خبر الانجازات، وربما تلك التي فوتت/ معاريف

الساعة 09:54 ص|18 يناير 2009

بقلم: يحزقيل درور

مفكر استراتيجي، عضو في لجنة فينوغراد

مع وقف النار او بدونه، من واجب الحكومة أن تستعد لاستخلاص الدروس من معركة "رصاص مصهور" إذ أن انجازات الحملة من شأنها أن تخفي مشاكل في اداء القيادة السياسية وتحتاج الى اصلاح.

 

الهدف السياسي. ثمة حاجة جوهرية ومن حيث الصورة ايضا لدمج عملية ذات نزعة قوة مع تقدم السلام، كما عرضت في مقالي "د. جيكيل والسيد هايد"  (4/1). في خطاب رئيس الوزراء مع بداية المعركة كان ينبغي أن يضيف الى ما يسمى بـ "الاهداف الدفاعية" عن الجنوب تقدم السلام في الشرق الاوسط ايضا، والمشروط بتحييد حماس كعدو للسلام. كل المعركة كان ينبغي لها أن تكون متكيفة ابداعيا مع هذا الهدف السياسي الاعلى. هذا لم يتم ومن الصعب الا نرى في ذلك اخفاقا. مطلوب استخلاص دروس بشأن عدم الدمج الكامل والابداعي بين التفكير السياسي وعمليات الجيش الاسرائيلي والجهود الاعلامية.

 

سيناريوهات النهاية. مشكوك أن تكون سيناريوهات النهاية حظيت بذات التفكير النوعي الذي كرس لتخطيط العمليات. فالانجازات الحقيقية ايضا لا تعوض على تفويت الفرصة لانجازات أكثر اهمية.

 

المس بالمدنيين. ينبغي ان نكون نعرف مسبقا بان المدنيين سيصابون. ولكن مطلوب الضمان في أن يمنع في المستقبل الانطباع، حتى وان كان عديم الاساس، بانغلاق الحس تجاه معاناة المدنيين، مثل اعطاء مزيد من الفرص للمساعدات الانسانية.

 

ساحة الامم المتحدة. يجب الاستعداد مسبقا لوضع يتخذ فيه مجلس الامن قرارات اشكالية، والولايات المتحدة لا تستخدم الفيتو. في ساعات الاختبار يجب الضمان بان يكون وفد اسرائيل الى الامم المتحدة يضم سلسلة من الدبلوماسيين الكبار وان يعمل وزير الخارجية شخصيا في نيويورك قبل اتخاذ القرار في مجلس الامن، حتى لو كانت مشاركته في المداولات في اسرائيل مهمة جدا.

 

الادارة التالية. على مستوى اكثر أهمية تقف الحاجة للاستعداد مسبقا للمواقف المتوقعة من الرئيس الامريكي التالي، مثل نهج آخر تجاه حماس وايران. هذا التوقع يستوجب ربما الملاءمة لسيناريوهات انهاء "رصاص مصهور" مع التغييرات المتوقعة في واشنطن، بدل الانجرار الاعرج خلفها.

 

الساعة السياسية. يجب استخلاص الدروس بشأن الفرضيات حول الزمن الذي يقف تحت تصرف اسرائيل لعملية عسكرية. التعمق في الموضوع كان ربما يؤدي الى الاستنتاج بوجوب حث دخول كثيف الى غزة لاكثار الذخائر للمفاوضات السياسية. فما لا يتحقق في ميدان القتال يكاد لا يمكن تحقيقه على طاولة المباحثات.

 

الدراسة التفصيلية. يجب الفحص كم استخلصت وزارة الخارجية الدروس من حرب لبنان الثانية؛ المراجعة اذا كانت قيادة الامن القومي قد عملت حسب توصيات لجنة فينوغراد. اذا كان صحيحا الانطباع بانها لم تعمل هكذا، ففي ذلك تفسير لغياب رؤيا استراتيجية سياسية – أمنية شاملة، وجدير عدم الاكتفاء بقانون قيادة الامن القومي بل بناء مجلس الامن القومي من جديد، من الاساس.

 

الخلافات في القيادة. خطيرة أكثر من أي شيء آخر هي مسألة كم تؤدي خلافات الرأي بين رئيس الوزراء، وزير الحرب ووزيرة الخارجية، والتي هي مشروعة بحد ذاتها، الى قضايا هي بمثابة المراوحة. اذا كان هكذا، فمطلوب اعادة النظر في مبنى النظام للسماح بقرارات واضحة – الحل الوسط او التأجيل هما البديلان  الاسوأ.

 

دروس، وليس مذنبين. لا ريب عندي أن الجيش الاسرائيلي سيستخلص الدروس كما ينبغي، ولكن اساس الحاجة لاستخلاص الدروس هي على المستوى السياسي الاعلى. لا مجال للجنة فحص مثابة قانونية او لجنة تحقيق قانونية. يدور الحديث عن استخلاص الدروس وليس عن البحث عن "مذنبين". توصيتي: تشكيل فريق مهني مستقل بتكليف من رئيس الوزراء وبرأي الحكومة لتنسيق استخلاص الدروس في المحافل السياسية والامنية ويضاف اليهم فحص مستقل من جانبه. بعد ذلك مطلوب متابعة دائمة لتنفيذها بمسؤولية رئيس الوزراء وتبليغ لجنة الخارجية والامن في الكنيست عن ذلك. هذه هي المهمة التي تنتظر رئيس الوزراء القادم.