حياةٌ متناهية الصٍغر

بالفيديو والصور فنان غزي يجسد مسيرة العودة بـ"فن المصغرات"

الساعة 09:35 ص|13 فبراير 2019

فلسطين اليوم

"من رحمِ المعاناةِ يولدُ الأمل، ومن باطنِ الغيومِ السوداءْ، ينشقُ شعاعَ النورْ"، ففي قطاعِ غزة رصاصٌ "إسرائيلي" لطالما سرق الفرحة من قلوب الغزيين، وبث الحزن في بيوت الفلسطينيين، ولكن كان لمجدي أبو طاقية (38 عاماً)، حكايةٌ أخرى مع الرصاص الإسرائيلي، فأثبت أن من يسكنُ قطاع غزة ليسوا إرهابيين أو مخربين، إنما أُناسٌ مبدعة تحب الحياة ما استطاعت إليها سبيلا.

ويعمل أبو طاقية، على تحويل طلقات الرصاص وقنابل الغاز التي يخلفها الاحتلال الإسرائيلي إلى مجسمات فنية صغيرة، ينحتها بيديه وبأقل الإمكانيات، مجسداً ذلك بفنٍّ يُعرف بـ "فن الديودراما، وهو أحد أنواع الفنون التشكيلية"، إذ أنهُ الوحيد الذي يُتقنه في قطاعِ غزة. وقد نحت مجدي العديد من المجسمات الصغيرة، التي تحملُ كلّاً منها رسالة وهدف واضح، محاولاً إيصال بعض مما يعانيه الغزيون بشكل خاص والفلسطينيون بشكل عام.

فعلى طاولةٍ صغيرة مركونة في أحد زوايا منزل مجدي، يوجدُ مجسمٌ صغير لمسيرة العودة، مصنوعٌ من رصاص الاحتلال الإسرائيلي، يجسدُ ساحة المواجهة شرق غزة بكامل تفاصيلها، من خيامِ عودة وصحافيين ومسعفين وشبابٍ ثائر، وقناصةٍ إسرائيلية.

وفي حديثه مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قال الفنان أبو طاقية: بدأت أعمل في صناعة المجسمات الصغيرة قبل عشرين عام، معتمداً على الخشب وصدف البحر، موضحاً "اكتشفت موهبتي حين كنت في ال 13 من عمري، إذ كنتُ أتخيل الأشكال بعد نحتها على الحجارة.

فالتراثُ الفلسطيني والشهداء وأحداث الواقع المعاشُ في ذلك الوقت، كانت أول المجسمات التي صنعها مجدي، كخريطة فلسطين، وميداليات تحملُ صوراً للشهداء.

وفي منزله أيضاً أينما تحِطُ بنظرك، تجد مجسماً صغير، كبابورِ كازٍ فلسطينٍ تراثي، وفي ناحٍ أخر يظهر ما يناقضهُ تماماً كطائرةِ f16 إسرائيلية وجنود ودبابة، يقابلهم عناصرٌ من المقاومة الفلسطينية.

عام 2018 شهِد المجسم الأول الذي صنعه مجدي من الرصاص الإسرائيلي، بعد أن تم إحالته إلى التقاعد، فشكل رصاصةً قد اصابت جسد أخيه، إذ يقول: "استخدامي للرصاص الإسرائيلي في عمل المجسمات حتى أُثبت للعالم أن غزة فيها شعب مبدع يُحب الحياة".

ويبرع أبو طاقية في استخدام الرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع لصنع مجسّماته الصغيرة مُستخدماً أدوات بدائية، مشيراً إلى نقص الإمكانيات التي يحتاجُها، إذ يوضح "أعمل بواسطة أدوات بدائية، وأحتاج لبعض الأدوات الكهربائية، إلا أنني لا أستطيع توفيرها، وأحتاج إلى عجينة السيراميك ومعدن الرصاص وبعض الأدوات لنحت وتشكيل الرصاص."

ويجمع مجدي طلقات الرصاص من السواتر الترابية شرق غزة ومن كل مكان أينما استطاع إيجادها، كما أنهُ يوصي بعض الأصدقاء بجلب ما يستطيعون من رصاصات.

زوجته ولاء صاحبة ال (30عام)، كانت في بداية استخدامه للرصاص تخافُ مساعدته، خاصةً بعد أن انفجرت أحد الرصاصات في يديه، ولكن هي الأن تساعده في تلوين المجسمات وترتيبها، إذ بين أبو طاقية أن زوجته من أكبر الداعمين له في مسيرته الفنية، ولم ينسى صنيع أُمه التي وقفت بجانبه وهو في صغره وبداية عمله.

ويحلم مجدي في تطوير موهبته، وإقامة المعارض والمحلية والدولية، إضافةً إلى حُلمه في صناعة مجسمات تجسد القرى والمدن الفلسطينية قبل عام 1948.

مجدى ابو طاقية ‫(43123222)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123221)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123220)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123219)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123218)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123217)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123216)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123215)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123214)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123213)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123212)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123211)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123210)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123209)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123207)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123208)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123206)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123205)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123204)‬ ‫‬.JPG
مجدى ابو طاقية ‫(43123203)‬ ‫‬.JPG
 

كلمات دلالية