رئيس اركان جديد – عقيدة حربية جديدة.. اسرائيل اليوم

الساعة 08:16 م|23 يناير 2019

بقلم

(رئيس الاركان الجديد وصف باربع كلمات العقيدة الحربية الجديدة للجيش الاسرائيلي الا وهي "جيش ناجع، فتاك وحديث").

"جيش ناجع، فتاك وحديث": مشكوك أنه قال رئيس أركان آخر بأربع كلمات قصيرة، في خطاب ألقاه في احتفال تلقي تعيينه، بسط على مسمع الجمهور العقيدة الجديدة التي في ضوئها في نيته أن يبني الجيش الاسرائيلي وان يستخدمه في يوم الامر. لقد قامت العقيدة الحربية التقليدية للجيش الاسرائيلي على اساس اجبار العدو على الاستسلام كنتيجة بايقاع الهزيمة به من خلال احتلال اراضيه بفرق برية مناورة، حاصرت قواته وهددت بابادتها ايضا. اما رئيس الاركان الجديد فيرسم خطوطا لصورة العقيدة الجديدة: ايقاع الهزيمة بالعدو اساسا من خلال القضاء على مقدراته العسكرية ومشغليها من فوق الارض (ومن تحتها) من بعيد، بواسطة سلاح فتاك ودقيق – ثمرة التفوق التكنولوجي الاسرائيلي.

تعبر النجاعة والفتك عن التطلع للوصول الى الحسم في الحرب التالية بأسرع وقت ممكن "بثمن زهيد" وبمستويات من الدقة الاعلى للغاية. الدقة ضرورية، ضمن امور اخرى، من اجل شل فعالية "مركز الثقل" وسلاح جيوش الارهاب "نحطم التعادل" اي السكان المدنيين. وبسبب الرغبة في الامتناع عن المس بهم، لم يتمكن الجيش الاسرائيلي حتى الان من استغلال كامل قواته وقدراته كي ينهي معاركه بسرعة، ويقصير فترة معاناة مواطني اسرائيل ومعاناة مواطني العدو على حد سواء. يخيل ان بناء الجيش الجديد يضع امام رئيس الاركان عدة تحديات. اولها هو الحاجة العاجلة لميزانية لغرض تقصير الفترة الزمنية المتفجرة التي لا يكون فيها الجيش الاسرائيلي قد أنهى شراء المقدرات الجديدة، والمعقدة من المقدرات الناشئة عن العقيدة السابقة والمقدرات اللازمة لتنفيذ الجديدة.

ان زيادة الميزانية ضرورية ايضا من اجل السماح للجيش الاسرائيلي بأن يدير، بخلاف الماضي، حربا متداخلة: دفاعية وبالتوازي لها الشروع الفوري بالهجوم في ظل الحسم السريع في ابادة عموم الساحات القتالية الفرعية. حسم متواصل، مثلما في الماضي، من خلال حشد مقدرات الجيش الاسرائيلي في ساحة واحدة – وبعد شل فعاليتها – نقل المقدرات الى ساحة اخرى – وان كان يوفر المقدرات، الا ان من المتوقع له أن يطيل الحرب، وفي اعقاب ذلك الدمار والخسائر في الجبهة الداخلية المدنية ايضا. حين كانت القيادة الاسرائيلية مطالبة بالزيادة السريعة لميزانية الجيش الاسرائيلي عشية حرب الاستقلال او حملة السويس، بادرت الى "تمويل جماهيري" سمي في حينه "كفارة الحاضرة" و "الصندوق الوقائي". اما التحدي الثاني لرئيس الاركان الوافد، فهو الغاء احتكار سلاح الجو لـ "الفتك" الدقيق من بعيد وتوزيع هذه المهامة – ضمن امور اخرى تبعا لاضطرارات الساحة الدولية – بين كل الاذرع. والتحدي الثالث لرئيس الاركان هو بث روح جديدة في فكرة "الرسالة" التي تآكلت: تحريك ضباط اكفاء مثل كوخافي نفسه وامثاله، للتمسك بخدمة دائمة طويلة، دون أن تغريه الفرص المدنية المريحة، التي تجني مردودات اكبر بكثير.

التحدي الرابع هو اعادة تعريف دور الاحتياط في الحرب الجديدة. فالاطلاع السريع لرجال الاحتياط حيوي لاصلاح الانطباع الصعب الذي خلفته التقارير الخطيرة للواء بريك، الذي حاكم وضع المقاتلين، حجم الميزانية وجودة القوى البشرية المستثمرة في الاعداد للحرب، في ضوء العقيدة الحربية القديمة، والدور الذي ادته منظومة الاحتياط في الحروب السابقة.

كلمات دلالية