خبر مركز حقوقي: 67 مدرسة تعرضت لقصف صهيوني خلال العدوان على غزة

الساعة 09:25 ص|18 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

أكد مركز حقوقي فلسطيني إن سبعة وستين مدرسة على الأقل من بينها (36) مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية "الأونروا" تعرضت للقصف والاستهداف من قبل قوات الاحتلال خلال ثلاثة أسابيع من عمليات التطهير العربي التي نفذتها.

 

وقال مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في بيان له اليوم السبت (17/1) تلقى " فلسطين اليوم" نسخة منه أن قوات الاحتلال تواصل الاستهداف المنظم لمنشآت وموظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الدولية (أونروا)، موضحاً أنها قصفت عدة مدارس حولتها الوكالة إلى مراكز لإيواء المدنيين المهجرين قسرياً، وقصفت سياراتها مرات عدة، كان آخرها قصف سيارة تابعة للوكالة يقودها موظف الوكالة نضال الوحيدي.

 

وأشار إلى أن قوات الاحتلال قصفت مقر الوكالة الرئيس في الشرق الأوسط، الكائن بمدينة غزة، ومخازن المواد الغذائية التي توزعها على الأسر الفقيرة والمعوزة من اللاجئين، وعادت صباح السبت (17/1) لتقصف مدرسة جديدة في بلدة بيت لاهيا تأوي الوكالة فيها أكثر من ألف وثمانمائة من المدنيين المهجرين.

 

وأكد المركز الحقوقي أن تصعيد قوات الاحتلال بقصف مدرسة ذكور بيت لاهيا جاء ليقطع الشك، وليؤكد أن استهداف الوكالة ومنشآتها يدخل في إطار التعمد موضحاً أنه من بين المدارس المتضررة هناك (8) مدارس كانت محلاً للهجوم المباشر.

 

وأشار إلى قوات الاحتلال قصفت بقذائف المدفعية (التي يعتقد أنها فسفورية حارقة) عند الساعة 6:30 صباح اليوم السبت ، لتسقط غرب مدرسة ذكور بيت لاهيا التي حولتها وكالة الغوث الدولية إلى مركز إيواء لعدد من المواطنين الذين غادروا منازلهم في منطقة الغبون في بيت لاهيا.

 

وبين البيان أن سقوط هذه القذائف أجبرت إدارة مركز الإيواء على البدء بإخلاء اللاجئين من داخل المدرسة، وأثناء عملية الإخلاء سقطت قذيفة من النوع نفسه داخل ساحة المدرسة وأعقبتها بقذيفة مدفعية عادية - وفقاً لإفادة شهود العيان – حيث سقطت على سطح أحد الفصول الدراسية التي يمكث فيها اللاجئين، ويقع في الطبقة الثانية من المبنى الغربي للمدرسة.

 

وحسب معاينة باحثو المركز فقد اخترقت القذيفة السطح وتطايرت شظاياها داخل الفصول المدرسية وتسببت في قتل الطفلين بلال محمد شحدة الأشقر، (5 أعوام) وشقيقه محمد محمد شحدة الأشقر، (4 أعوام)، فيما أصيبت والدتهما نجود شعبان نصر الأشقر، (25 عاماً) إصابات بالغة تسببت في بتر ساعدها وساقها.

 

وتابع المركز الحقوقي كاشفاً فصول الجريمة أن قوات الاحتلال عاودت قصفها المدفعي بقذيفة رابعة من النوع المشتعل سقطت داخل المدرسة نفسها وتسببت في إصابة (14) شخصاً من اللاجئين، من بينهم (6) أطفال. وقد أدت هذه الهجمات إلى فرار اللاجئين هرباً من جحيم القصف، حيث لجأوا إلى مستشفى كمال عدوان القريب من مقر المدرسة. ثم فتحت لهم وكالة الغوث مركزاً جديداً للإيواء في مدرسة أسامة بن يزيد في منطقة جباليا النزلة، ويضم الملجأ (320) عائلة، يبلغ عدد أفرادها (1863) فرداً، كما أفاد باحث المركز أن عدد من اللاجئين عادوا للمدرسة التي تم استهدافها نفسها بسبب عدم وجود ملجأ آخر.

 

وأكد مركز الميزان أن ما ترتكبه قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة منذ أن شرعت في عدوانها في السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر 2008)، جرائم حرب شديدة الوضوح تمثل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، مشدداً على أن هذه الانتهاكات ولاسيما تلك الموجهة للوكالة الدولية تعبر بوضوح عن مدى استخفاف دولة الاحتلال بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.

 

وكرر المركز دعوته وكالة الغوث الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة، على ملاحقة الاحتلال الذين ارتكبوا، أو أمروا بارتكاب، هذه الفظائع غير الإنسانية كمجرمي حرب بسبب استهدافهم المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية المحمية وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

 

كما يرحب المركز بالجهود الحثيثة التي تبذلها وكالة أونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين خلال هذه الأزمة، ويدعو المجتمع الدولي إلى عدم التهاون في توفير الحماية لها، ولمنشآتها وطواقمها، وللمدنيين الذين يلجئون إلى مدارسها.