خبر ايهود اولمرت.. في الربيع سيعود/ يديعوت

الساعة 09:52 ص|18 يناير 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

قُراء هذا المقال سيصلون الى نهايته وسيقولون انه "هاذٍ"، "خيالي"، "غير ممكن"، وبالتأكيد يمكن أن يكونوا محقين. ولكن توجد ذرة من الاحتمال في أن يحصل العكس. اكثر من مؤشر واحد في سلوك قادة الدولة في الايام الاخيرة يدل على أن هذا ممكن.

 

ما هو الممكن؟ عودة ايهود اولمرت لرئاسة الوزراء. ومن لا يصدق، مدعو لان يكف عن قراءة المقال عند هذه النقطة.

عندما يُنزل المقال الى الطباعة، في منتهى السبت، لا يكون وقف النار قد اعلن رسميا، وحتى لو اعلن، فانه سيكون من طرف واحد. الكثير، كل شيء تقريبا، سيكون منوطا في حينه بحماس. ستكف عن النار ام تواصل؟

 

اذا واصلت معنى الامر أن القتال سيستمر، بهذه الطريقة أو تلك. وعندما يتواصل القتال، فهذا ليس الوقت وليس المكان للانتخابات، التي يفترض أن تعقد، كما هو معروف، في 10 شباط. اذا استمرت النار في غزة، لن يكون مفر من تأجيل الانتخابات. الى متى؟ على ما يبدو ليس قبل شهر ايار.

 

اولمرت، الثعلب السياسي المجرب، لن يقول هذا علنا ابدا، ولكن هذا يبدو أنه حلمه: تأجيل الانتخابات الى ايار، في هذه الحالة سيكون رئيس الوزراء ذا الولاية الاطول في الاونة الاخيرة. لا بيرس، لا نتنياهو، لا باراك، لا شارون (في الولايتين) صمدوا اكثر من ثلاثة سنوات في رئاسة الوزراء.

 

ستكون الانتخابات في ايار؟ هو بالطبع سيعتزل، وسيدير حربه في المحكمة. ومثلما يبدو هذا في هذه اللحظة، والتشديد هو على "في هذه اللحظة"، فان لائحة الاتهام الوحيدة التي سترفع ضده ستكون في قضية السفريات المزدوجة في "ريشون تورز". تفاصيل القضية في "ريشون تورز" انكشفت صدفة بعد أن كانت كل القضايا الاخرى، الاثقل ظاهرا، توجد على شفا التبدد.

اولمرت سيكافح لاثبات براءته. فهو وان كان محاميا (تجاريا) بارعا، ولكنه سيستأجر خدمات أفضل المحامين. اذا ما ادين "راحت عليه"، ولكن اولمرت، مثل اولمرت، يؤمن ايمانا تاما بانه سيخرج من المحكمة ويده هي الاعلى.

 

وفي حالة خروجه بريئا، سيعود اولمرت الى الساحة السياسية، الا اذا استجاب لمناشدات ابناء عائلته الا يفعل ذلك. وسيكون يسكن في حينه في موتسا او بمفسيرت تسيون، وقته في يده وسيأتي ليجري الحساب مع السياسيين والصحافيين الذين كمنوا له على مدى السنين. وسيدفعه عائدا الى السياسة الرأي السائد في فئات واسعة بانه كان رئيس وزراء "غير سيء على الاطلاق"، في نظر الكثيرين حتى "جيد" وفي نظره بالطبع "جيد جدا".

 

اولمرت، الذي ولد في بيت سياسي (ابوه كان من نشطاء حيروت وعضو كنيست)، لم يكن في أي وقت الا سياسيا، مع فترات قصيرة كمحامٍ. عمليا هو سياسي من سن عشرين، وهناك من يقول قبل ذلك ايضا. ورغم سنه غير العالية (64) يكاد يكون أقدم السياسيين اليوم في اسرائيل. السياسة هي حياته. بعد اكثر من 45 سنة في السياسة فانها بالنسبة له كل شيء.

 

فقط من دخل ذات مرة الى السياسة يعرف كم تشتعل النار في عظام السياسي. سكرة القوة وكذا الارادة، هيا نؤمن، في الاحسان للدولة ومواطنيها، تجعل السياسيين مدمنين سياسة. بالنسبة لمن يوجد هناك لعشرات السنين بل وصل الى القمة، الى رئاسة الوزراء، فهذا مرض عضال.

 

بالنسبة لاولمرت (وآخرين سبقوه) السياسة هي حياته – وبدونها يعتبر ميتا.

اولمرت وكثير من رفاقه مقتنعون بانه كان رئيس وزراء ممتاز. في ولايته تحقق الردع في الشمال وفي الجنوب، والان عليه أن يستكمل المهمة من خلال مسار انابوليس الذي اعده سلفه، ارئيل شارون. ولكن اولمرت يعرف ان أساس أسس رئيس الوزراء التالي هو النووي في ايران. رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي سيحل هذه المشكلة الوجودة سيدخل في التاريخ الوطني. اولمرت الذي يعرف جيدا ما جرى وما سيجري في هذا المجال الحساس سينفجر اذا ما قام رئيس وزراء آخر "بقص الشريط".

 

إذن ما الذي يقوله ايهود اولمرت لنفسه؟ أجلس ثلاث سنوات في الزاوية، أُبرأ في المحاكمة واثبت برائتي، وفي سن 67، ربما قبل ذلك ايضا، سأعود الى السياسة، وربما الى رئاسة الوزراء.

 

باراك أفضل منه؟ بيبي؟ رابين ألم يكن مرتين رئيسا للوزراء؟ وشارون؟ الا يحاول باراك وبيبي الان العودة؟ لماذا أنا لا؟

في 18 كانون الثاني تبدو هذه الاقوال مدحوضة. لنعش ونرى. وعلى حد تعبير القصيدة: "في الربيع سيعود" (وعفوا على التشويش الخفيف)