جنرال: اغتيال نصر الله في الحرب القادِمة سيحسِمها ومُستشرِق يؤكّد أنّ تهديداته خطيرةً جدًا

الساعة 12:45 م|28 يناير 2019

فلسطين اليوم

ما زالت تداعيات المُقابلة التي أدلى بها سيّد المُقاومة أوّل من أمس السبت، تُشغِل الرأي العام الإسرائيليّ، بالإضافة إلى قادة تل أبيب السياسيين والأمنيين، وفي هذا السياق، نُقِل عن جنرالٍ رفيعٍ في جيش الاحتلال قوله إنّ نصر الله هو ألّد أعداء الدولة العبريّة، مُشدّدًا في الوقت عينه، بحسب موقع (روتر) الإخباريّ، على أنّه إذا تمكّنت دولة الاحتلال من اغتيال السيّد نصر الله في المُواجهة العسكريّة القادِمة، فإنّ ذلك سيحسِم المعركة مع حزب الله، الذي يُصّنفه التقدير الإستراتيجيّ الإسرائيليّ للسنة الثالثة على التوالي على أنّه العدوّ الأخطر على "إسرائيل".

وعقّب قائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيليّ السابق غادي آيزنكوت ردًّا على تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إنّ لا أساس لما قاله حول ما لا نعرفه، في إشارةٍ إلى أقوال نصر الله عندما قال إنّ إسرائيل لم تكتشف كلّ الأنفاق.

وأشار آيزنكوت إلى أنّ صمت نصر الله الطويل جاء بعد أنْ تمّ إفشال 3 مشاريع للحزب، تمّ تدمير الأنفاق، تمّ تخريب مشروع حصوله على صواريخ دقيقة، وكذلك إفشال مشروع بناء جبهة ثانية في الجولان، على حدّ تعبيره.

وآيزنكوت أنهى مهامه قبل أسبوعين بعد فترة طويلة من الخدمة، وفيها قام بإعادة هيكلة الجيش بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014، كما خدم في فترة مواجهة إسرائيل لما تصفه ب”التموضع العسكريّ الإيرانيّ في سوريّة”، وقبل نهاية فترته أعلن عن انتهاء حملة “درع الشمال” لتدمير الأنفاق الهجومية من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيليّة.

في السياق عينه، رأى المُستشرِق إيهود يعاري، الذي يعمل مُحلّلاً لشؤون الشرق الأوسط في شركة الأخبار الإسرائيليّة، والمعروف بارتباطاته الوثيقة مع المنظومة الأمنيّة في تل أبيب، رأى أنّه يجب التوقّف بجديّةٍ بالغةٍ عند عددٍ من النقاط التي طرحها السيّد نصر الله في مُقابلته مع فضائية (الميادين)، والتي قال إنّ أهّمها التحذير بأنّ إيران، سوريّة وحزب الله يُفكّرون بجديّةٍ الآن بالردّ وبقوّةٍ كبيرةٍ على الضربات الإسرائيليّة المُتكررة التي يقوم بتنفيذها سلاح الجوّ، على حدّ تعبيره.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ الأمين العّام لحزب الله وضع خطوطًا حمراء جديدةً لما أسماها بـ”قواعد الاشتباك”، ومنها التهديد بالردّ العسكريّ على إصابة أوْ استهداف عناصر حزب الله على الأراضي السوريّة، تمامًا كما سيفعل في حال استهداف إسرائيل لعناصر من الحرس الثوريّ الإيرانيّ على الأراضي السوريّة، لافتًا إلى أنّ التهديد الأخطر والأهّم، الذي أطلقه نصر الله، يقضي بالردّ العسكريّ على عملياتٍ إسرائيليّةٍ-عسكريّةٍ ومُخابراتيّةٍ في الأراضي اللبنانيّة.

وأشار يعاري أيضًا في سياق تحليله لما بعد المُقابلة إلى أنّ نصر الله شدّدّ على التذكير بأنّ ردّ الفعل من قبل حزب الله لا يعني بالضرورة نشوب حربٍ شاملةٍ مع إسرائيل، بل إلى مناوشةٍ محدودةٍ، إنْ كان من جهة الزمن أوْ من ناحية حجم المُواجهة، وتابع قائلاً إنّ نصر الله تعمّد منح المصداقية لتهديداته إذْ أنّه قام وبشكلٍ مُفصّلٍ خلال الحوار بالتوضيح بأنّ حزب الله يملك ما يكفي من الصواريخ الدقيقة لضرب منشآت حيويّةٍ وإستراتيجيّةٍ إسرائيليّةٍ، بالإضافة إلى ذلك، أضاف المُحلّل يعاري، أوضح نصر الله في ردّه على سؤالٍ بأنّ الحاجز الذي يقوم الجيش الإسرائيليّ بتشييده على الحدود مع لبنان لن ينفع إسرائيل، وأنّ المُقاومة بحوزتها الطرق لاجتيازه، لافتًا إلى أنّ نصر الله أكّد أيضًا وجود أنفاقٍ لا يعرف عنها جيش الاحتلال، الأمر الذي يُير الشكوك بأنّ حزب الله ما زال يملك أنفاقًا، طبقًا لأقواله.

وأوضح المُستشرِق يعاري أنّ نصر الله كشف النقاب لأوّل مرّة، ويجب أنْ يأخذ صُنّاع القرار أقواله على محملٍ كبيرٍ من الجدّ، أنّه قبل حوالي نصف السنّة اقترح مبعوثون أمريكيون على الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن صفقةً بموجبها تقوم واشنطن بسحب قوّاتها من سوريّة مُابِل انسحاب عناصر حزب الله والحرس الثوريّ الإيرانيّ من هذه الدولة العربيّة، لافتًا إلى أنّ الأمين العّام أكّد رفض الصفقة باستهتارٍ من قبل الأطراف، وتحديدًا من قبل الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد ومنه أيضًا. كما كشف نصر الله، وفقًا ليعاري، النقاب عن أنّ الروس لم يُمارِسوا الضغوطات على إيران لفحص الصفقة، إنمّا اكتفوا بلعب دور الوسيط، الذي ينقل الاقتراح، الذي تمّ رفضه، قال المُستشرِق الإسرائيليّ.

وكان لافِتًا للغاية إقرار يعاري بأنّه يُوافِق تمامًا مع نصر الله، الذي وصف التدّخل الإسرائيليّ في سوريّة بالفشل الإستراتيجيّ، وقال المُحلّل إنّه يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب أنْ يتطرّقوا بجديّةٍ إلى هذه المقولة لدى تلخيصهم الحرب الأهليّة في بلاد الشام، وأضاف يعاري أنّه منذ اندلاع الأزمة في سوريّة انتقد بصورةٍ لاذعةٍ السياسة الإسرائيليّة، وشدّدّ على أنّ كيان الاحتلال كان بمقدوره العمل أكثر من أجل إسقاط نظام الرئيس الأسد، وخلُص إلى القول إنّه صحيح ما قاله نصر الله بأنّه والحُلفاء، إيران، سوريّة وروسيا انتصروا في سوريّة، على حدّ تعبيره.

 

 

كلمات دلالية