خبر معاناة آلاف الغزيين ستستمر رغم تراجع الاحتلال الإسرائيلي ووقف إطلاق النار

الساعة 12:19 ص|19 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

معاناة الأسر الفلسطينية التي لجأت إلى مدارس وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» هربا من القصف والدمار اللذين نفذاه الطائرات والمدافع والبوارج الإسرائيلية على مدار 22 يوماً، ستبقى قائمة رغم تراجع الجيش الإسرائيلي. والسبب هو الدمار الكامل الذي حل بمئات المنازل التي أصبحت غير قابلة للسكن بأي شكل من الأشكال، وهذا بدوره سيعمل على تعطيل الدوام المدرسي في هذه المدارس لحين إيجاد حلٍ لهذه المشكلة.

حياة عصيبة يعيشها هؤلاء المشردون والمنكوبون، فمهما بلغت المعونات والرعاية التي تقدمها مؤسسات الأمم المتحدة لهم، فانها ستظل دون المستوى اللازم ناهيك من انها لن تكون بديلا لهؤلاء عن منازلهم التي اجبروا على الرحيل منها أيا كانت الأسباب.

فقد اضطر أبو لؤي، 45 عاماً، الذي يعيل أسرة مكونة من أحد عشر فرداً، للجوء الى احدى مدرسة الأونروا بعد أن لحقت أضرار جسيمة بمسكنه جراء قصفت منزل جاره بالكامل بصاروخ أطلقته طائرة «اف 16»، ودمرته بالكامل. وقال لـ «الشرق الأوسط»: «إن الوضع الذي عشناه من قصف ودمار وخراب أجبرنا على مغادرة منازلن، ولم نلق سوى مدارس الأونروا نلجأ إليها بعد أن جردنا من كل شيء». ووصف أبو لؤي الحياة في المدرسة بالصعبة نظراً لأن العادات والتقاليد التي يتمتع بها لا تسمح له بالعيش في هذا الجو. وقال «كثير من الحاجات الأساسية والملحة غير متوفرة، كمكان للاستحمام خشية من الأمراض الجلدية التي قد تصيبنا، ونعاني من غياب التدفئة بالمطلق في مثل هذه الأجواء الباردة». وأضاف أن البعض يضطر لتغطية نفسه وينام في الهواء لأن المكان ضيق، والأولوية للنساء والأطفال لكي ينامون في الغرف.

وقال نائل عكاشة، مدير مركز مدرسة ابتدائية مشتركة في شمال القطاع لـ «الشرق الأوسط»: «إن المركز يضم نحو 1370 فرداً، منذ أن بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وفتحت الأونروا مدارسها لإيواء المواطنين حماية لهم من القصف الإسرائيلي»، واصفاً الوضع بالسيئ جداً نظراً لاكتظاظ الناس. وأضاف ان «الرجال ينامون في الممرات بالهواء الطلق في ظل برد الشتاء القارس، بلا أغطية منذ عشرة أيام، وبوجبة غذاء مقننة طوال اليوم، لحين وصول المساعدات بالقدر الكافي. وتابع القول إنه تم تحسين الوضع قليلاً بعد وصول المساعدات الإنسانية في ظل القصف، وتم فصل الذكور عن الإناث، لكن الوضع عامة سيئ، مشيرا الى وجود أطفال ومرضى بحاجة إلى راحة وعناية أفضل. ويخشى من تفشي ظاهرة الأمراض الجلدية في صفوف المواطنين نظراً لعدم وجود حمامات. وقال منذ اليوم الأول للجوء هؤلاء الناس الى مدارس الأونروا لم يستحوا. وقال عماد عوكل مدير عمليات منطقة شمال قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأونروا فتحت 16 مركزاً لاستقبال المواطنين الذين دُمرت منازلهم وتحتوي على 18000 شخص وما يزيد»، وأضاف أنه تم تعطيل دوام المدارس بسبب الكم الهائل من المواطنين في مدارس الأونروا في الوقت الذي من المفترض أن يبدأ فيه الدوام الرسمي للمدرسين والطلبة فوراً نظراً لانتهاء إجازة الفصل الأول أثناء فترة العملية العسكرية الإسرائيلية. وأكد عوكل أن القصف والاستهداف المباشر لمراكز الأونروا كما حدث في مدرسة الفاخورا ومدرسة بيت لاهيا شمال القطاع، أحدث نوعا من الإرباك للمواطنين، لأنهم أدركوا أن لا مكان آمنا من القذائف الإسرائيلية في غزة، بما فيهم المؤسسات الدولية.

وقال عدنان أبو حسنة، الناطق الإعلامي باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، لـ«الشرق الأوسط»: «إن عدد المراكز في مؤسسات الأونروا وصل إلى 50 مركزاً تضم نحو 50 ألف مواطن في قطاع غزة». وتابع القول «ننظر في كيفية توفير بديل لهم، لعودة العمل في المدارس». وعبر عدد كبير من المواطنين عن خشيتهم من أن يطول بهم الأمر مشردين في مراكز وكالة الغوث «الأونروا»، مطالبين المسؤولين وأصحاب الضمائر الحية بأن يغيثوهم في مصيبتهم.