القانون الذي سيضر بالتنسيق الامني؟ اسرائيل اليوم

الساعة 02:49 م|04 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

 في يوم الجمعة دخل الى حيز التنفيذ في الولايات المتحدة قانون "توضيح النشاطات ضد الارهاب". الحديث يدور عن قانون بادر اليه اصدقاء اسرائيل في الكونغرس، واساسه – اجبار السلطة الفلسطينية وم.ت.ف على احترام احكام امريكية في موضوع تعويضات لمواطني الولايات المتحدة الذين اصيبوا في عمليات ارهابية فلسطينية كشرط للحصول على المساعدات الامريكية. المؤسسة الفلسطينية تدعي أنها لا تستطيع أن تأخذ على عاتقها تعهد بعيد المدى كهذا، الذي من جانبها هو بمثابة توقيع على شيك مفتوح.

هذا هو احد القرارات الامريكية التي تلزم السلطة الفلسطينية بحمية شديدة – تقليص المساعدات لجهات مدنية في السلطة وتلك التي تعمل في علاقة مع المجتمع الاسرائيلي، وقف الدعم للمستشفيات في الضفة الغربية وفي القدس، اغلاق مكتب المساعدة الخارجية الامريكي للفلسطينيين، وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وغير ذلك. اسرائيل الرسمية صحيح أنها باركت هذا الخير، لكن من وراء الكواليس تم اظهار الخوف من أن يؤدي خنق السلطة الى العنف، وأن جزء من العجز في ميزانية السلطة ستضطر اسرائيل الى ملئه.

هذه المرة الحديث يدور عن قانون للكونغرس، ومن يقوده هو السناتور الجمهوري تشاك غراسلي. افتراضه هو أن المس بالفلسطينيين هو خير لاسرائيل، الى أن فهم أن المساعدات الامريكية تشمل ضمن امور اخرى، ايضا 60 مليون دولار في السنة لصالح التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن رؤساء جهاز الامن في اسرائيل يؤكدون على اهميتها. القانون، هكذا يتبين، يمكنه أن يزيد الارهاب، لأنه سيمنع تمويل من من شأنهم محاربته.

غراسلي ذهل من فعل يديه، وحاول تجاوز قانونه حتى قبل أن يدخل الى حيز التنفيذ. لقد حاول التوصل الى تفاهمات مع الادارة، مكتبه أجرى اتصال مع وزارة الخارجية، وهدفه كان أن يضع ميزانية التنسيق الامني كاستثناء للقانون. وزارة الخارجية لم تتعاون، وأحد تفسيرات ذلك هو أنه في ايام تعطيل الادارة في اعقاب عدم تمويل الجدار بين امريكا والمكسيك، لم يكن هناك من يمكن التحدث معه في وزارة الخارجية. ومهما يكن، القانون دخل الى حيز التنفيذ ولن يكون من السهل تغييره.

 من الصعب معرفة اذا كان التغيير – اذا تحقق – سيحل المشكلة. من الآن يزداد الانتقاد للسلطة الفلسطينية ورؤسائها لأنهم "عملاء" لاسرائيل، وينفذون لصالحها الاعمال الامنية. الرئيس محمود عباس يصف هذا التنسيق بــ "مقدس" بسبب الفائدة التي يجلبها للجانب الفلسطيني، ولكن ليس هناك الكثيرون الذين يتفقون معه. للفلسطينيين سيكون صعب الحصول على المساعدة فقط لصالح هذا التنسيق، حيث باقي اموال الدعم المخصصة للامور الاجتماعية والمواضيع المدنية الملحة الاخرى – تتوقف.

على كل الاحوال، واضح أن طيبة قلب اصدقائنا من شأنها أن تتضح كعناق للدب. المساعدة الامريكية للفلسطينيين مهمة لاسرائيل من زوايا كثيرة. اذا كان هناك شخص ما يريد صنع معروف لنا فمن الافضل أن يزيد المساعدة الامنية لاسرائيل بدل تقليص المساعدة الممنوحة لجيراننا.

كلمات دلالية