خبر حمدان: هناك مبادرات سعت بالسياسة لتحقيق ما عجز عنه العدوان

الساعة 12:29 م|17 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

حذّر القيادي في حركة "حماس" وممثلها في لبنان، أسامة حمدان، من أنّ هناك مبادرات تم تقديمها للحركة في سياق العدوان الجاري على قطاع غزة، كان الهدف منها أن تنتزع مواقف عجز العدوان ذاته عن تحقيقها. وقال حمدان إزاء ذلك "نحن ماضون في الميدان، والسياسة لن توقفنا، بل إنّ فعل الميدان هو الذي سيفرض نفسه في النهاية".

 

وفي خطاب ألقاه اليوم السبت في مهرجان تضامني ضخم في بيروت، بحضور وفود من دول عدة، أكد حمدان أنّ "المقاومة ثابتة في مواقعها ملتزمة برنامجها، وهي مصرّة على مواصلة جهودها حتى دحر الاحتلال". وقال إنّ "المقاومين لا يتكلمون عن إنهاء العدوان فحسب؛ بل عن تحرير الأرض بأسرها والقدس واستعادة الحقوق وعودة اللاجئين، هذا هو حديث من هم تحت النار في المعركة، ومن يخوضون المعركة، وهذا بحد ذاته إشارة إلى معنوياتهم عدا عن قدرتهتم على الأرض".

 

ولفت حمدان الانتباه إلى أنّ "المعركة الحقيقية (تجري) هنا في السياسة، المبادرات التي قُدِّمت بغض النظر عن كثير من التسميات مبادرات حرصت على أن تنتزع منّا بالسياسة ما لم ينجح جيش الاحتلال أن ينتزعه بالقوة"، مؤكداً بالمقابل أنّ موقف "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية "لن يكون رفع راية الاستسلام"، حسب قوله.

 

وأوضح ممثل حركة "حماس" في لبنان "قدّمنا رؤية واضحة تنطوي على إنهاء العدوان، وسحب قوات الاحتلال، وإنهاء للحصار كشكل من أشكال الحرب، وفتح المعابر، وفوق ذلك أن لا يكون هناك مسّ بالمقاومة". وتابع حمدان أما "أي تصور غير ذلك فنحن ماضون في الميدان، والسياسة لن توقفنا، بل إنّ فعل الميدان هو الذي سيفرض نفسه في النهاية، وإذا ظنّ البعض أن فعل السياسة سيحاصر المقاومة فهو وهم كبير ثبت بطلانه في محطات كبيرة، لا سيما في عدوان تموز"، كما قال.

 

واعتبر القيادي الفلسطيني أنّ الحديث الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، هو تجاوز لدور أطراف في المنطقة، "وإنهاء لمكانتهم في المنطقة وتضييع للفرصة عليهم بأن يكون لهم دور، ولذلك أدعوهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم وأن ينحازوا للمقاومة قبل فوات الأوان"، وقال "هي فرصة تمنحها المقاومة في فلسطين لمن فوّتوا فرص المشاركة في النصر، نمنحها لكل من أخطأ الحساب، وأن يرجع إلى واقع أمته وقومه، وأن يعود إلى الموقف الحق بنصرة شعبنا وقضيتنا".

 

ودعا حمدان كلاً من تلك الأطراف التي يعنيها، أن "يفهم أنّ العدو أكان في الكيان الصهيوني أو في واشنطن لا ينظر إلى أحد في هذه المنطقة من منظور الشراكة؛ بل من واقع الاستخدام ونظرية العبيد التي انتهجتها الولايات المتحدة لكنها بثوب آخر يُعبّر عنها بالحلفاء والشركاء الذين يتلقون الأوامر وينفذون السياسات، ويظنون بذلك أنهم شركاء ولكنهم في حقيقية الأمر نموذج محسّن من حالة العبيد في القرن الحادي والعشرين"، على حد تعبيره.

 

وفي ما يتعلق بالمبادرة المصرية المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ قال القيادي في حركة "حماس"، "ليس عندنا جديد نقدمه بشأن المبادرة المصرية، إما أن نسمع ما نقبله أو أنّ النتيجة ستكون استمرار المواجهة في الميدان".

 

وأعرب أسامة حمدان عن اعتقاده بأنّ "الدعم السياسي والشعبي قد تحقق في أبهى صوره وأفضل حالاته"، وقال في هذا الصدد "ينبغي أن نتقدم خطوة أخرى إلى الأمام، ولذلك أطالب الشعوب بأن تصبح العلاقات مع الكيان الصهيوني ليس مجرد محل سؤال وتجاذب، بل أن تكون علاقات محرّمة بدءاً من العلاقات السياسية وصولاً إلى العلاقات الاقتصادية، فالضغط على الكيان أمر يحقق نتائجه"، على حد قوله.

 

وتوجّه حمدان إلى الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس، والذي أشار إليه بوصف "من كان قبل وقت قصير رئيساً للسلطة"، فقال "انعقد يوم أمس (الجمعة) مؤتمر من أجل غزة في الدوحة، أي فلسطينيّ معني بأن يشارك في أي تظاهرة تنتصر لشعبه، لا أفهم مبرِّر الغياب إلاّ أنه انعدام للإحساس بالمسؤولية، يُقتَل الشعب الفلسطيني ويتعذّر عليه أن يحضر لأنّ تصريحاً (عدم الحصول على تصريح إسرائيلي) أو ضغطاً منعه من ذلك".

 

ورأى حمدان "هذا الاستحقاق يُظهر إلى أي مدى يمكن أن يُؤتمن البعض على القضية، إلى أي مدى يمكن أن نصدق أنه حريص على الشعب أو نثق بأنه إذا ذهب إلى المفاوضات كيف سيدافع عن شعبه الذي يُقتل ويُحرَق وهو يفشل في المشاركة في لقاء يدافع عن الشعب الفلسطيني".

 

وخاطب حمدان "كل الوسطاء"، فقال مقدّراً "جهد كل وسيط وسعي كل من يرغب في وقف العدوان"، بالاستدراك "لكننا ونحن نقاتل في الميدان وشعبنا يلقى الله شهيداً يوماً بعد يوم نحن لسنا بصدد إعلان الاستسلام أو الهزيمة، نحن لم نُهزم حتى تأتي بعض المقترحات لإعلان الهزيمة، ولن نُهزم، وإذا ظنّ البعض أنّ ما ينال شعبنا من قتل وتدمير وإرهاب صهيوني هو علامة من علائم ضعفنا فهو واهم، في كلّ لحظة يرتقي فيها شهيد نزداد قوة، لأنّ أمانة الدماء تزداد في أعماقنا، لا يظنن البعض أنّ زيادة عدد الشهداء والجرحى سيدفع المقاومة للتراجع، إنّ هذه الدماء وهي مسؤولية بالنسبة لنا تدفعنا للإصرار والتقدم حتى ولو تقدم القادة ركب الشهادة في فلسطين، لذلك أنصحهم (الوسطاء) أن تكون مقترحاتهم مركزة على وقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإنهاء الحصار وفتح المعابر، ونحن لا نريد منهم أكثر من ذلك"، على حد تأكيده.

 

وقال أسامة حمدان "للأمة ولكل حرّ في العالم تضامَن مع غزة، أقول: المعركة لم تنتهِ بعد حتى وإن قيل كلام كثير في السياسة والمعركة لن تنتهي بوقف العدوان فالمعركة ستنتهي يوم ينتهي الاحتلال، أقول لم يحن الوقت بعد كي تضعف الهمّة وتتوقف حالة التضامن والدعم، بل إننا لا نزال في لحظة الذروة، وأطلب أن يتوالى فعلكم وأن يتصاعد أداؤكم يوماً بعد يوم من أجل غزة وفلسطين وكل قضية عادلة في هذا العالم"، وفق ما ذكر.