خبر مطلوب تسوية طويلة المدى/ هآرتس

الساعة 09:49 ص|18 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

الضغط الدولي المتصاعد عقب المس الشديد بحياة المدنيين والازمة الانسانية في غزة قطاع، نقل في الاونة الاخيرة مركز الثقل من ساحة القتال في الجنوب الى الساحة السياسية. في ضوء معارضة اسرائيل لكل تسوية مع حماس، وبالمقابل رفض المنظمة الاستسلام دون شروط – لم يتبقَ بيد الحكومة الا ان تقرر وقف النار من طرف واحد. ومع ذلك، فقد قيل أمس ان انسحاب الجيش الاسرائيلي سيتأجل حتى توقف نار الصواريخ. اسامة حمدان، من كبار مسؤولي حماس، سارع الى الاعلان بان منظمته لن توقف النار الى أن تلبى مطالبها، بمعنى رفع الحصار عن غزة. وبالمقابل، واضح ان اسرائيل لن تفتح معبر رفح دون صفقة على عودة جلعاد شليت.

 

في ظل غياب اتفاق مع الحكومة المصرية على صيغة تشغيل معبر رفح ومعالجة تهريب المواد القتالية عبر الانفاق، ارسلت وزيرة الخارجية تسيبي لفني الى واشنطن لتبطين وقف النار من طرف واحد بمذكرة تفاهم امني مع الولايات المتحدة. واتفقت مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس بان تشارك الولايات المتحدة وحلف الناتو في المساعي لسد مسارات تهريب السلاح من ايران الى القطاع عبر البحر المتوسط، خليج عدن، البحر الاحمر وشرق افريقيا. وتعهدت الولايات المتحدة ايضا بالمساعدة في العثور على الانفاق في الحدود المصرية، وتدميرها.

 

مع كل أهمية مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة، فان نقطة الضعف بقيت خط التماس بين مصر والقطاع. وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعلن أمس بان القاهرة غير ملزمة بالاتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة. مصر ترفض بثبات مرابطة قوات اجنبية في اراضيها السيادية وتحذر من كل اشارة لمحاولة اسرائيلية التنكر لمسؤولياتها عن مصير سكان القطاع وتحويلهم الى مشكلة مصرية. مصر تخشى من أن يعزز قربها من غزة تأثير الاخوان المسلمين – اسياد حماس. على اسرائيل أن تبدد التخوفات المصرية وان تعالج على عجل العلاقات المتوترة معها.

 

 وقف النار، وان كانت من طرف واحد هو شرط ضروري، ولكن بالتأكيد غير كاف لتسوية مستقرة وطويلة المدى في غزة. حسن تفعل الحكومة اذا لم تبدد قرارها بالوقف الفوري لحملة "رصاص مصهور"، وتعمل على تغيير جذري في العلاقات مع الفلسطينيين. فبعد الضربات الشديدة التي انزلتها اسرائيل عليهم، حان الوقت لان تساعد السكان الفلسطينيين، في الضفة وفي غزة، والسعي الى تسوية مع قيادتهم المعتدلة.