خبر البرغوثي: اسرائيل تحاول بالسياسية تحقيق ما عجزت عنه بالحرب

الساعة 02:24 م|18 يناير 2009

رام الله: فلسطين اليوم

اعتبر النائب مصطفى البرغوثي أن إعلان الحكومة الإسرائيلية وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة يعتبر فشلاً للاحتلال الذي يحاول بالسياسة تحقيق ما عجز عن تحقيقه في الحرب.

وأكد البرغوثي انه لا قيمة لهذا الإعلان في ظل بقاء الطائرات والسفن والدبابات الإسرائيلية على حدود القطاع ومعابره وتقطع أوصاله، قائلاً إن الاحتلال يحاول أن يتخذ سكان القطاع رهينة وأن يستخدم الوجود العسكري لتحقيق أهداف سياسية.

واستعرض البرغوثي مجموعة مما وصفها الأكاذيب التي ساقها رئيس حكومة الاحتلال إيهود اولمرت في إعلانه عن وقف العمليات، من بينها أن إسرائيل كانت تركت غزة عام 2005 بينما الاحتلال لم يغادر غزة بل أبقاها محاصرة برا وبحرا وجوا.

وأضاف:" ادعاء اولمرت بأنه يمثل دولة صاحبة قيم عليا كاذب بدليل قصف الأحياء السكنية بشكل بربري وقتل 1205 فلسطينيين بينهم 400 طفل وجرح 5350 مواطنا، وهذه أرقام يجب أن يتذكرها الذين سيجتمعون اليوم في شرم الشيخ ،لأنها خسائر تحصل في منطقة سكانها لا يتجاوزون مليون ونصف ولو جرت في أميركا لكنا نتحدث عن مليون وثلاثمائة ألف قتلوا وجرحوا في فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، ولو كنا نتحدث عن هذا العدد في فماذا سيكون رد فعلها لو حدث هذا في بلدانهم؟".

واعتبر البرغوثي أن اولمرت عندما يتحدث عن القيم العليا لدولته يتناسى قصف المدارس ومقرات وكالة الغوث والمشافي ومقرات الصليب الأحمر والطواقم الطبية ومؤسسات الأمم المتحدة وأن حكومته استغلت تقاعس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن إدانة جرائمها.

وأكد البرغوثي أن المقاومة الفلسطينية على مدار 41 عاما كان سببها الاحتلال وان مزيدا من قمعه لن يخلق إلا مزيدا من المقاومة حسب تعبيره، مبينا أن ما يحاول أولمرت إخفاءه لصالح شركائه هو أن إسرائيل فشلت في كسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة والدليل استمرار إطلاق الصواريخ والاشتباكات مع الاحتلال في غزة اليوم.

وقال البرغوثي إن ما نجحت به إسرائيل هو أنها قضت على آمال السلام عند الكثيرين، وأنها بعدوانها تنهي الفصل الأخير من اتفاقية أوسلو، لاتفاً إلى أن الاحتلال أضعف السلطة الفلسطينية بعدوانه وشركاء السلام الذين يتخذهم. 

   ودعا البرغوثي إلى ضرورة العمل الفوري لبناء قيادة وطنية موحَدة  واستعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج النضال التحرري والتمسك بالحقوق الوطنية لأن المدخل للوحدة هو التخلي عن الأوهام والتخلي عن نهج انابوليس وان تبادر السلطة إلى وقف المفاوضات مع حكومة الحرب الإسرائيلية والى إلغاء كل أشكال التنسيق الأمني معها كما قال.

ورأى البرغوثي أن إسرائيل لن تستطيع الهروب من ضرورة إنشاء لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة، معتبراً أن المطلوب من الجميع الإصرار على هذا المطلب وألا يسمح لإسرائيل أن تفلت منه كما في عام 2002 عندما تنصلت من لجنة التحقيق بشان مجازرها في الضفة الغربية.

وحول الاتفاق الأميركي الإسرائيلي قال البرغوثي انه يشكل ورقة توت أميركية إضافية للتستر على الفشل الإسرائيلي أمام الناخبين الإسرائيليين، وأنه يحمل نقطة خطيرة هي تهميش العرب ومصر والأطراف الدولية وبان كي مون والأمم المتحدة.

وأضاف:" بعد عجز إسرائيل عن كسر المقاومة بدا المسئولون الآن يتقاطرون إلى المنطقة، فشعبنا يرفض أن تتحول اللقاءات الدولية إلى شكل من الإهانة لشعبنا عبر الحديث فقط عن إعادة الإعمار والمساعدات المالية، وكل أموال العالم لا تساوي قطرة دم نزفت من الأطفال الذين ذبحوا على أيدي قوات الاحتلال ولن تعوض عن 1205 شهداء وأكثر من خمسة آلاف جريح".

ودعا البرغوثي إلى عدم تكرار ما وصفها بالمهازل عبر استعمال أموال الضرائب الأوروبية في تحسين ما أفسدته أموال الضرائب الأمريكية في فلسطين.

وأكد البرغوثي أن هناك فرقاً واحداً بين الحماية الدولية والقوات الدولية، قائلاً إن  الحماية يجب أن تبدأ في مدن الضفة التي يعاني فيها الفلسطينيون من المستوطنين وجنودهم، معرباً عن استغرابه من قوات دولية تهدف إلى حماية الاحتلال من الشعب المحتل. 

وطالب البرغوثي بعقد مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والتسامي عن الخلافات والتكاتف لبناء قيادة وطنية موحدة لإدارة النضال والصراع من اجل الحرية والاستقلال "وليس من اجل سلطة تحت الاحتلال تدير فتات المساعدات المجموعة باسم الشعب الفلسطيني بعد أن يقتطع المانحون منها عمولاتهم ونفقاتهم الإدارية".

وتابع:" نحن بحاجة اليوم لموقف فلسطيني صلب وثابت يؤكد ويدعم إنهاء الاحتلال بالكامل ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإجراءات فعلية لمعاقبة إسرائيل على ما قامت به ومنعها من تحقيق ما عجزت من تحقيقه عسكريا عبر السبل السياسية"

وعشية القمة العربية في الكويت طالب البرغوثي بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف التطبيع  معها ودعم النضال الفلسطيني وفرض عقوبات دولية بما في ذلك تشكيل لجنة تحقيق دولية ومحكمة جرائم دولية لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين، والرد على قرارات إسرائيل الأحادية بقرار عربي جماعي موحد يرفع الحصار عن قطاع غزة.