خبر هيكل: مواقف مصر خلال الحرب على غزة غير مبررة وأفقدتها دورها وتأثيرها

الساعة 03:10 م|18 يناير 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

التقارير الصحفية واللقاءات الميدانية التي تجرى داخل المدن الإسرائيلية حول ما يقوم به النظام المصري من معالجة للحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، تشير إلى ارتفاع مستوى الرضى في الشارع الإسرائيلي على أداء النظام المصري، والذي عبر عنه كثير من الإسرائيليين.

ظهر هذا التأييد جليا من خلال مقابلة أجرتها مراسلة العربية في نهاريا عقب سقوط صواريخ كاتيوشا صباح الأربعاء الماضي على المدينة، وقالت إحدى النساء اليهوديات بلغة عربية: إنني اشكر النظام المصري على جهوده الجبارة لإحلال السلام في المنطقة.

القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تتابع الموقف المصري بشكل دقيق حتى أن اسم الرئيس المصري حسني مبارك ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان أصبح يتردد بشكل مكثف على السنة الإسرائيليين بشكل ملفت للنظر.

المحللون الإسرائيليون يتناولون الموقف المصري بالتحليل الدقيق باعتبار أن من يستطيع لجم حركة حماس هو النظام المصري، لان منفذ حماس الوحيد سيكون عبر النافذة المصرية، ولا مجال لحركة حماس إلا أن تقوم بمراعاة الموقف المصري، وعدم المواجهة معه،والقاهرة تعتمد على هذه الحاجة لحركة حماس وتمارس دورها في كبح جماح حركة حماس كما أشار بذلك العديد من المحللين الإسرائيليين في حلقات تلفزيونية حوارية.

وعلى صعيد آخر قال مسؤول مصري رفض الكشف عن اسمه في السفارة المصرية في تل أبيب أن مصر مضطرة للتعامل مع حماس ولم تقطع معها وسائل الاتصال، وستعمل القاهرة على عدم إنهاء حماس وفي نفس الوقت عدم السماح لها بالبروز كقوة تهدد أمن المنطقة.

المفكر والمحلل السياسي الكبير حسنين هيكل لام في مقابلة معه مع قناة الجزيرة النظام المصري في طريقة تعامله مع حماس قائلا: غزة تعتبر خط الدفاع الأول عن الأمن المصري، فمصر ليس لها قوة ردع لوقف إسرائيل عن تجاوزاتها فإسرائيل تملك 200 رأسا نوويا ومصر ليس لديها مثل هذا السلاح، وعدم فتح معبر رفح هو خطأ تاريخي، ومعاداة إيران لا يعود لمصلحة مصر، ويجب أن تكون العلاقة مع إيران تكاملية في مواجهة إسرائيل التي تحاول الهيمنة على المنطقة بأكملها.

وأشار هيكل: مصر تخلت عن الدور التاريخي لها من خلال المعالجات التي تقوم بها، فالخوف من الإمارة الإسلامية في غزة وعدم الخوف من تعاظم قوة إسرائيل النووية هو خطأ تاريخي لا يمكن أن يبرر من النظام المصري القائم، فمصر يجب أن تستعيد دورها التاريخي، كما تفعل تركيا الآن التي تحاول إعادة أمجاد الخلافة العثمانية.