خبر انقسام « إسرائيلي » حول نتائج المحرقة

الساعة 11:02 م|18 يناير 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

غزة، وظهروا على نحو مغاير لادعاءات حكومة ايهود اولمرت بالانتصار المزعوم، وأجمع المحللون السياسيون والعسكريون على أن الكيان لم يحقق أهدافه المعلنة والمخفية من العدوان، وإنما حقق ما يسمى بالردع أمام المدنيين الفلسطينيين، وفيما أبدت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” حذرا شديدا إزاء وقف إطلاق النار، فقد ندد حزب الليكود الذي يتزعم أحزاب المعارضة اليمينية بوقفه من جانب الحكومة معتبرا ان العدوان لم يحقق أياً من أهدافه، واعتبر رئيس الأركان “الإسرائيلي” الجنرال جابي اشكنازي أن العدوان على غزة لم ينته بعد مطالبا بمراعاة درجة عالية من اليقظة والتأهب.

 

ورأى المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، عوفر شيلح، أن العدوان على غزة كان مبررا “وحتى أنه جاء متأخرا” ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع. لكنه لفت إلى أن جيش الاحتلال يحرص على القول إن الغاية التي طولب بتحقيقها كانت الردع، وقد تحققت، لكن هذا حصل في الأسبوع الأول وكل ما حدث بعد ذلك لم يُضف الكثير، باستثناء أنه يدل على “مدى تزايد بشاعة وجهنا ومدى ابتعادنا عن المنطق وترجيح الرأي والأخلاق والعقلانية التي كنا نتفاخر بها”.

 

من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس”، ألوف بن، أن “القاعدة القديمة ثبتت مرة أخرى، وهي أن بإمكان اليسار فقط شن الحروب والحفاظ على إجماع مثلما بإمكان اليمين فقط إخلاء مستوطنات.

 

ودعا إلى “عدم تجاهل انجازات حماس وتابع” إذ إنها حصلت على اعتراف فعلي بشرعيتها من المجتمع الدولي ولا أحد يحتج على استمرار حكمها. كما انها اثبتت قدرتها على استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان وبئر السبع وأسدود... ونجاحها في ضرب الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) سيقوي معارضي الانسحاب من الضفة الغربية الذين سيحذرون من وضع تل أبيب ومطار بن غوريون في مرمى الصواريخ”.

 

وأشارت المعلقة في “يديعوت أحرونوت” سيما كدمون إلى دعوة الليكود،، إلى عدم وقف الحرب وإنما مواصلتها حتى يتم تحقيق غاياتها وقالت ان خطاب أولمرت “بدا كخطاب وداعي، لكن إذا كان هناك أحد ما تنقصه صورة انتصار فهو أولمرت، وبالإمكان التكهن بشكلها، وهو جلعاد شليط عائدا”، ربما في فترة رئيس حكومة قادم.

 

وعكس معلقون كثر في القنوات “الإسرائيلية” الثلاث رؤية مشابهة، مؤكدين عدم تحقيق الأهداف المعلنة، وإلى تورط “إسرائيل” بحرب دموية انتصرت فيها على النساء والأطفال، لا على المقاومة منوهين للثمن الأخلاقي والسياسي الباهظ لذلك.

 

من جهة أخرى، اعتبر اشكنازي في رسالة موجهة إلى جنود وضباط جيش الاحتلال انه تم تحقيق جميع اهداف العدوان على غزة.

 

وادعى أن حماس منيت بضربة شديدة جداً وان الظروف أصبحت مهيأة لحدوث تغير جذري على الواقع الأمني في المنطقة الحدودية، مضيفا ان الجيش مستعد لمواجهة أي تطوّر محتمل.

 

وكان سيلفان شالوم احد قادة الليكود قال لاذاعة الجيش “الإسرائيلي” قبل 23 يوما من موعد الانتخابات “لم نحقق شيئا من اهداف العملية التي شنت في 27 ديسمبر/كانون الأول”. واستطرد “لم نرفع تهديد اطلاق الصواريخ، وستتمكن حماس من مواصلة اطلاق الصواريخ وتهريب السلاح لان مصر تبقى وحيدة في مراقبة ما يجري عند حدودها مع قطاع غزة ورأينا ما يجري عندما يكون المصريون وحدهم (المشرفون)”.

واتهم شالوم مصر بانها تغض الطرف عن تهريب الاسلحة الى غزة.

كما انتقد عدم الإفراج حتى الآن عن الجندي “الإسرائيلي” الأسير لدى المقاومة في القطاع.