية في حال استمرت حماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية في إطلاق القذائف الصاروخية".

 

وفي غزة، أفادت مراسلة "هآرتس" بأن العديد من سكان القطاع أصيبوا بالذهول بعد خروجهم إلى الشوارع ومشاهدتهم نطاق الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية. وقد اتضح لبعضهم أن الأحياء حيث كانوا يسكنون قد سويت بالأرض. وكانت "حماس" أعلنت هي أيضا وقفا فوريا لإطلاق النار من جانب نشطائها والفصائل المتحالفة معها.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال مساء أمس إن إسرائيل ستسحب قواتها من قطاع غزة لدى استقرار وقف إطلاق النار. وأضاف أولمرت في مؤتمر صحافي عقده بالقدس مع زعماء أوروبيين يزورون إسرائيل أنه يجب منع "تهريب الأسلحة" لحماس بهدف ضمان وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن الزعماء الأوروبيين تعهدوا بالعمل على وقف عمليات "تهريب الأسلحة ويجب ترجمة هذا التعهد إلى خطوات عملية بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة". ولفت أولمرت إلى أن إسرائيل عملت وستواصل العمل على منع حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة. وأعرب عن "أسف إسرائيل وجنودها لمقتل مدنيين فلسطينيين غير ضالعين في الإرهاب أصبحوا رهائن بأيدي قتلة حماس".

 

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى قضية الجندي المخطوف بقطاع غزة غلعاد شاليت قائلا إن إسرائيل ستواصل عمل كل ما تقتضيه الضرورة بالتعاون مع زعماء أوروبا للإفراج عنه مشيرا إلى أن الجندي المخطوف يحمل الجنسية الفرنسية إضافة إلى الجنسية الإسرائيلية.

 

ومن جانبه، قال رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: "لقد جئنا من مصر حيث شاركنا في مؤتمر خاص تقرر فيه أنه لا يمكن للأوضاع في قطاع غزة أن تستمر على ما هي عليه". وقال إنه "يجب على إسرائيل من جانب عدم إطلاق النار ، ومن جانب آخر يجب وضع حد للاعتداءات الصاروخية ولتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة".

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "أوروبا قررت مد يدها لكي لا تبقى الأوضاع في قطاع غزة على ما هي عليه ولكي يتم وضع حد لتهريب الأسلحة". ودعا الرئيس الفرنسي إلى عقد مؤتمر قمة دولي بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة من أجل تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد الرئيس الفرنسي ضرورة الإفراج عن شاليت "لأنه لابد من الإفراج عنه بصرف النظر عن حقيقة كونه مواطناً فرنسياً".

 

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن جميع الزعماء الأوروبيين الموجودين في إسرائيل قرروا بذل كل جهد من أجل دعم وقف إطلاق النار كخطوة نحو إحلال السلام.

وأعرب المسؤول البريطاني عن أمله في أن يتسنى في مرحلة لاحقة إعادة فتح المعابر لكي يكون من الممكن التوصل إلى سلام دائم.

 

وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني إنه كان قد اقترح إدراج حماس في عداد المنظمات "الإرهابية" وذلك عندما كانت إيطاليا رئيساً دورياً للاتحاد الأوروبي. ووعد برلسكوني بتقديم المساعدات التكنولوجية لمنع "تهريب الوسائل القتالية" إلى قطاع غزة مشيراً إلى أن إيطاليا وإسرائيل تشاطران الموقف القائل بضرورة التوصل إلى حل مبني على قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب بسلام.

 

وقال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إن المغزى من المفاوضات لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط هو إحلال السلام في العالم بأسره. وقال إن أسبانيا والاتحاد الأوروبي سيعملان على بناء السلام في عملية عادلة ستجلب الأمن لإسرائيل وتتيح إقامة دولة فلسطينية.