تقرير "دكاكين غزة" والموظفون: إحراج وتهرب وديون لا تُسد

الساعة 12:08 م|06 فبراير 2019

فلسطين اليوم

ما أن طرأت أزمة رواتب موظفي السلطة بغزة وحكومة "حماس" مؤخراً، بعد خصومات بنسب تتراوح ما بين (50-60%)، ألقت أزمة الرواتب بظلالها على الاقتصاد في قطاع غزة، وفاقمت من حدة القوة الشرائية، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة الاقتصادية في المستقبل.

عزوف كبير لدى المواطنين في القدرة على سداد ديونهم المستحقة عليهم، بفعل خصومات الرواتب وزيادة متطلبات الحياة، مما شكل هاجساً كبيراً لدى التجار وأصحاب المحلات التجارية في القطاع، وسط تكبد خسائر بآلاف الشواكل.

يُوفر "السوبر ماركت" الكثير من احتياجات ومتطلبات الأسرة الفردية من (مواد غذائية، ومنزلية، وشرائية)، لهذا يُعد ركن أساسي لأي عائلة.

وقال محمد محمود صاحب ميني ماركت، "إنَّ هناك تراجع كبير في سداد المواطنين من ديونهم المستحقة عليهم، في الآونة الأخيرة".

وأضاف محمود، بأنَ عدد كبير من المواطنين مسجلين لديه في قائمة الدّين، غير قادرين على سداد ديونهم التي بلغت بـ 27 ألف شيكل، لعدم انتظام رواتب الموظفين وتردي الأوضاع الاقتصادية بين السكان.

وأوضح بأنَّ متوسط الدخل لحركة البيع والشراء في الأعوام السابقة، كان يصل إلى 3 آلاف شيكل في اليوم، بيدّ أن متوسط الدخل في هذه الأيام لا يتجاوز الـ100 شيكل، مغزيةً ذلك بالخصومات التي طالت الآلاف من الموظفين مؤخراً.

وذّكر، بأنَّ المواطنين المَدينين لديه هم من فئة الموظفين الحكوميين من السطلة و"حماس"، ملفتاً إلى أنّه بحاجة إلى 70 ألف شيكل، لسد العجز في توفير البضائع والسلع، لعدم انتظام المواطنين في سداد ديونهم.

وأشار محمود، إلى أنَّ العمال الثلاثة الذين يعملون في الميني الماركت، مهددون من العمل بشأن تراجع القوة الشرائية، وعجز في توفير أجورهم اليومي الذي يبلغ 40 شيكل.

وحول الخروج من الأزمات البيع، قدم محمود، العديد من العروض والتنزيلات على السلع للتشجيع المواطنين على الشراء، موضحاً بأنّ رغم تلك العروض إلا أنّ حركة القوة الشرائية بقيت دون تقدم يذكر.

تراجع القوة الشرائية

وتتشابه الأزمات في جميع المحالات التجارية في غزة، كما حال علاء أحمد صاحب سوبر ماركت، قائلاً: " إنَّ الخصومات التي طالت العشرات من الموظفين الحكوميين كان لها آثر واضح على حركة القوة الشرائية للمواطنين".

وأضاف أحمد، أنّ حركة البيع والشراء شهدت في الآونة الأخيرة تراجع حاد من قبل المواطنين، خاصةً بعد الخصومات الكبيرة على رواتب الموظفين التي وصلت إلى نصف الراتب، مع تأخير بعضها.

وأوضح، أنّ هناك تراجع كبير من قبل المواطنين في سداد ديونهم المستحقة لشهور عدة، مشيراً إلى أنَّ الدّيون بلغت 45 ألف شيكل موزعين 160 شخص، بنسبة عجز تتراوح 30%.

وبينّ، أنّ العمال الثلاثة لديه مهددون في عملهم بسبب تدني حركة البيع والشراء، موضحاً بأنّه كان صافي الربح يصل لـ 2500 شيكل، بيدّ أنَّ اليوم لا يتجاوز الـ100 شكل.

وذكر أحمد، بأنّ التجار الجملة والموزعين لا يقبلون إلا بدفع نقدي لتفادي الوقوع في الأزمات الاقتصادية، مما وضعه في موقف حرج أمام التجار، بسبب قلة حركة القوة الشرائية وعدم سداد كافة المواطنين دُيونهم المتراكمة.

وحاول أحمد، أنّ يقز على هذه الأزمة من خلال إعلان حملات تنزيلات وتخفيضات على أسعار السلع إلا انّها لم تلاقي النتيجة المطلوبة في حلّ تراجع القوة الشرائية، لاستمرار الإجراءات بحق رواتب الموظفين وتدني فرص العمل.

عدم المقدرة على السداد

أما عن أحوال موظفي قطاع غزة ، قال الموظف في حكومة غزة، أحمد حسين (37 عاماً)، " إنّه يتلقى راتب 1200 شيكل، أي بنسبة تعادل40% من راتبه الأصلي بعد الخصم".

وأضاف حسين، أنّ عليه ديون لإصحاب المحلات التجارية "سوبر ماركت" أكثر من 6 آلاف شيكل، منذُ بدء تنفيذ خصومات على رواتب الموظفين، ما شكل ثقل على كاهنه في الظروف المعيشة.

واستطرد: "بأنّ عليه دَين لصاحب السوبر ماركت بمبلغ يقدر بـ6آلاف شيكل، منذُ ما يزيد عن عامين"، موضحاً بأنّه غير قادر على سداد الدّين، بسبب تدني رواتب الموظفين جراء الخصومات المتبعة من قبل وزارة المالية.

وللخروج من أزمة الدّين، قام الموظف بسحب أدوات كهربائية بقيمة 4 آلاف شيكل من البنك بطريقة السداد الآلي (التقسيط الشهري)، وسداد مديونته بعد تحصيل المال من بيع الأدوات الكهربائية لإصحاب المحالات التجارية، إلا أنّها لم تنهي مُعضلة الدّين.

وأوضح، بأنّ الراتب الذي يتقاضاه من الحكومة لا يلبي احتياجات اسرته المكونة من 7 أفراد بعد الخصومات على راتب، وهو ما يدفعه للجوء إلى الدّين لشراء مستلزمات أسرته.

أما عن حال الموظف محمد عماد لم يختلف حاله عن سابقه، وقال :" إنّ راتبة الشهري الذي يتقاضاه بعد الخصم 50% يصل إلى 100 شكل، لا يشكل سوى 15%، من تلبية احتياجات أسرته".

وأضاف عماد، إنّ راتبه الشخصي متدني بعد الإجراءات الأخيرة على رواتب الموظفين ليصل إلى 50%، مقارنةً باحتياجات ومستلزمات الأسرة وبالتالي الظروف المعيشة أصبحت صعبة.

وأوضح، بأنّ الديون المستحقة عليه لأصحاب المحلات التجارية مبلغ كبير يُقدر بـ4 آلاف شيكل، مما جعله غير قادر على سداد الدّين وتغطية تكاليف مصروف أولاده الستة.

وبينّ، أنّه ملاحق من عدد المحلات التجارية لعدم سداد ديونه، مما شكل لديه عامل اليأس في عدم قدرته على السداد بعد الخصومات التي طرأت مؤخراً على موظفي السلطة وسط ارتفاع متطلبات المعيشة في غزة.

وأشار عماد، إلى أنّ حاجة أسرته المتزايدة مع تدني راتبه الشهري إلى النصف دفعه للجوء إلى دفتر الدّين، موضحاً بأنّ مصروف عائلته تتراوح ما بين الألفين ونيف شهرياً للعيش بكرامة.

أزمات اقتصادية متفاقمة

وفي السياق ذاته، أكد الأكاديمي والمحلل الاقتصادي الدكتور سمير أبو مدللة ، أن ّ الإجراءات المجحفة بحق موظفي غزة، بفرض المزيد من الخصومات سيفاقم  من حدة الازمات الاقتصادية في كافة القطاعات المختلفة بالقطاع.

وأوضح أبو مدللة، بأنّ قطاع غزة سيشهد في الفترة المقبلة دخول أزمات جديدة تطال العديد من المؤسسات العاملة على رأسها التعليمية وخاصة الجامعات، بعد الخصومات التي طالت رواتب الموظفين.

وبين أن الأزمات الاقتصادية في قطاع غزة بدأت منذ الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع عام 2007، إضافة إلى استمرار الانقسام المتصاعد بين حركتي "فتح وحماس".

ويُعاني أصحاب المحلات التجارية في قطاع غزة من تراجع في القوة الشرائية، بسبب الاجراءات التي طالت عشرات الموظفين من السلطة و "حماس" بخصم تتراوح 50-60% من الراتب، إلى جانب فرض الاحتلال الإسرائيلي حصار مطبق منذُ أكثر من عقد على القطاع ، نتج عنه تدني في فرص العمل وتفشي البطالة بين الأوساط الخريجين والعمال.

51576597_358493694881301_4090071461622972416_n
51467506_2186146011405807_5330285517936263168_n
51495615_533962033760364_5618242910261608448_n
51430477_2691872097520731_4152625272287395840_n
 

 

كلمات دلالية