خبر جنود إسرائيليون: صنعنا في غزة جيلا سيقتلنا

الساعة 04:41 م|18 يناير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

أعرب جنود إسرائيليون عن استيائهم من عمليات القتل البارد التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، رافضين ادعاء إسرائيل بأنها تقوم بذلك "دفاعا عن النفس"، بحسب ما نقلته عنهم صحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

ونقلت الصحيفة قي عددها يوم أمس عن إسحاق بن موكا، جندي بقوات المظلات، قوله: "إنها ليست حربا للدفاع، إننا نخلق على المدى الطويل آلاف (الاستشهاديين) في المستقبل من أخوة وأبناء القتلى الفلسطينيين، وبذلك فإننا نخلق مزيدا من الإرهاب"، على حد وصفه.

 

ورفض بن موكا (25 عاما) الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي في هجماته الشرسة على 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، والذي سقط منهم خلال 22 يوما من القتال قرابة1265  شهيداً من بينهم 410 أطفال و108 نساء وأكثر من 105 مسنين، وجرح أكثر من 5320 آخرين، نصفهم من الأطفال.

وأضاف: "لا يمكن الفصل بين الحرب في غزة وبين حقيقة أن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال منذ أكثر من 40 عاما".

ولكنه استطرد قائلا: "هذا ليس مبررا لحماس كي تطلق الصواريخ، ولكن يجب على الإسرائيليين أولا أن ينظروا إلى ما يفعلون".

وأبدى بن موكا خيبة أمله من مزاعم تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي يحارب "مجموعات إرهابية" في غزة، غير أنه يرى أن الجيش "يقمع تطلعات الفلسطينيين للحرية، واحتجاجات المزارعين الفلسطينيين ضد السرقة التي لا تنقطع لأراضيهم".

وأثارت عمليات القتل الدامية في قطاع غزة التي بدأت في 27 ديسمبر 2008 إعلانات متعددة من جنود إسرائيليين "الخجل" من الانضمام إلى هذه الهجمات.

دروع بشرية

وردا على مزاعم إسرائيلية بأن سقوط العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين سببه استخدامهم من جانب رجال المقاومة كدروع بشرية، قال بن موكا: إن الجنود الإسرائيليين "هم الذين يسيئون استعمال المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن أحد الأدلة على ذلك قيام جنود إسرائيليين بإرسال نساء وأطفال فلسطينيين إلى بعض المنازل الخالية للتأكد من خلوها من الألغام.

وشدد المظلي الإسرائيلي على أنه ليس من رافضي القتال فحسب، بل إنه يرفض أن يلعب ثانية دورا في 40 عاما من الاحتلال.

وقال بن موكا إنه قدم طلبا للجيش الإسرائيلي للتدريب حتى يكون مستعدا دائما للدفاع عن إسرائيل، غير أن الهجوم على قطاع غزة واستمرار الاحتلال "لا يعد دفاعا".

وذكرت صحيفة "الجارديان" أن بن موكا لم يعتقل كما كان يتوقع؛ لأن الجيش الإسرائيلي لا يود لفت الأنظار أكثر إلى حجم الرفض في صفوفه للعمليات في غزة.

ولم يعتقل من جملة 20 جنديا (وفق مصادر إعلامية) رفضوا الخدمة في صفوف الجيش سوى الاحتياطي نوعيم ليفنا الذي قضى 14 يوما في سجن عسكري.

"سيرتدان علينا"

وتنقل "الجارديان" عن الاحتياطي ليفنا قوله: "قتل المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريره، لا شيء يمكن أن يبرر هذا النوع من القتل، إنما هي الغطرسة الإسرائيلية المستندة إلى منطق أنه إذا ما أكثرنا الضرب فسيكون كل شيء على ما يرام، لكن الكراهية والغضب اللذين نزرعهما في غزة سيرتدان علينا".

من جانبها، قالت منظمة إسرائيلية مناهضة للحرب إن ما يحدث في غزة من قتل للمدنيين الفلسطينيين يعد وحشية وعنفا لم يسبق لهما مثيل، مؤكدة أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا مقابل هذه الهجمات التي لن تحقق الأمن للإسرائيليين؛ بل ستزيد من الكراهية لهم.